الجمعة، 20 محرّم 1446هـ| 2024/07/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ

 

 

 

الخبر:

 

في 24 كانون الأول/ديسمبر 2018 أصدرت المحكمة العسكرية لمنطقة شمال القوقاز في روستوف-نا-دونو حكمها على أربعة من تتار القرم فيما يسمى بقضية حزب التحرير، وهم: أنور ماموتوف، ورمزي ميميتوف، ورستم أبيرتاروف، وزيفي أبسيتوف. وقد حُكم على أنور ماموتوف بـ 17 سنة، وعلى الثلاثة الآخرين بالسجن لمدة 9 سنوات في سجن شديد الحراسة. المصدر: (art.ua)

 

التعليق:

 

هذه هي المرة الثانية التي يُحكم فيها على سكان القرم بالسجن بتهمة التورط في الانتساب لحزب التحرير. ففي 2016-2017 حُكم على أربعة مسلمين آخرين لمدد تتراوح بين 9-15 سنة.

 

كانت المحاكمة الثانية التي استمرت لمدة 6 أشهر والأحكام التي صدرت عنها فاضحة لهم بالتأكيد. فقد كشفت المحاكمة عن غياب أي إرهاب أو أسلحة أو متفجرات أو تخطيط لعمل إرهابي، أو تعدٍّ بالضرب أو القيام بقتل شخص ما.

 

جميع الشهود، باستثناء ما يسمى "الشهود السريين"، الذين هم في الغالب موظفون سريون في الخدمة الخاصة في شهاداتهم المجحفة، أيدوا المدعى عليهم. وقد ارتكز التجريم بشكل كامل على تحليل المحادثات المتعلقة بمواضيع إسلامية، والتي دارت بين المسلمين الأربعة خلال لقاءاتهم معا.

 

ويكشف هذا كله السبب الحقيقي لاضطهاد الإسلام في شبه جزيرة القرم، فما سببه إلا التعصب الروسي تجاه الإسلام والمسلمين. إن روسيا في حالة حرب مع الإسلام والمسلمين وهي كذلك منذ قرون عدة، وبعد الضم الثاني لشبه جزيرة القرم في عام 2014، قامت من جديد بانتهاج عدائها لشبه جزيرة القرم. يقول الله تعالى فيما يصف هذا الواقع: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.

 

ليست هذه المرة الأولى في تاريخ المسلمين في القرم التي يتم اتهامهم ووصمهم فيها بارتكاب جرائم. فبعد ضم القرم في عام 1783، اتبعت روسيا سياسة القمع، إلى جانب محاولات محو المبادئ الإسلامية لتتار القرم وثقافتهم وأي مظهر من مظاهر هويتهم الإسلامية. عندما وصل الشيوعيون إلى السلطة في روسيا، اتهموا جميع تتار القرم بدعم الألمان ورحّلوا مسلمي القرم إلى آسيا الوسطى وأجزاء أخرى من الاتحاد السوفييتي في 18 أيار/مايو 1944. لكن بعد عقود عاد سكان شبه جزيرة القرم للعيش على أرضهم، يتعلمون الإسلام ويتقربون إلى الله يوما بعد يوم. أما الطغاة الذين ارتكبوا تلك الجريمة في عام 1944، فقد ماتوا ومحي أثرهم. وعلاوة على ذلك، انهار النظام الذي ارتكب هذه الجريمة أيضاً.

 

وعلى الرغم من الهجوم الإعلامي الشديد، الذي انتهجته روسيا في شبه جزيرة القرم، إلا أن مسلمي القرم يدركون من هو المجرم الحقيقي ومن هي الضحية البريئة، والشاهد على ذلك مشاركة المئات منهم في نشاطات عامة دعما لهؤلاء المسلمين الأربعة الذين حكم عليهم في روستوف-نا-دونو، بهدف كشف أكاذيب ما يسمى بآلية القانون الروسية والسلطة القضائية. هذه النشاطات كانت تحت شعار "مسلمون وليسوا إرهابيين"، رفعوا خلالها أيديهم بالدعوات في أجزاء مختلفة من شبه جزيرة القرم، وقاموا بزيارة المحكمة في روستوف-نا-دونو التي تم فيها الإعلان عن الحكم في 24 كانون الأول/ديسمبر. إن المحاولات الخسيسة التي تقوم بها السلطات الروسية وأتباعها في وسائل الإعلام لتسفيه الواقع وإظهار المسلمين المخلصين الأنقياء الأتقياء كإرهابيين لن تنجح أبداً.

 

أما بالنسبة للسلطات الروسية بما في ذلك ما يسمى بمؤسسات إنفاذ القانون والقضاة، فإن هؤلاء المجرمين الذين يحملون حزام الكتف وعباءة القاضي سيُبتلون بلا شك بالمرض والفقر والإخفاق عندما يستجيب الله للمضطهدين الذين رفعوا أكف الضراعة إلى خالقهم يشكون من ظلمهم. وفوق ذلك فإن الله محاسبهم يوم الحساب. يقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فضل أمزاييف

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 01 كانون الثاني/يناير 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع