- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أهل فلسطين بحاجة إلى منقذ رمضاني حقيقي لا إلى تسهيلات اقتصادية خادعة
(مترجم)
الخبر:
في 20 أيار/مايو 2018، لمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن تركيا قد تقوم بفرض حظر على استيراد بعض البضائع من كيان يهود جراء قتل قواته للمحتجين الفلسطينيين في قطاع غزة مباشرة قبل رمضان. هذا ما صرح به للصحفيين أثناء عودته على متن الطائرة من اجتماع منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 عضوا. حيث إن هجمات يهود على أهل فلسطين العزل الذين احتجوا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أدت إلى إصابة أكثر من 2000 مسلم من بينهم عشرات الأطفال والذين صرح مراقبون من الأمم المتحدة أنه تم استهدافهم مباشرة من قبل قناصي كيان يهود.
التعليق:
إنه لمن المخزي أن أردوغان الذي يجلس بكل رفاهية وراحة في اجتماع له مع حكام المسلمين يتناقشون أي البضائع سيتم وضعها على رفوف المحلات. حيث إن عائلات الضحايا الذين استشهدوا في غزة في غنى عن أية عقوبات اقتصادية مزيفة في الوقت الذي تقف فيه جيوش المسلمين عاجزة أمام ذبح أخواتهم وإخوانهم دون أي رحمة! حيث أقر جميع حكام المسلمين العملاء على وجود كيان يهود وتعاونوا لدعمه لأكثر من 70 عاما من الاضطهاد حتى أصبحت احتجاجاتهم المزيفة لا معنى لها ولن تساهم في تبديد الغضب العارم الذي يشعر به المسلمون في أنحاء العالم.
فعوضا عن إجراء صفقات سرية بخصوص أنابيب الغاز (الإسرائيلية) - التركية، كان على أردوغان أن يتلقى درسا من خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني، وأن يقوم بعقوبة حقيقية من شأنها أن تمنع حقا إلحاق الضرر بالمصالح الإسلامية.
حيث عندما سعت أول حركة صهيونية لتوظيف تركيا لبيع الأرض المباركة فلسطين لهم، تم رفض الاجتماع بثيودور هيرتزل وإرسال الملحق فيليب نيولينسكلي (في 1 أيار/مايو 1901م). حيث عرض الصهاينة دفع ديون العثمانيين الخارجية وتوفير دعاية للسلطان العثماني في أوروبا مقابل فتح الأراضي الفلسطينية أمام المستوطنات اليهودية ونقل الحكومة إلى الشعب اليهودي. إلا أن جواب الخليفة كان نوعيا دون أي تردد حيث قال: "لن أوافق أبدا حتى لو عرضتم ليس 150 مليون قطعة ذهبية بريطانية بل لو عرضتم كل الذهب في العالم. لقد خدمت العالم الإسلامي لأكثر من 30 عاما. ولن أخذل أجدادي أبدا".
فهذه هي كلمات قائد إسلامي حقيقي يتمتع بالتقوى ويحرص على شؤون المسلمين كما أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله r: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
فمن هذه الآية وغيرها من الأدلة لا يمكن لأي من حكام المسلمين العملاء أن يبرروا خطاباتهم الخاوية في الوقت الذي يمارس فيه حرامٌ عظيم على الأمة الإسلامية. فكل القادة اجتمعوا على ملء جيوب الشركات العربية بالصفقات العسكرية والتطويرات السنوية حيث لا تستخدم هذه القوى إلا لقتل المسلمين في البلاد الإسلامية المحاصرة. ولا يمكن السماح بمثل هذه الخيانة بالاستمرار ولا بد من حسابها حتى يتم خلع عملاء الغرب من السكة واستبدال قائد واحد بهم؛ الخليفة المخلص لله سبحانه وتعالى الذي سيوحد هذه الأمة بعد أن قسّمتها حدود المستعمرين الموجودة اليوم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير