الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بعيدا عن دخان الإعلام... برونسون طليقا!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعيدا عن دخان الإعلام... برونسون طليقا!

 

 

الخبر:

 

أفرجت محكمة تركية عن القس الأمريكي، الذي أثار أزمة في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، بعد عامين من الاعتقال.

وأفادت وسائل إعلام تركية بأن القس أندرو برونسون غادر مدينة أزمير التركية على متن طائرة خاصة عائدا إلى بلاده.

وكانت محكمة تركية أدانت برونسون بتهم متعلقة بالإرهاب وحكمت عليه بالسجن ثلاثة أعوم، وشهرا و15 يوما، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

 

ولكن أفرج عنه باحتساب الفترة التي قضاها في الاعتقال، وبالنظر إلى سلوكه الحسن خلال المحاكمة، فرفعت عنه المحكمة الإقامة الجبرية، والمنع من السفر إلى الخارج.

 

وتتهم تركيا برونسون بإقامة علاقات من حزب العمال الكردستاني، التي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا، ومع تنظيم فتح الله غولن، الذي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب العسكري عام 2016. (بي بي سي عربي)

 

التعليق:

 

يطلق العساكر الدخان في المعارك لإخفاء تحركاتهم أو للفت نظر سلاح الجو أين يوجه قذائفه، ففي إطلاقه تمويه وكذلك توجيه للنظر... وكذلك الإعلام الذي يدعي الحيادية زورا وبهتانا.

 

فخبر إطلاق السلطات التركية سراح القس الأمريكي أندرو برونسون فجأة اليوم في خضم هيجان إعلامي حول اختفاء جمال خاشقجي في تركيا يطرح أسئلة كثيرة حول توقيته، ولكنه يلفت النظر إلى لعبة الإعلام القذرة الذي تتحكم بمفاصله دول وجهات مختلفة لها أجنداتها الخاصة.

 

فالتصلب التركي عندما طالبت واشنطن بإطلاق سراح القس الأمريكي بصلف وعنجهية كان واضحا جدا، واغتنام أمريكا الفرصة لتبرير فرض عقوبات على تركيا ثم أثر ذلك على سعر صرف الليرة التركية لم يكن خافيا.

 

فقد قال أردوغان يومها إن الإجراءات التي اتخذتها أمريكا بشأن القس أندرو برونسون "لا تليق بشريك استراتيجي، وهي إهانة لتركيا". وفرض من جهته عقوبات على وزيري العدل والداخلية الأمريكيين رداً على عقوبات مماثلة فرضها ترامب.

 

وكان أردوغان قد اقترح في شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي الإفراج عن برونسون مقابل تسليم واشنطن لفتح الله غولن في صفقة تبادل، لكن الأخيرة رفضت الفكرة، ولكن تم قبل فترة وجيزة إسقاط جميع التهم التي وجهت إلى 11 من حراس أردوغان الشخصيين اتهموا بالاعتداء على متظاهرين خلال زيارة أردوغان لواشنطن العام الماضي... تم ذلك بعيدا عن أضواء الإعلام أيضا.

 

فهل كانت قضية خاشقجي هي الدخان الإعلامي الذي استُغل جيدا لإبعاد الضوء عن تنازل أردوغان وبلعه الإهانة لتركيا كما قال فأوعز بإطلاق سراح القس الذي استقل طائرة فورا وغادر تركيا؟

 

في المحصلة فإن هذه ليست المرة الأولى التي يُستخدم فيها الدخان الإعلامي للتعمية على قضية أو إبراز أخرى، وهذا مدعاة لكل واعٍ أن يدقق النظر تحت الدخان وحواليه وبعيدا عنه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالإثنين, 15 تشرين الأول/أكتوبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع