- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مقتل جمال خاشقجي: التنافس في النفاق
(مترجم)
الخبر:
عبرت خطيبة خاشقجي في حديث لها مع قناة تلفزيونية تركية عن رفضها لعرض ترامب لزيارة البيت الأبيض كما تحدثت عن اليوم الذي قُتل فيه الصحفي السعودي.
ورفضت خديجة جنكيز عرضاً لمقابلة ترامب بقولها إنها لم تشعر أنه صادق في استنكاره.
وقالت "نعم ترامب دعاني إلى الولايات المتحدة خلال الأيام الأولى من التحقيق" وأضافت "لكن تصريحاته كانت في فترات قصيرة جدا وأيضا كانت متناقضة"، وقد كنت أدرك وعلى دراية أنه بيان لكسب تعاطف الجمهور فقط، هكذا فهمت الأمر". (يورو نيوز روسيا)
التعليق:
الأحداث التي تطورت بعد اختفاء جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول 2018 مرة أخرى أظهرت للجميع نفاق قادة الدول الغربية وربائبهم من يسمون حكام المسلمين.
وعلى سبيل المثال، طالب ممثلو حزبين أمريكيين رئيسيين باتخاذ إجراءات ضد الرياض، ولا سيما إلغاء العقد الكبير لتسليم الأسلحة، لكن ترامب قال إن هذه الإجراءات تتناقض مع المصالح الوطنية لأمريكا.
وتعتبر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه من المستحيل تصدير الأسلحة إلى السعودية بسبب تفاصيل وفاة جمال خاشقجي، ولكن لم تتم الموافقة على القرار الرسمي حتى الآن.
ومن الأسوأ أن نذكر أنه قبل عام واحد قَبِلَ الأوروبيون قرارا دعا إلى وقف أو الحد من تصدير الأسلحة إلى السعودية، التي تشارك في الحرب في اليمن وبشكل غير مباشر في سوريا.
وكل هذه المواقف للقادة الغربيين تبين لنا مرة أخرى نفاقهم ومعاملتهم المهملة للقيم الديمقراطية التي يشيدون بها، وهناك الكثير من تقارير حقوق الإنسان التي تؤكد أن السعودية لسنوات عديدة تنتهك حقوق رعاياها داخل وخارج البلاد، إن جرائم السعودية في اليمن موثقة من قبل البشرية جمعاء، ولكن فقط بعد قتل خاشقجي سمعنا بوقف معاملات بيع الأسلحة إلى السعودية كما لو أن هذا الأمر هو الحدث الوحيد والحصري، أما بالنسبة لترامب، فقال علنا إن ذلك يتناقض مع المصالح الوطنية.
إن موقف قادة الدول الغربية ليس جديدا ومعروف جيدا للمسلمين، وخلال عقود، دعمت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا طغاة مثل مبارك والقذافي وبن علي وعلي عبد الله صالح وعائلة الأسد وغيرهم الكثير ليتمكنوا من استغلال موارد البلاد الإسلامية وبيع الأسلحة لهم، ولكن عندما بدأت عروش هؤلاء الطغاة تسقط واحدا تلو الآخر نتيجة للربيع العربي بدأت البلدان الغربية باستنكار انتهاكات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط.
إن نفاق قادة الغرب والخدع المختلقة لحقوق الإنسان معروفة جيدا للمسلمين، ولكن هنا ينبغي أن نذكر أن نفاق حكام المسلمين هو أكثر لؤماً وغدرا، حيث إنهم يتظاهرون بأنهم قادة للأمة الإسلامية، ويظهرون القلق المزيف حول ثروات المسلمين، في حين إنهم لا يزالون يخونون مصالح الأمة الإسلامية بطريقة خفية عن الأنظار، ويلتزمون بتنفيذ أوامر أسيادهم في الغرب.
وعلى سبيل المثال، وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه سيكشف الحقيقة حول ما حدث مع خاشقجي في القنصلية السعودية، وقال أيضا: "لقد كان السيد خاشقجي صديقاً قديماً لي، وهو صحفي عرفته منذ فترة طويلة".
وبينما أعرب عن القرار في التحقيق في وفاة خاشقجي ومعاقبة القتلة في الواقع يواصل أردوغان خيانته للمصالح الإسلامية.
واسمحوا لي أن أظهر جانبا واحدا فقط من خيانته متعددة الجوانب؛ وهو قضية اللاجئين من آسيا الوسطى والصين، فمن المعروف جيدا أن السلطات التركية تقوم منذ سنوات عديدة باضطهاد اللاجئين من آسيا الوسطى والصين. وفي التاسع عشر من شباط/فبراير 2018، أعلن 82 من المسلمين الإيغور إضرابا دائما عن الطعام في واحد من مراكز اللاجئين في تركيا.
وعلاوة على ذلك، وتماما في الأيام التي أدلى فيها أردوغان بتصريحاته المدوية بشأن مقتل خاشقجي، هناك 11 مسلما صينيا رهن الاعتقال في مطار (أتاتورك) منذ أكثر من أسبوعين، وقد وصلوا من ماليزيا لأنها رفضت تسليمهم إلى الصين على الرغم من الضغوط الصينية الهائلة.
ما هو الفرق بين خاشقجي وعشرات المسلمين من الصين وآسيا الوسطى، الذين تم تسليمهم إلى أيدي الطغاة؟
هذه هي قمة النفاق، وأكثر النفاق من ترامب وميركل لأنها لم تضمن الأمة الإسلامية في التفاني وخدمة لمصالحها.
وموقف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي وعد بجعل باكستان مثل المدينة خلال الانتخابات، شهدنا تصريحه خلال زيارته لمنتدى الاستثمار في السعودية: "إنه حدث مروع، لكننا بحاجة إلى المال".
هذه هي ذروه النفاق، وقد حذرنا الرسول r من هؤلاء الرويبضات حيث قَالَ r: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّة».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمازييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا