- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التغييرات في الأردن خوفا من سقوط العرش
الخبر:
عمان ـ "القدس العربي": قفز وزير الداخلية الأردني المخضرم سلامة حماد إلى نفس موقعه القديم مجددا بعدما سجل التعديل الوزاري المعلن بعد ظهر الخميس مفاجأة عودته إلى وزارة الداخلية دون فهم وكشف الأسباب ولا الترتيبات التي حصلت بينه وبين رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز. واكتفى الرزاز بإخراج خمسة فقط من الوزراء وتعيين خمسة آخرين بدلا منهم.
وأطاح الرزاز بوزير الصحة غازي الزبن وعين بدلا منه الطبيب الجنرال سعد جابر بعد إحالته على التقاعد من الخدمات الطبية العسكرية.
وتضمن التعديل تسمية مستشار الرزاز المقرب سامي الداوود وزيرا لشئون رئاسة الوزراء وتسمية نضال البطاينة وزيرا للعمل خلفا لسمير مراد والدكتور محمد العسعس المستشار في القصر الملكي وزيرا للتخطيط خلفا للدكتورة ماري قعوار، فيما حافظ بقية الوزراء على مواقعهم.
التعليق:
إن التعديل الوزاري الباهت الذي تم في 2019/5/9 له علاقة بالإقالات التي تمت قبل فترة قصيرة في الديوان الملكي والمخابرات، فقد أقال الملك مدير المخابرات العامة عدنان الجندي، وقبله أقال ثلاثة من كبار ضباط جهاز المخابرات العامة.
كما أقال الملك مستشاره للشؤون الأمنية فيصل الشوبكي بعد عامين عمل فيهما مستشارا في الديوان الملكي إضافة إلى عدد آخر من المستشارين وكبار الموظفين في إطار ما سمي بإعادة هيكلة الديوان.
وفي التعديل الوزاري تم التخلص من وزيرين سابقين للداخلية والعمل هما سمير مبيضين وسمير مراد وكلاهما كان محسوباً على التيار النافذ في الدوائر الأمنية والديوان الملكي.
كما تم التخلص من وزير الصحة غازي الزبن الذي شكل لجنة لفتح تحقيق في شركات الأدوية التي تبيع الدواء بأسعار مرتفعة عن سعره في الأسواق العالمية، والفاسدون في الأردن لا يريدون فتح التحقيق في فسادهم فلا زالوا تحت وطأة التحقيق في قضية الدخان التي كشفت عن حجم الفساد الهائل في كل مكونات الدولة.
أما الأكثر إثارة في التعديل الوزاري فهو تعيين سلامة حماد وزيرا للداخلية الذي كان وزيرا للداخلية سابقا، وقد أهاجت عودته لوزارة الداخلية المحتجين على الدوار الرابع وفي ذيبان لأنهم يعرفون تاريخه في القسوة الأمنية التي انتهجها سابقا إضافة إلى الفشل في معالجة الأمور التي حدثت في أثناء توليه مسؤولية وزارة الداخلية منها المقتل الغامض للأختين ثريا وجمانة السلطي ومنها حادثة الكرك التي أسفرت عن مقتل 10 وسقط فيها عدد من الجرحى.
وأرضى الرزاز رئيس الأركان محمود فريحات بأن عين المسؤول الطبي في المؤسسة العسكرية اللواء الطبيب سعد جابر وزيراً للصحة خلفاً للدكتور غازي الزبن حتى تسير أمور المؤسسة العلاجية الطبية في الجيش وفقاً لخطة رئاسة الأركان.
إن هذه التغييرات جاءت بعد عودة الملك من زيارته لأمريكا والتي رفض ترامب استقباله فيها فاجتمع مع نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان ومستشار الأمن القومي جون بولتون، حاول أن يعرف شيئا عن صفقة القرن فلم يطلعوه على شيء منها، وهنا شعر بالخطر ولدى عودته إلى الأردن بادر بإقالة كل من له علاقة بأمريكا خوفا على عرشه الآيل للسقوط...
لكن الغريب في التعديل الوزاري أنه استبعد الإخوان المسلمين الذين استنجد بهم الملك ليحموه من السقوط.
إن حكاما يتم تعيينهم من الغرب يبقى مصيرهم معلقاً برضا الغرب عنهم، ويجب أن يظلوا حتى آخر لحظة في حياتهم منفذين لسياسة الغرب حافظين لمصالحهم حتى لو تعارض ذلك مع مصالح الحكام.
إن البعد عن تلبية حاجات الأمة وتطبيق الدستور الذي ترضاه الأمة المنبثق من عقيدتها ودينها، والإصرار على تطبيق مبدأ رأسمالي يتعارض مع مبدئها الإسلامي يجعل الحاكم والأمة على طرفي نقيض، تسود الكراهية والبغضاء العلاقة بينهما.
إن الحماية الحقيقية للحاكم في يد شعبه وليست في يد بريطانيا أو أمريكا، في تطبيق دستور إسلامي مستنبط استنباطا صحيحا من الكتاب والسنة، في القضاء على النفوذ الاستعماري الأمريكي والبريطاني والأمم المتحدة ومجلس الأمن وعدم الخضوع لصندوق النقد والبنك الدوليين، ورد الأموال التي سلبت إلى خزينة الدولة ومصادرة أموال الفاسدين وردها إلى الخزينة أيضا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجاح السباتين – ولاية الأردن