الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
سنُذكّر الصين بأنها كانت تلجأ لدولة الخلافة وتستجير بها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سنُذكّر الصين بأنها كانت تلجأ لدولة الخلافة وتستجير بها

 

 

 

الخبر:

 

نقلاً عن رويترز، أفادت مذكرة نشرها الحساب الرسمي للمدينة على موقع (وي تشات)، أشهر مواقع التراسل في الصين، بأن زعماء الحزب الشيوعي في أورومتشي قادوا كوادره للقسَم على "خوض معركة حاسمة ضد الأطعمة الحلال". وقد دشنت أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ الصيني الذي يسكنه مسلمو الإيغور، حملة ضد المنتجات الحلال مبررة أن هذه الحملة لمنع "الدين الإسلامي" من اجتياح الحياة العلمانية وتغذية "التطرف" على حد وصف زعماء الحزب الحاكم الصيني.

 

التعليق:

 

لا تترك الصين وسيلة من وسائل القمع الوحشي إلا وتستخدمها ضدّ المسلمين فيها، وليس آخرها هذه الحملة على الطعام الحلال التي تعمل من خلالها على محاولة طمس كلّ ما له علاقة بالإسلام، كما سبق ومنعت المسلمين من إلقاء تحية الإسلام "السلام عليكم ورحمة الله"، ومن المعلوم أنّه في ذهن الحزب الشيوعي الصيني، فإن أهمية مسألة شينجيانغ، التي يُطلق عليها تركستان الشرقية، تفوق التبت بكثير كأولوية سياسية.

 

قضية اللحم الحلال هي قضية ثانوية رغم أهميتها، وهي تفصيل في سياق تفاصيل عديدة دأبت الحكومة الصينية على استخدامها للإمعان في إذلال المسلمين الإيغور وإبعادهم عن كلّ ما له علاقة بدينهم، حتى إنّها تعتقل بالشبهة لمجرّد أن تعلم أنهم لا يتحدثون باللغة الرسمية أو أنّ لغتهم الصينية ركيكة، وقد سبق أن قامت السلطات الصينية بحملة (القرابة التوأمية) التي أجبرت فيها مسلمي تركستان الشرقية على معايشة ملحدين صينيين عن طريق استضافتهم في منازلهم، والهدف منها واضح ومعلوم.

 

الأخبار تتواتر وتفيد بأنّ الحكومة الصينية أنشأت مئات المعتقلات في الإقليم، وتعتقل فيها ما يزيد عن مليون مسلم، تخضعهم لبرامج الهدف منها إرهابهم ومحو هويتهم وإرغامهم على إظهار الولاء للحزب الشيوعي والحكومة الصينية، ويُطلق على هذه المعسكرات معسكرات (إعادة التأهيل السياسي) حيث يتعرض فيها المسلمون لأشدّ أنواع العذاب الجسدي والنفسي والاستجواب اليومي، ويُخضعون الكثير منهم لجلسات يصفونها بأنها جلسات (النقد الذاتي) ويجبرونهم على حفظ وترديد الشعارات الوطنية الصينية وشعارات الحزب الشيوعي.

 

هذا غيض من فيض من وسائل القمع والعذاب التي يتعرض لها المسلمون في الصين، ولا يتحرك لنصرتهم أحدٌ ولا تلقي الأنظمة في بلاد المسلمين بالاً لهم ولا لعذاباتهم، بل وتقيم مع النظام الصيني العلاقات الدبلوماسية والتجارية كأنّ شيئاً لم يكن!

 

لا أظن أن الصين وحكومتها وحزبها ينسون تاريخ هؤلاء المسلمين الذين يقمعونهم؛ فلا أظنهم ينسون أبا جعفر المنصور 756م، حين طلب الصينيون تدخل جيش الخلافة لمساعدتهم لإخماد الاضطرابات التي عمّت بلادهم بعد أن قاد الثائر الصيني آن لو شان حملة على الحكومة احتلّ على إثرها مدينتي ليو يانج وتشانجان وأجبر الإمبراطور هسوان تسانج على الهرب، فساعدهم الخليفة وأعاد الهدوء إلى بلادهم.

 

كما لا أظن الصين تنسى العباسيين الذين وصفهم الصينيون في كتب التاريخ الخاصة بهم بأنهم أصحاب الرداء الأسود الذين خاضوا معركة طلاس التي انتصر عليهم فيها المسلمون وقتلوا ألوفاً منهم وكان قائد جيوشهم فيها كاو سن تشن.

 

ما نجزم به، هو أنّه ما كان للصين ولا لغيرها من دول العالم أن تعذّب أو تذلّ أو تقتل المسلمين بهذا الشكل لو كان لهم دولة وإمام يحميهم ويذود عنهم ويُنسي أعداءهم وساوس شياطينهم، غير أنّ الأيام دُول، ووعد الله آتٍ لا محالة، وسيعود المسلمون سيرتهم الأولى فتعيد لهم دولتهم عزتهم وكرامتهم وتحمي دماءهم وأعراضهم وترفعهم فوق الأمم كما كانوا من قبل. وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رولا إبراهيم – بلاد الشام

آخر تعديل علىالأحد, 21 تشرين الأول/أكتوبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع