السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
صعود الأحزاب المتطرفة يسقط ميركل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صعود الأحزاب المتطرفة يسقط ميركل

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت السيدة أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية وزعيمة حزب الاتحاد المسيحي أنها لن ترشح نفسها لرئاسة الحزب في الدورة القادمة كرئيسة له، على أن تنهي فترة الحكم الحالية حتى نهاية عام 2021. [وكالات ألمانية]

 

التعليق:

 

اعتبرت ميركل أن نجاح الحزب الألماني البديل (AfD) في انتخابات ولايتين كبيرتين (بافاريا وهيسن) خلال شهر واحد أنه مؤشر على فشل الائتلاف الحكومي بين حزبها (CDU) مع الحزب الاشتراكي المسيحي (CSU) من جهة، والحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD) من جهة أخرى، هذا الائتلاف الحكومي الذي اتفق عليه قبل عام تقريبا بين الحزبين الكبيرين كان منذ بداية تشكيله هشاً وضعيفاً وبني على تنازلات كثيرة، خاصة وأن الحزب الاشتراكي المسيحي (CSU) المشارك في الائتلاف باعتباره متحدا تنظيميا مع حزب الاتحاد المسيحي خسر في معقل داره في ولاية بافاريا أغلبيته الساحقة التي كان يحققها كل مرة، خسر أكثر من 10 نقاط بالمائة بينما خسر الديمقراطي الاشتراكي (SPD) تقريبا 11 نقطة بالمائة، ذهبت لحساب المتطرف اليميني. [جريدة جنوب ألمانيا]

 

وكذلك الأمر في ولاية هيسن، حيث خسر كل من الحزبين ما يقارب 11 نقطة بالمائة كان معظمها من نصيب اليمين المتطرف. [جريدة فوكس الألمانية]

 

وقد كانت نتيجة هاتين الدورتين الانتخابيتين متأثرة بشكل كبير بتشكيلة الائتلاف بين الحزبين الكبيرين والتي تعرف بالأحزاب الشعبية في ألمانيا. واعتبر الشعب أن فشل الحكومة في حل مشكلاتهم الحياتية على وجه الخصوص كان بسبب هشاشة الائتلاف هذا وتسلط الحزب الصغير CSU وتحكمه باستقرار الائتلاف، حيث إن خروجه من الحكم يعني انهيار هذه الحكومة.

 

لهذا السبب اعتبرت ميركل نفسها مسؤولة عن الفشل هذا وقررت عدم ترشيح نفسها تحت تأثير الضغوط الشعبية والداخلية من الحزب. وقد اعتبر زعماء الحزب اليميني AfD أنهم هم من أسقط ميركل عندما نجحوا في الانتخابات الأخيرة لهاتين الولايتين، وكذلك فوزهم في الانتخابات الاتحادية قبل عام وقفزهم إلى قبة البرلمان الاتحادي كثالث قوة برلمانية منافسة.

 

أدى نجاح هذا الحزب اليميني المتطرف إلى خلط الأوراق وتعقيد إجراء اتفاقات ائتلافات وعدم القدرة على تشكيل حكومة شعبية معتدلة، بأغلبية مقاعد في البرلمان.

 

خلافا لما يعرف بالأغلبية وهي الأساس الذي تبنى عليه ديمقراطيتهم، فإن الذي يتحكم بمصير الدولة والحكومة والاستقرار ليسوا هم الأغلبية وإنما الأحزاب الصغيرة التي لا بد أن تتفاهم معها الأحزاب الشعبية للدخول في ائتلاف جديد تظل تلوّح بالانسحاب من الائتلاف وهدم الحكومة مما يجبر صاحب الأغلبية على التنازل حفاظا على الائتلاف واستقرار الحكومة على حساب المنهج والبرنامج الانتخابي!

 

وهكذا يثبت المبدأ الرأسمالي فشله بنفسه ويظهر تناقضه في أهم أسسه القائم عليها وهي الأغلبية، حيث لا وجود لها حقيقة في الواقع، لا من حيث التعداد الفعلي ولا الائتلافي، فالذي يسيطر برلمانيا هو الحزب القادر على الالتواء والاحتواء في نهاية المطاف يتمكن فقط بالتنازل والقبول بالحلول الوسط التي لا يقبلها الشعب لأنها لا تعبر عن رأيه الذي انتخب هذا الحزب أو ذاك لأجله حسب البرامج الانتخابية، وعند التطبيق نرى التنازلات والتخلي عن هذه البرامج، مما يثير غضب الناخبين الذين يعتبرون أنفسهم خُدعوا، ولم يتحقق لهم شيء من الوعود إلا بالقدر الذي يسمح به اتفاق الائتلاف، ولهذا نراهم ينتقمون من هذه الأحزاب الحاكمة ويعطون أصواتهم لأحزاب تستغل المشاعر والعواطف والميول الغريزية للشعوب، وهذا ما تفعله الأحزاب اليمينية المتطرفة، فهي تركب موجة الغضب والنفور الشعبي العام لتحقق هذه النتائج، وما صعود الحزب النازي الذي أدى إلى وصول هتلر للحكم إلا بسبب هذا النهج في هذا النظام الفاشل.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 30 تشرين الأول/أكتوبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع