- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتراف بالعدو المغتصب، وتعنت المُغتَصِب لحق المُغْتصَب لماذا؟
الخبر:
رام الله – فرانس برس: "بتصرف" أعلن المجلس المركزي الفلسطيني الاثنين أنه قرر تعليق الاعتراف بكيان يهود ووقف التنسيق الأمني معه، وخوّل منظمة التحرير الفلسطينية متابعة هذا القرار وتنفيذه.
وقال المجلس عقب اختتام دورته العادية الثلاثين في رام الله في الضفة الغربية إن التعليق يجب أن ينفذ إلى حين اعتراف كيان يهود بدولة فلسطين.
... وقال بيان في نهاية اجتماعات المجلس المركزي التي استمرت يومين إنه نظرا "لتنكر" كيان يهود لاتفاقاته، قرر المجلس "إنهاء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية كافة تجاه اتفاقاتها مع سلطة الاحتلال".
وهذا يتضمن وفق البيان "تعليق الاعتراف بدولة (إسرائيل) إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، إضافة إلى "وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة".
... وقارن عباس بين صفقة القرن ووعد بلفور الذي قطعه عام 1917 وزير الخارجية البريطاني آنذاك اللورد آرثر بلفور وتعهّد فيه باسم المملكة المتّحدة بإنشاء وطن قومي لليهود.
التعليق:
إن المتتبع لمسار منظمة التحرير الفلسطينية منذ أن وجدت حينما طرح عبد الناصر عميل أمريكا الأول فيما يسمى (بالشرق الأوسط) وذلك في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في القاهرة، فكرة إنشاء هيئة تحرير فلسطينية عام 1963م؛ لا يرى في أعمالها إلا الاعتراف وتثبيت الاغتصاب، وإعطاء الشرعية ممن صُنعوا ببهلوانية أنهم أهلها الشرعيون لإرساء وتثبيت المغتصب باغتصابه، وأي اغتصاب! إنه اغتصاب للأرض المقدسة التي باركها الله تعالى وجعلها مسرى رسوله الكريم r.
وإن ما قرره عباس وعصابته في منظمة التسليم ما هو إلا لإرساء وتثبيت قرارات الكفر منذ وعد بلفور 1917م والذي تبنته أمريكا، وهو يتماشى مع ما أعدته في السابق منذ عام 1947 قبل نحو عام من تنفيذ الاغتصاب بقرار 194 بإيجاد دولتين عربية ويهودية في فلسطين، والآن وبعد أن أُرسي كيان يهود وأصبح واقعا مفروضا على الأرض، جاء ترامب ليكمل مسرحيتهم بمشروعهم لإنهاء فصولها الأخيرة مع من وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ﴾، وهذا ديدن الكفرة أجمعين وعلى رأسهم يهود. وهذا ما بقي لتصفية القضية الفلسطينية لصالحه، وتثبيت خنجره المسموم في خاصرة، لا بل في قلب الأمة الإسلامية، للحيلولة دون إقامة خلافتها، وهذا بحسب تعبير الرئيس الأمريكي آنذاك في مبدئه (مبدأ أيزنهاور) في بداية الخمسينات بأن العدو الحقيقي لهم حين وصولهم إلى مرتبة الدولة الأولى في العالم هم -أهل المنطقة الذين يحلمون بإعادة إمبراطوريتهم.
فأمريكا ورئيسها ترامب أراد ظاهريا مع كيان يهود عبر أجيره عباس إنهاء مخططهم نحو ما قرر أسلافه وهو تفتيت وتجزئة بلاد المسلمين.
هذا ما يرنو له الكفر ومنها صفقة القرن الأمريكية هذه يا أمة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهذا حالكم اليوم من الهوان والاستسلام ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ فما بالكم وقد استأسد عليكم إخوان القردة والخنازير الذين لا يعدو عددهم بالنسبة لعددكم 2% أمام عددكم البالغ نحو مليارين، وهذا يشكل ربع سكان المعمورة تعيشون على خُمس مساحة الأرض، ألا تخشون ربكم وتستحيوا مما وصل إليه حالكم؟!
ومتى تتحملون مسؤوليتكم الموكلة بكم من بارئكم سبحانه وتعالى بنشر دينه، وإعادة دولته الخلافة على منهاج النبوة؟! وليس إرساء مبدأ (أيزنهاور) وأسلافه من الكفرة والمشركين؟!
وحين قيامكم بإعزاز مبدئكم فإن الله تعالى يطمئنكم بقوله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾.
وإلى ذلك ندعوكم أيها المسلمون للعمل مع إخوانكم في حزب التحرير للأخذ بزمام المبادرة من أيدي أعداء ربكم ودينكم وأرضكم يا مسلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير