خبر و تعليق الأحزاب اليمينية في أوروبا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
سقط الإئتلاف الحكومي في هولندا نتيجة اختلاف أحزابه حول استراتيجية أفغانستان، حيث أصر أحد أحزاب الإئتلاف على الإلتزام بالموعد المتفق عليه لسحب القوات الهولندية من هناك، الأمر الذي رفضه رئيس الحكومة وحزبه المحافظ، فكانت النتيجة انهيار الإئتلاف والإعلان عن إجراء انتخابات مبكرة. ويصرح المراقبون أن حزب الحرية اليميني المتطرف بقيادة عدو الإسلام (خيرت فيلدرز) هو المرشح بتحقيق فوزٍ ساحقٍ في الإنتخابات المقبلة وبمضاعفة نسبته من الأصوات ثلاثة أضعاف.
التعليق:
إن ما يحققه حزب الحرية الهولندي من نجاحات إنتخابية هي ليست ظاهرة خاصة بهذا البلد بل هي شملت الكثير من البلدان الأوربية التي ظهرت فيها أحزاب مشابهة شغلها الشاغل هو الهجوم على الإسلام والمسلمين، فهناك على سبيل المثال لا الحصر حزب الشعب في الدانمارك الذي لا تقل عداوته للإسلام عن صنوه الهولندي، وحزب الجبهة القومية في فرنسا، وحزب الشعب في سويسرا الذي كان المحرك الفاعل وحامل اللواء في استفتاء منع بناء المآذن على الأراضي السويسرية، ثم تكتل الشمال الإيطالي الذي لا يُفوت فرصة للإستهزاء بالإسلام والمسلمين ووصفهم بالأوصاف المشينة، فقد ارتدى أحد وزراءه في الحكومة الإئتلافية الإيطالية السابقة قميصاً طُبعت عليه الرسومات المسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إمعاناً في استفزاز مشاعر المسلمين وإذلالهم، وأخيراً وليس آخراً الحزب الحر في النمسا الذي ما انفك عن رفع شعارات معادية للإسلام في كل حملاته الإنتخابية الأخيرة، وتجرأت رئيسته في مدينة (غراتس) النمساوية وإحدى أعضاءه في البرلمان على شخص رسولنا الكريم ووصفته بأوصاف نستحي عن ذكرها في هذا المقام، ... كل هذا لتحريك النعرة الصليبية الدفينة في صدور الشعوب الأوروبية وكسب أصواتهم.
أما باقي الأحزاب الأوروبية المسماة "بالمعتدلة" فهي تقف من هذه الحملات العدائية على استحياء، وأحياناً ما تتسابق مع الأحزاب اليمينية في التصدي "للإسلام المتطرف" كما يدعون، فيرفعون لواء منع النقاب، ومنع الخمار في المدارس وغيرها من رموز الإسلام.
إن ظاهرة العداء للإسلام هذه ما هي إلا تصديق لقوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) ولقوله: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ). وحري بالمسلمين في بلاد الغرب أن تكون حملات الهجوم هذه مداعة للتبصرة بأن مُثُل الغرب وقيمه التي يتشدق بها من حرية وتسامح وتعددية هي في حقيقتها زائفة، سريعاً ما تنهار وتسقط ويتخلى عنها روادها إذا ما اصطدمت بقيم الإسلام العظيم.
وحري بالشباب المسلم في بلاد أوروبا - بعد أن انكشفت لديه حقيقة الغرب - أن تكون مدعاة له للعودة إلى التمسك بدين الإسلام الحنيف، وإلى دراسته وفهمه وحمله مع المخلصين من هذه الأمة إلى المسلمين في الغرب وإلى الغرب نفسه، فيكونون دعاة هدىً ونور في غياهب هذا الظلام الدامس. والله تعالى يقول:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
المهندس شاكر عاصم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير
في البلاد الناطقة بالألمانية