- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المسلمون يجمعون أكثر من 200.000 جنيه إسترليني
تبرعات لضحايا هجوم إطلاق النار داخل كنيس بيتسبرغ
(مترجم)
الخبر:
جمعت منظمتان إسلاميتان ما يقرب من 200 ألف دولار لمساعدة الضحايا وعائلاتهم عقب مجزرة إطلاق النار في كنيس "شجرة الحياة" في بيتسبرغ يوم السبت.
كان جمع التبرعات عبر الإنترنت جزءاً من مصادر تدفق المساعدات على نطاق واسع رداً على الهجوم المعادي للسامية، والذي أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة ستة آخرين بجروح، بما في ذلك حملات التبرع بالدم والوقفات الاحتجاجية وحملة تمويل جماعي منفصلة جمعت مئات الآلاف من الدولارات.
وقال طارق المسيدي، وهو ناشط في شيكاغو، إنه علم بإطلاق النار على الكنيس في مكالمة هاتفية صباح السبت من صديق يدير موقع "إيدج غوود" الإسلامي لجمع التبرعات. وقد سأل صديقه السيد المسيدي إذا كان بإمكانه فعل شيء لمساعدة الضحايا، ووافق على ذلك. (نيويورك تايمز)
التعليق:
الإسلام دين سامٍ وشمولي يحث على المحافظة على علاقات حسنة مع الجيران والمجتمع. إن الحد من الضوضاء والفوضى والاهتمام برفاهية مجتمعنا بغض النظر عن العرق أو الدين أمر إلزامي وجدير بالثناء.
ولكن عندما تحدث حوادث مؤسفة، مثل حوادث إطلاق النار الأخيرة في كنيس بيتسبرغ، أو كما رأينا في الماضي عندما تعرضت الكنائس للهجوم والحرق، أو عندما تم تخريب المقابر؛ فإن علينا أن نتساءل لماذا وكيف ينبغي أن يظهر دعمنا؟
كما نعلم فإن الصدقة والمجتمع من الجوانب المهمة للإسلام. ومع ذلك يجب أن نسأل قبل القيام بأي فعل، ما إذا كان مسموحاً لنا حتى بناء أو المساهمة في بناء أماكن العبادة للمجموعات الدينية الأخرى. وإذا ما كانت هناك بالفعل حاجة لتغطية ثمن جنازات الكفار؟ هل هي لفتة رجعية أم صدقة ضرورية في حال عُدِم أقارب أو أصدقاء أو أشخاص تابعون للمجتمع الديني للمتوفين، ولا توجد دولة يمكن أن تساعد في ذلك أيضا؟
يجب أن تكون الأسئلة الجماعية كلها منصبة حول هل هذا من واجبنا؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل هو إلزامي؟ هل يحتاج إلى استفراغ وسع لتحقيقه؟ وهل ننخرط نحن في المقابل في مسؤولياتنا تجاه أمتنا العظيمة، وذلك من خلال مناقشة المشاكل والحلول الإسلامية التي تعد حيوية وضرورية لما سنُسأل عنه أمام الله سبحانه وتعالى، ولنجاحنا كأمة وسببا لراحة إخواننا وأخواتنا؟
هل نحن بصدق مستعدون لجمع أموالنا، وأصواتنا وأقلامنا، بالحماس ذاته لإغاثة إخواننا في الروهينجا، وكشمير، وجمهورية أفريقيا الوسطى، واليمن، وسوريا وفي أي مكان؟
إننا كمسلمين في الغرب، نواجه وسائل الإعلام والدعاية الحكومية اليومية التي تشوه صورة الإسلام والمسلمين، فمن الأهم الآن أن ننخرط فكرياً للمساهمة في إسقاط الروايات الخاطئة التي تثير الخوف من المسلمين وتظهر الإسلام بأنه أيديولوجية شريرة. وبصرف النظر عن السلوك الحكيم لشرح الإسلام لغير المسلمين إلا أن على المسلم أن يكون حازما في الالتزام بالهوية الإسلامية فذلك أمر بالغ الأهمية للحفاظ على واجبنا أمام الله سبحانه وتعالى. إن علينا أن نفكر فيما وراء الأفكار الضحلة وحلول الإصلاح السريع على المدى القصير، التي تثير إعجاب الجماهير بشكل مؤقت، إلا أنها لا تسفر عن نتيجة تعز دين الإسلام ككل.
وينبغي لنا أن نكون على درجة عالية من الدقة السياسية لنعلم أنه بعد سنوات من هذه الأعمال، ساء وضعنا في الداخل وعلى الصعيد العالمي ولم يتحسن.
إن علينا كمسلمين في الغرب، أن نكون من الشجاعة بمكان وأن ندافع عن الحقيقة مع شعور يقيني بأن الله سبحانه وتعالى هو حامينا وحافظنا. إن الآيات القرآنية التي ندرسها بدقة ونشارك بها في مجموعات واتساب يجب أن تحفزنا وتحولنا إلى أشخاص يفهمون بوضوح الدروس من ابتلاءات الأنبياء السابقين وطبيعة مجتمعاتهم؛ وذلك كقصة بني إسرائيل وعصيانهم المستمر، والحل الوسط والجبن، واستحضار قوة الله سبحانه وتعالى كما في سورة يس ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾.
وما وعظنا الله تعالى به في سورة العنكبوت... ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾.
وإلى أن تقوم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فإن وضع المسلمين في كل مكان سيستمر بالتراجع باستمرار. إننا نواجه تضارباً في الأفكار أظهرت القيم الإسلامية على نحو غير متسق، والإصلاح المطرد الذي نذعن له دون علم هدفه وضع حد لمحو الإسلام، حتى لا يصبح مجرد فكرة غامضة لا تطبيقات واضحة فيها.
نرجو من الله أن يعجل بعودة قائدنا الراشد ونظامنا الحق. آمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة فهيم الدين