- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
انسحاب أمريكا من سوريا
الخبر:
قال الجنرال الأمريكي الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط يوم الخميس إنه لا يواجه أي ضغط لسحب القوات من سوريا في أي موعد محدد وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب معظم قواته من سوريا.
وأضاف الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية في جلسة بلجنة القوات المسلحة في مجلس النواب "ما يقود مسار الانسحاب هو مهمتنا المتمثلة في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وهذا هو تركيزنا الأساسي والتأكد من أننا نحمي قواتنا وأننا لا ننسحب بطريقة تزيد الخطر على قواتنا". وتابع قائلا "لا أتعرض في الوقت الحالي لضغط للوفاء بموعد محدد". (اليوم السابع)
التعليق:
هكذا هي السياسة؛ الذي يحكمها هو الميدان، فصديق اليوم عدو الغد، وعدو اليوم صديق الغد، والخطة المرسومة اليوم تتغير حسب المعطيات الأرضية، وربما انقلبت رأسا على عقب بتصريح مفاجئ من أحدهم، فقرار الانسحاب هو قرار سياسي، والمماطلة بتنفيذه تتم حسب الحاجة، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا وليس أولها قرار أوباما بإغلاق معتقل جوانتانامو وليس آخرها انسحاب أمريكا من العراق، لكن المحزن حقا هو أن الفاعلين في السياسة الدولية اليوم هم أعداء أمتنا من الغرب والشرق، وبلادنا هي ميدان الصراع المباشر والصراع بالوكالة بين أعدائنا من هذه القوى الدولية، بل إن أدوات الصراع هي من المسلمين، وكله بسبب عدم وجود دولة للمسلمين بقيادة مخلصة، تمنع أن تكون بلادنا ميدانا للصراع، بل يجب أن تجعل من بلاد الغرب والشرق ميادين لتحطيم قوى الإفساد والشر عليها.
نعم لقد أصبحت بلادنا ميدانا للصراع في العراق وسوريا وغيرهما، فكم من الفصائل وتجارها قد تاجروا بدماء المسلمين من أجل خدمة أهداف أعدائنا، حتى غدت سوريا وقبلها العراق يعمهما الدمار والفساد، وهذا ما أرادته وسعت إليه أمريكا وأوروبا وروسيا وغيرها من الدول الاستعمارية.
والجهد الآن يجب أن ينصب على العمل الجاد والمخلص للخروج من هذه الأنفاق المظلمة بالبحث عن قيادات ميدانية عندها المقدرة على قلب الموازين في بلادنا لصالح أمتنا، وإن خنوع وسكوت الناس على فراعنتهم هو الذي أوصلنا إلى هذه الحالة المزرية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد أبو قدوم