الأحد، 15 محرّم 1446هـ| 2024/07/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
منظمات المجتمع المدني الأجنبية تستهدف شبابنا... صناعة قادة أم صناعة عملاء؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

منظمات المجتمع المدني الأجنبية تستهدف شبابنا...

صناعة قادة أم صناعة عملاء؟

 

 

الخبر:

 

انطلقت يوم الثلاثاء 28 آب/أغسطس 2018 في بنزرت جامعة صيفية بنزل الأندلسيَة لطلبة حزب آفاق تونس والتي ينظمها الحزب بالشراكة مع المنظمة الألمانية فريدريتش ايبرت والمعهد الجمهوري الدولي الأمريكي لغاية 2 أيلول/سبتمبر 2018 تحت إشراف محمد علي الفريوي عضو المكتب السياسي للحزب وأعضاء وقيادات عدَة لحزب آفاق تونس.

 

والهدف المعلن لهذا الملتقى الذي يشارك فيه أكثر من 150 طالبة وطالباً من شباب الحزب أعمارهم تتراوح بين 20 و24 سنة، إلى تحسين المشاركة السياسية للطلبة وتعزيز قيم الانتماء للحزب وتبني أسس وقيم الليبرالية الاجتماعية وتطوير مهارات وقدرات الطلبة في مجال القيادة والتواصل.

 

التعليق:

 

قبل الخوض في بحث الأسباب الحقيقية لهكذا تظاهرات أصبحت تتكاثر كالفطريات في الساحة السياسية في تونس فلنعطِ لمحة بسيطة عن كلا المنظمتين الغربيتين:

 

فريدريتش إيبرت التي ذكر اسمها كثيرا في الآونة الأخيرة كراعية للندوات والتظاهرات الثقافية والسياسية الحكومية والمستقلة بعد ثورات الربيع العربي ليس فقط في تونس بل هي في نشاط دائم واتصال حثيث بالفئة الشابة في كل من مصر، وتونس، وليبيا، والأردن، وفلسطين، واليمن.. والقائمة تطول، حيث تعمل على التثقيف بالمفاهيم الليبرالية والعلمانية وهي تركز أساسا نشاطها على التكوين السياسي للشباب وما تسمّيه بالنصيحة السياسية للأحزاب والمنظمات داخل البلاد، والذي يثير الريبة أنها لا تتوجّه إلى الجمهور العريض بل تستهدف الشباب الجامعي في تونس بل وتصطاده من خلال الأحزاب السياسية ذات التبعية الأوروبية والغربية فتقوم بتأطيره وإحاطته بل وحتى إغرائه من خلال برامج المنح لمواصلة الدراسة في ألمانيا التي تقدمها لطلبة الدكتوراة والبحث العلمي والتي تشترط فيها تبني الطالب للقيم الليبرالية وإثباته لمدى استعداده لتبني وخدمة القيم الغربية التي تغلفها بوصفها كونية وإنسانية.

 

أما منظمة المعهد الجمهوري الدولي فهي أمريكية الجنسية برئاسة السيناتور جون ماكين المقبور مؤخرا وهو اسم سياسي غني عن التعريف يرتبط ذكره بحرب العراق، فهو كان زعيم المحافظين الجدد في أمريكا والذين قاموا بشن حملة شنيعة لاحتلال العراق إضافة لكونه كان المرشح الجمهوري ضد أوباما في الانتخابات الرئاسية سنة 2008 وطيارا عسكريا خاض حرب فيتنام وأُسر بالإضافة لكونه صديقا حميما لسفاح تشيلي الجنرال السابق بيونشيه وهو أحد جنرالات أمريكا الديكتاتوريين الذين عملوا لصالحها لمحاربة المد الاشتراكي بالاستبداد بشعوبهم من خلال اغتيال رئيس تشيلي المنتخب سيلفادور أليندي والفساد المالي والسياسي الذي ميّز حكمهم لبلدان أمريكا اللاتينية.

 

والهيكل الإداري لهذه المنظمة يحوي الكثير من الأسماء السياسية المعروفة بأنها على شاكلة ماكين ومعادية أشد العداء للأمة الإسلامية خاصة وكل من يقف أمام مصالحهم الرأسمالية الاستعمارية عامة، ولعل ماكين مثال كاف يغنينا عن التعريض بهم.

 

أما النشاطات السياسية المشبوهة لهاته المنظمة فقد اشتهرت بأنها السبب الرئيسي الواقف وراء الانقلاب سنة 2004 على القس استيد رئيس جمهورية هايتي - الواقعة في بحر الكاريبي - ونفيه حيث عرف عنه عداؤه للسياسة الأمريكية ومحاسبته للاستعمار الفرنسي مطالبا باريس بمبالغ تعويضية كبيرة لاستعمارها لبلاده.

 

كما أنها توفر دعما للأحزاب اليمينية المتطرفة في بولندا التي ترفع شعار "أوروبا البيضاء" و"الدماء النقية" إضافة إلى نشاطها الكبير في أعقاب ثورة 25 كانون الثاني/يناير بمصر في صفوف الشباب مساهِمة في خلق وافتعال أجواء سياسية ورأي عام يخدم الانقلاب الذي أتى في ما بعد؛ أمر يمكن ربطه بعلاقة أمريكا المباشرة في الانقلاب الذي أدى إلى اغتيال الثورة ومجيء السيسي.

 

هذا الخبر الذي يبدو بسيطا للوهلة الأولى ويمر مرور الكرام ليس سوى نقطة في بحر العمل الخبيث والدؤوب للغرب من خلال أذرعه العالمية في المجتمع المدني حيث ينفق الملايين ويستنفد مئات الطاقات والجهود ليستهدف شباب أمتنا للتغرير بهم وعجنهم وفقا لقالب يخدم مصالح الغرب الاستعمارية، فهو اليوم يجد نفسه عاجزا عن فرض هيمنته من خلال الحروب، ولعل في ثورة سوريا خير مثال فهو قد سقط في مستنقع حرب لم يستطع فيه الالتفاف على أهل الشام الذين رفضوا كل عملائه وصُناعه السياسيين، لذلك هو يلتفت لبلد مثل تونس فيجد - ويا للعار - بتواطؤ من النظام السياسي المتخاذل مناخا ملائما لاستقطاب الشباب وخلق عملاء للمستقبل يستغلهم للالتفاف على إرادة الناس وتمرير أجنداته ومخططاته الاستعمارية... وسيرتهم التي ذكرت خير شاهد.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة هاجر بلحاج حسن

آخر تعديل علىالثلاثاء, 02 تشرين الأول/أكتوبر 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 02 تشرين الأول/أكتوبر 2018م 15:55 تعليق

    لا فض فوك ولا جف قلمك أختنا هاجر

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع