الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تونس تبيع السندات: رهن البلاد حلول السلطة الوحيدة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تونس تبيع السندات: رهن البلاد حلول السلطة الوحيدة

 

 

الخبر:

 

قال مصدر حكومي تونسي اليوم السبت إن البلاد تعتزم بيع سندات دولية تقدر قيمتها بمليار دولار هذا الأسبوع. وتعتزم تونس بيع سندات منذ الربع الأول من العام للمساعدة في خفض عجز الموازنة، لكن الخطوة تأجلت أكثر من مرة. وقال المصدر إن الجهات التي اختيرت لإدارة الطرح هي دويتشه بنك وجيه.بي مورغان تشيس وسيتي غروب وناتيكسيس. (رويترز)

 

التعليق:

 

يعد هذا الإجراء بمثابة إعلان رسمي لرهن البلاد مقابل إيجاد تمويلات لميزانية 2019، في الوقت الذي قامت فيه الحكومة بطلب قرض في الأشهر السابقة لتعديل الميزانية التكميلية لسنة 2018.

 

وقد تواترت الأخبار عن نفاد خزينة الدولة وعن صعوبة توفير الأجور الشهرية مع معطيات أخرى تدل على أزمة اقتصادية غير مسبوقة ربما تشهدها البلاد خاصة مع تدني قيمة الدينار التونسي إلى مستويات تاريخية وبسرعة قياسية.

 

ومع كل هذا تواصل الدولة سياسات الهروب للأمام من خلال سعيها الدؤوب لتحصيل القروض التي أصبحت تمثل ثاني عائدات الميزانية بعد الجباية والضرائب، وكأن هذه البلاد لا يوجد فيها ثروات فلاحية يحقق بعضها ارتفاعات قياسية في الإنتاج من سنة إلى أخرى ويمثل بعضها أكبر إنتاج في العالم كزيت الزيتون، وكأنها لا تظفر بثروات باطنية ومنجمية رغم أن شمال البلاد وبحرها وصحراءها أصبحت مرتعا لأكبر شركات النفط والغاز العالمية.

 

ولكن سياسة الارتهان إلى الاستعمار هي بمثابة كرة الثلج التي تكبر وتكبر حتى تعيد البلد إلى زمن شبيه بزمن الكوميسيون المالي.

 

ورغم ذلك يوقع الشاهد مع اتحاد الشغل زيادة تفوق الـ20 في المائة في أجور الوظيفة العمومية بعنوان الميزانيات القادمة دون أن يبين من أين سيأتي بالأموال، زعم أن هذه الزيادات قد لا تكفي حاجة أصحابها بما تشهده البلاد من تضخم وغلاء في المعيشة، ولكن رئيس الحكومة لا يعبأ إلا بضمان بقائه خاصة أن هذه المفاوضات كانت بعد إعلان الاتحاد الإضراب العام.

 

ليؤكد الشاهد أن حلول حكومته كتلك التي سبقتها هي الأزمة نفسها، لا رؤى ولا خيارات سوى التسول من البنوك العالمية ثم الخضوع لأجنداتها وبرامجها.

 

إن أزمة تونس وإن كانت نتائجها تظهر اقتصادية وإنسانية فأسبابها واحدة، أزمة نظام حكم أفلس وأنتج فراغا استراتيجيا عميقا أدى إلى العبث ثم الفشل المحتم، إلى أن تسترجع هذه الأمة سلطانها وتمنع أيادي الاستعمار من نهب ثرواتها فتحقق عزها وكرامتها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. محمد ياسين صميدة

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع