السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحريات مقدسة من أجل الغرب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحريات مقدسة من أجل الغرب

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي يوم الثلاثاء إنه أثار موضوع مسابقة الرسوم الكاريكاتيرية مع وزير الخارجية الهولندي، ودعا منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد جلسة عاجلة لاعتماد موقف جماعي ردا على الحدث الهولندي المخطط له.

 

وفي مؤتمر صحفي في العاصمة الفيدرالية، قال وزير الخارجية إنه تحدث إلى نظيره الهولندي وذكّره بأن العمل البغيض الذي قام به البرلماني الهولندي خيرت فيلدرز لعقد مسابقة الرسوم الكاريكاتيرية كان مستفزا ومسيئا، مما أضر بمشاعر المسلمين عبر العالم، ومن شأن هذه الأفعال أن تنشر الكراهية والتعصب. (صحيفة الفجر الباكستانية 29/8/2018).

 

 

التعليق:

 

رداً على أحدث التصرفات الغريبة لحزب الحرية في هولندا، كانت رسائل وسائل الإعلام الإلكترونية تدعو الجمهور في باكستان إلى مقاطعة البضائع والسلع من هولندا. وقد طالب البعض مقاطعة اليوتيوب وجوجل لمدة 3 أيام. فيما طلب آخرون من المسلمين التحلي بالصبر واعتماد ممارسات من السنة لتقديم وعرض الإسلام وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد عمم على خط التماس وتم التخطيط للقيام بمسيرة احتجاج أيضا في مكانها، بقيادة "حركة لبيك رسول الله" الباكستانية، ما لم "تقطع الحكومة العلاقات الدبلوماسية" مع هولندا.

 

إن عمل الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لن يمر دون أن يلاحظه أحد، ولكنه ليس جديدًا أيضًا. سيتم تنفيس غضب المسلمين ويمكن إزالة بعض الشعور بالعجز عن طريق أي من الأنشطة التي يتم نصحهم بها.

 

المشكلة حقا هي أن حرية التعبير مكرسة في النظام الغربي، وهذا هو الدفاع المستخدم لهذا الإجراء. ومع ذلك، ليست محددة بوضوح وليست بكلام يحض على الكراهية. هذا التفسير الواسع متروك لأي شخص أن يقرر وكذلك أن يستخدمه في جدول أعماله الخاص.

 

من المعتقد أن حرية التعبير ستعزز الأفكار والتقدم وأن خنق النقاش أمر قمعي. فعلت ذلك الكنيسة والنظام الملكي في الماضي، لذلك لم يتم قبول الدين كسبب لمنع الحريات وهذه العقلية تعني أن أي شخص وأي ممارسة يمكن أن تكون سخرية.

 

التناقضات في هذا أيضا معروفة جيدا، حيث يتم الحديث عن الإنكار أو التساؤل عن المحرقة (الهولوكوست) بأنها ليست جيدة. كما نذكّر بأن هذه الدول نفسها تحظر النقاب وتنسى الأهمية التي تعطيها للحرية في هذا العمل.

 

في حين يظهر القادة المسلمون غضبهم ويتصلون أيضاً بوزير الخارجية الهولندي، فإن هناك إلهاءً عن القضية الجوهرية والأساسية، وهي القيمة الممنوحة للحريات، وأنها أساسية في الحياة الغربية.

 

وعزا رئيس الوزراء عمران خان تكرار مثل هذه الحوادث إلى فشل جماعي للعالم الإسلامي، قائلا إنه سينظر في هذه المسألة في الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال رئيس الوزراء في أول خطاب ألقاه أمام مجلس الشيوخ يوم الاثنين "هذا فشل جماعي للعالم الإسلامي بأسره" وأضاف أن "منظمة التعاون الإسلامي يجب أن تكون قد تناولت هذه المسألة منذ فترة طويلة وصاغت استراتيجية عملية. لكن منظمه المؤتمر الإسلامي لم تستيقظ بعد للتحركات المكروهة وغير المستقرة التي ارتكبت لإيذاء مشاعر المسلمين". (إكسبرس تريبيون 27/8/2018).

 

ويشير عمران خان إلى استخدام الضغط على هيئة تشكل جزءا من النظام الغربي، أي الأمم المتحدة. وقد أنشئت للمحافظة على المثل العليا للحريات وتسعى إلى تعزيز رؤية فريدة للعالم. يتم قياس المعايير الصحيحة والخطرة والجيدة والسيئة بمعيار محدد وهذا هو مفهوم العلمانية.

 

إن مناشدة الحكومات الغربية أو الأحزاب أو الهيئات التي تهدف إلى دعم وتعزيز طريقة الحياة الغربية لن تنجح أبدا لأن سبب وجودها يتناقض تماما مع الإسلام.

 

إن الأذى والغضب والانزعاج الذي يشعر به المسلمون مرتبط بالاعتقاد الذي لدينا. المسلمون يحبون ويحترمون النبي محمداً صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء والرسل الآخرين عليهم السلام كجزء من إيماننا الأساسي. وهذا لن يعني أي شيء لمن يحمل الحرية كعقيدة، لأن قرار الإنسان بشأن ما هو مقبول للإهانة وما هو مقدس يترك له أن يقرر فيه.

 

بالنسبة للمسلمين، وبدون قيادة واضحة، سنشهد دائما ردودا عشوائية، ونقصا في التوجيه، ثم هجمات جديدة ضد ديننا وأمتنا. ولا يسعنا أن نناشد الهيئات أو الأمم القوية والعلمانية التي تروج للحرية أن تتصرف كما تراه لائقا. ولن تكون سوى قيادة مبدئية مخلصة تؤدي إلى تغيير فعلي في كيفية تعامل الدول غير الإسلامية مع الإسلام ومشاعر أتباعه. فقط دولة الخلافة على منهاج النبوة هي التي يمكن أن تقدم الإسلام إلى العالم وأيضا تدافع عن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم في أفضل طريقة.

 

حتى ذلك الحين، سوف نرى حكام المسلمين يلعبون بمشاعر الأمة، وفي الوقت نفسه يأخذون الأوامر والتوجيهات من الغرب، ويوجهون إليهم حلولاً ويحاكونهم في شؤون الحياة بينما يعترفون بحب النبي صلى الله عليه وسلم فقط في الشعور العاطفي.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نادية رحمان

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 02 أيلول/سبتمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع