- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
التغيير الحقيقي هو بالثورة على الرأسمالية وتطبيق الإسلام فيسعد فيه أهل اليمن والعالم
الخبر:
أذاعت قناة العربية الحدث خبر اعتقال مليشيات الحوثي 37 شاباً و15 فتاة في مظاهرات يوم السبت في جامعة صنعاء مطالِبة بخروج الحوثي. (قناة العربية الحدث).
التعليق:
في حالة تتكرر كل فترة وذلك من جراء شعور الناس بآلام الحياة من فقر مدقع وذل وخوف وتكاليف الحياة باهظة الثمن، خرج حشد من الشباب في جامعة صنعاء للمطالبة بتوفير لقمة العيش وتخفيض الأسعار فيما سميت بثورة الجياع لحالٍ وواقع يرثى لهما، فخروج الناس ضد الحوثي في الشمال أو هادي في الجنوب أمر طبيعي بسبب ما يعانونه، وهنا نلفت نظر الناس إلى أن هذه الحالة التي وصلنا لها هي بلا شك نتائج وحصائد ما زُرع من قبلُ بسبب تطبيق المبدأ الرأسمالي العفن في بلاد المسلمين في كل مناحي الحياة، ومنها الاقتصاد بديلا للأسف عن الإسلام وعدله، ونذكرهم بقوله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَة لأسقيناهم ماء غدقا﴾ وقال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ فكانت كل هذه الأمراض من جوع وفقر وخوف والتي ذكرت في الآيات محصلة غياب حكم الله، لذلك كان منهج الله كاملا يتناول كل مشاكل الحياة ومنها الاقتصاد، ولو رجعنا للوراء لنتذكر كيف كانت الحياة في عهد دولة الخلافة، ألم تكن حياة هنيئة آمنة مطمئنة يملؤها رغد العيش فلا فقر ولا جوع ولا مهانة؟ ولنتذكر كيف كانت الخلافة تغيث الجائع والفقير، وفي عهد ليس ببعيد حدثت في إيرلندا مجاعة فأرسلت دولة الخلافة سفينة محملة بالغذاء والدواء لإنقاذ الناس.
فالحل الجذري والوحيد هو الدعوة لتطبيق الإسلام في كافة مناحي الحياة، فحتى لا تضيع التضحيات سدى يجب أن نكون واعين على التغيير وطريقته وما نريد أن نصل إليه، وذلك حتى لا يتكرر ما حدث في 2011م حيث سرقت الثورة وحرفت عن المسار الصحيح، حين حرفها الغرب الكافر أمريكا وبريطانيا عن طريق أذيالهما وعملائهما الحكام ومن سار على ضلالتهم من الأوباش والأتباع وبعض الأحزاب المرتبطة بهما والمنظمات التي تتلقى الدعم منهما، فضاعت التضحيات ويئس الناس من التغيير، فيجب علينا الدعوة إلى:
1- إلغاء النظام الوضعي الرأسمالي والمتمثل بالنظام الجمهوري وخلعه من جذوره وإقامة حكم إسلامي على أنقاضه من خلال دولة إسلامية تطبق الإسلام بدستور إسلامي منبثق من كتاب الله وسنة رسوله r.
2- إلغاء التبعية والارتباط بالدول الخارجية سواء الإقليمية العميلة للغرب أو الغربية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكذلك المنظمات الدولية كالأمم المتحدة التابعة لتلك الدول والتي ورّثت للعالم البؤس والشقاء. ليشكل كل من المطلبين الضمان لرضا الله عز وجل وكذلك العيش في الأمن والأمان والغنى والسعادة في الدارين.
3- الالتفاف حول جماعة مخلصة واعية تقودكم للتغيير الصحيح بطريقة شرعية صحيحة، ولا توجد جماعة في الساحة تحمل المشروع المستمد من الإسلام بشكل تفصيلي غير حزب التحرير وهو يعمل بينكم ومعكم منذ أسس في 1953م إلى اليوم ولم يحد عن طريقته قيد أنملة.
نعم حتى لا يتكرر المشهد مرة أخرى وتذهب تضحيات المخلصين سدى وهباء منثورا ودون جدوى كان لا بد من الوعي على الواقع وتحديد الهدف من خلال ربط الواقع بأحكام الإسلام ومن ثم تحديد مطلب الأمة الحقيقي ألا هو تطبيق الإسلام ولا غنى عنه متمثلا في دولة الخلافة الراشدة الثانية والتي تزداد الأمة كل يوم قناعة ومطالبة بها والتي بشر بها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: «ثًمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن العامري – اليمن