الأربعاء، 18 محرّم 1446هـ| 2024/07/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أفريقيا تعاني من الاستعمار الغربي وتحتاج إلى الخلافة لتحريرها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أفريقيا تعاني من الاستعمار الغربي وتحتاج إلى الخلافة لتحريرها

(مترجم)

 

الخبر:

 

نيجيريا، أكبر اقتصاد في أفريقيا والدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان، فقد فاقت الهند وتواجه حاليا أعلى مستوى من الفقر المدقع في العالم! كينيا التي تعتبر أكبر مركز للاقتصاد والتجارة في شرق ووسط أفريقيا يعيش ما يقدر بنحو 17.6 مليون شخص في فقر مدقع وما يقدر حالياً بنحو 1.2 مليون كيني معرضون لخطر الموت من جراء المجاعة. في المجموع، 14.7 مليون شخص بلا طعام بسبب ما تسبب به الجفاف من خسائر! وبشكل عام، فإن المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لأفريقيا في حالة فوضى نظامية كاملة!

 

التعليق:

 

إن الدولتين المذكورتين أعلاه هما مجرد مثال على الحالة الراهنة لأفريقيا نتيجة للتطبيق المستمر للسياسات الرأسمالية العلمانية التي ورثتها القارة وقيادتها عن أسيادها الغربيين. إن المستعمرين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم على الإطلاق بحق الإنسانية والذين كان لهم الدور في الاسترقاق العقلي للأفارقة كما ذكر هندريك ف. فرويرد "لا مكان له (للأفريقي) في المجتمع الأوروبي فوق مستوى معين في سوق العمل. وحتى الآن، يخضع (الأفريقي) لنظام مدرسي أبعده عن مجتمعه وضلله من خلال مظهرين له المراعي الخضراء للمجتمع الأوروبي حيث لا يُسمح له بالرعي". وجريمة أخرى كانت باستعباد مادي لسكان أفريقيا ونهب مواردها كما ذكر السير أندريس ستوكنستروم: "إن مسألة سرقة بلاد السكان الأصليين ليست متعلقة بما إذا كان صواباً أم خطأ نهب أراضيهم وارتكاب المذابح بحقهم وإبادة الهوتنتوتيين، الكفار.. لكن السؤال البسيط هو: هل سيدفعون الثمن؟ ولكن إذا ما كان الإنجيل والمبشر يقفان في طريق تحقيق هذا الربح البالغ ألفاً في المائة... وإذا ما كان الأمر بهذا الاختصار، فلن يستطيعوا الترويج للعمل العظيم المتمثل في تحويل شعب من أصحاب محال إلى شعب من أصحاب الملايين... سينتج مسحوق البنادق إنجيلاً أكثر نفعا لخدمة أغراض نظامنا الحضاري". علاوة على ذلك، كتب الفيلسوف البريطاني بيتران راسل عن بعض الفظائع الاستعمارية "أمرت السلطات القرية بأن تجمع كمية معينة من المطاط - أن يحضر الرجال كل ما يمكنهم إحضاره فيما يصب بصالح المشغل. وكانوا إذا ما أخفقوا في إحضار المقدار المطلوب، تؤخذ نساؤهم ويبقين عندهم كرهائن... في قسم نساء موظفي الحكومة الاستعمارية. وإذا ما فشلت هذه الطريقة... تُرسل القوات إلى القرية لنشر الرعب، وإذا لزم الأمر يقتل بعض الرجال... فقد أُمروا بإحضار يد يمنى بترت من ضحية أفريقية مقابل كل خرطوشة استخدمت".

 

ارتكبت هذه الفظائع من المستعمرين الأوروبيين بقيادة بريطانيا وفرنسا وحلفائهم عندما كانوا القوى العظمى في ذلك الوقت. وعندما برزت أمريكا قبل الحرب العالمية الثانية وأصبحت القوة العظمى، مضت إلى الأمام وتصارعت مع القوى الأوروبية من أجل حصتها من المستعمرات! لذلك، حرضت أمريكا عبر القادة من عملائها الأفارقة الموالين لها على تصعيد موجة من الاستياء في جميع أنحاء القارة بحجة السعي للحصول على الاستقلال من المستعمرين الأوروبيين! وكانت النتيجة أن القوى الأوروبية استطاعت الالتفاف على هذا الاستياء واستغلاله لصالحها من أجل الحفاظ على الوضع الراهن من خلال التنكر وإصدار استقلال كاذب عبر الإعلام في الوقت الذي احتفظت فيه بإدارة الدولة عبر حكام جدد عملاء للمستعمرين يخدمون مصالحهم! ومن هنا ذهبت أمريكا إلى أبعد من ذلك وأدخلت ما يسمى الانتخابات الديمقراطية لاستبدال حكامها العملاء بحكام الأوروبيين العملاء وإذا ما دعت الحاجة تنظم الانقلاب والانقلابات المضادة! هذه السياسة من الهرولة لأفريقيا بين أمريكا وأوروبا لا تزال حتى يومنا هذا! فنظرتهم لأفريقيا هي ذاتها وتقوم على إخضاع ونهب واستعباد شعبها كعمالة رخيصة! الفرق الوحيد هو أن أمريكا مع حلفائها يقودون حالياً هجوماً عالمياً ومفتوحاً على الإسلام والمسلمين من خلال ما يسمى بحربهم على (التطرف والإرهاب). الغرض الوحيد هو تشويه صورة الإسلام والمسلمين كمبدأ بديل لمبدئهم الرأسمالي العلماني الفاسد الذي تسبب في الخراب في جميع أنحاء العالم إلى حد أن العُمي يمكنهم رؤية الفساد المستشري في جميع مجالات الحياة! بالإضافة إلى خلق ضبابية في نهاية المطاف عند البشرية عامة والمسلمين بخاصة لصرف نظرهم عن الإسلام باعتباره مبدأ بديلا قادرا على حل المشاكل الحالية التي تواجههم في جميع أنحاء العالم.

 

إن الوضع الحالي في أفريقيا هو ذاته في جميع أنحاء العالم وبخاصة في الشرق الأوسط الذي شهد تقسيم دولة الخلافة العثمانية الواحدة إلى 54 دولة صغيرة يحكمها حكام عملاء أغبياء عيونهم تتطلع إلى واشنطن، ولندن وباريس لتدلهم على الطريق! انتهت قسمة بلاد المسلمين في 3 آذار/مارس 1924م عندما دمر صرح الخلافة! ويكمن الحل الوحيد في استبدال الحكام العملاء للمستعمر ومبدئهم وأنظمتهم الرأسمالية العلمانية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال احتضان الدعوة إلى الخلافة على منهاج النبوة التي يتردد صداها في جميع أنحاء العالم ويدافع عنها حزب التحرير. ففي ظل الخلافة فقط يوقف الرأسماليون العلمانيون وسياساتهم عن استغلال أفريقيا والشرق الأوسط وأخواتهما بسياساتهم وقوانينهم المقيتة. ستحقق الخلافة الطمأنينة الحقيقية والتنمية والازدهار عبر التطبيق الشامل للشريعة (القرآن والسنة). خلافة يحكمها حاكم عادل، خليفة يتوق إلى أعلى درجات الجنة عندما يكرس نفسه لنيل رضا الله سبحانه وتعالى.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

علي ناصورو علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

 

 

آخر تعديل علىالخميس, 04 نيسان/ابريل 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الخميس، 04 نيسان/ابريل 2019م 20:30 تعليق

    اللهم الأمة بأكملها تعاني من الإستعمار وتتوق لتحكيم شرعك العادل

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع