- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حفل لتكريم حفظة كتاب الله في أفغانستان يتحول إلى مذبحة!
الخبر:
ارتفعت حصيلة قتلى الغارة الجوية التي نفّذها سلاح الجوّ الأفغاني، في ولاية قندوز شمالي البلاد يوم الاثنين 2018/4/2، على مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم أثناء حفل تخريج دفعة من حفظة القرآن الكريم، إلى 100 قتيل على الأقل وإصابة 50 آخرين معظمهم من الأطفال. (عربي 21 بتصرف)
التعليق:
لقد تحول حفل تكريم لحفظة كتاب اللّه في ولاية قندوز في أفغانستان إلى مذبحة بعدما استهدفته طائرات سلاح الجو الأفغاني بصواريخها، فامتزجت دماء الأطفال الحفظة بمصاحف كانوا يقرؤون بها، وتحولت فرحة الأهل برؤية أبنائهم يرتدون تيجاناً من نور بحفظهم لكتاب الله إلى فاجعة وحزن عظيم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
مذبحة ارتكبت بذريعة وجود عناصر من طالبان في المدرسة، إنه والله عذر أقبح من ذنب، وذريعة واهية تستخدمها السلطات الأفغانية وسيدتها أمريكا في كل مرة تنفذ فيها مثل هذه الغارات على المدنيين والمدارس الإسلامية في أفغانستان، بحجة أنها تفرخ (الإرهابيين)، وتشكل ملجأ يختبئون فيه، أوليس سفك دماء الأبرياء، وترويع الآمنين، وهدم البيوت والمدارس على رؤوس أصحابها هو الإرهاب بعينه؟!
يظن كرزايات أفغانستان وأسيادهم الأمريكان أن استهداف المدارس الدينية، وقتل العلماء وحفظة كتاب الله، سيثبت أركان حكمهم، ويحفظ لهم مصالحهم، ويمنع زوالهم وزوال ظلمهم وجبروتهم، ولكن الله سبحانه تكفل بحفظ دينه وظهوره على الدين كله، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
لقد استحر القتل بحفظة كتاب الله، ولا عمر لدينا ولا أبو بكر نهرع إليهما لحفظ الدين، لقد سفكت دماء الأبرياء في كل بلاد المسلمين، وجعلت جسوراً لتمرير المخططات والمؤامرات الاستعمارية، ولا معتصم لدينا، لقد ضاعت مقدسات المسلمين واحتلت بلادهم، ولا عبد الحميد فينا...
إننا اليوم ونحن على أعتاب الذكرى الـ97 لهدم دولة الخلافة، وفي ظل حياة الضنك، والذل والهوان الذي تحياه أمة الإسلام، نستشعر بقوة معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، فبعد هدم الخلافة أصبحنا كالأيتام على موائد اللئام، فاللهم إنا نسألك أن تجعل رجباً هذا آخر رجب بدون خلافة للمسلمين، اللهم لا تمتنا إلا وقد رأينا عزة الإسلام والمسلمين، اللهم اجعلنا من جنودها وشهودها يا رب العالمين. اللهم آمين...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة