الخميس، 12 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كم رمضان بعد سيأتي علينا ونحن نشاهد ذبح أمتنا في جميع أنحاء العالم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كم رمضان بعد سيأتي علينا ونحن نشاهد ذبح أمتنا في جميع أنحاء العالم؟

 

(مترجم)

 

الخبر:

 

استقبل مسلمو غزة شهر رمضان تحت وابل من الصواريخ والغارات الجوية من كيان يهود القاتل، الشهر الذي ينبغي أن يكون وقتا للابتهال والاحتفال، هو مرة أخرى وقت للحزن والحداد للأسر في هذه الأرض المحاصرة، وفي فترة ثلاثة أيام، شملت بداية شهر رمضان، قصف كيان يهود الوحشي مسلمي غزة بأكثر من 350 غارة جوية وهجمات بالمدفعية، مما أسفر عن استشهاد حوالي 25 شخصا، من بينهم امرأتان حبلى وعدد من الرضع والأطفال، وإصابه أكثر من 150، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وقالت وزارة الداخلية في غزة إنه تم استهداف أكثر من 300 مبنى، شملت المنازل والمؤسسات المدنية والأراضي الزراعية والبنية التحتية، ودمرت 130 شقة بالكامل على الأقل، في حين أصيب 700 آخرون بأضرار جزئية، مما أدى إلى تشريد آلاف من الأسر الفلسطينية (وزارة العمل والإسكان الفلسطينية في غزة)، وفي الوقت نفسه، كثف النظام والقوات الروسية في سوريا قصفهم لمسلمي إدلب خلال الأسبوع الماضي بضربات جوية لا هوادة فيها وإسقاط براميل متفجرة على المنازل والمستشفيات، وفي واقع الأمر، ذكرت الأمم المتحدة أن هذا الهجوم المميت الأخير شهد أسوأ استخدام لبراميل متفجرة من نظام الأسد خلال 15 شهرا، ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا، فقد قتل أكثر من 200 في إدلب منذ 20 نيسان/أبريل. ويجري استهداف المرافق الصحية بصورة منهجية، حيث دمر 12 مركزا صحيا في الأسبوعين الماضيين. وقد وصفها عمال الإنقاذ بأنها "كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل"، وقد شرد أكثر من 150,000 مسلم من المدينة في الأسبوع الماضي وحده، محاولين الفرار من حملة "الإبادة الجماعية" هذه.

 

التعليق:

 

كم رمضان بعد سنشهد حمامات الدماء هذه ضد أمتنا بينما العالم لا يحرك ساكنا؟! إلى متى نحن مستعدون لمشاهدة إخوتنا وأخواتنا في غزة واليمن وفي أماكن أخرى يموتون ببطء بسبب الحصار الظالم الذي فرض عليهم والظروف اللاإنسانية المزرية التي يعيشون فيها؟! كم من التجاهل المطلق لحياة المسلمين من الأمم المتحدة، والقوى الغربية وأنظمة العالم الإسلامي نحن بحاجة إلى أن ندرك أن الآمال لا يمكنها أبدا أن توضع عليهم للدفاع عن دماء المسلمين، ولن يكونوا أبدا جزءا من الحل لحملات الإبادة الجماعية هذه ضد أمتنا؟ بل إن الدول الأوروبية مستعدة وبدون خجل، للمشاركة في مسابقة "الأغنية الأوروبية" التي يستضيفها في أيار/مايو كيان يهود المحتل لفلسطين، متجاهلة مذابحه ومجازره ضد الأبرياء! وكم نحن مستعدون للتسامح مع ألعاب السياسة التي لعبت على أراضينا من دول العالم وهم يتزاحمون على السلطة والنفوذ، ويضحون بحياة المسلمين في عملية إشباع لجشعهم بالموارد وثروة البلاد الإسلامية، ألم يحن الوقت لقول طفح الكيل؟

 

رمضان كما نعرفه كان شهرا من الانتصارات العظيمة لهذه الأمة ولديننا، ففيه حصلت معركة بدر ضد قريش التي أدت إلى فتح مكة المكرمة وجعلها تحت ظل الحكم الإسلامي، ومعركة حطين التي أدت إلى تحرير القدس من براثن الصليبيين، ومعركة عين جالوت ضد المغول المتعطشين للدماء التي أدت إلى تحرير الأراضي الإسلامية المحتلة من حكمهم الإرهابي، وتلك ليست سوى عدد قليل من الانتصارات التاريخية لهذه الأمة في هذا الشهر المبارك، ولكن الذي مكن المسلمين من تحقيق مثل هذه الانتصارات العظيمة، وكذلك حماية دماء المسلمين وتحرير الأراضي الإسلامية كان وجود نظام الله سبحانه وتعالى الذي حكم البلاد الإسلامية بأكملها، وكان هذا النظام هو الذي بنى ودرب وجهز وحضر جيشا ضخما حارب من أجل مصالح الإسلام والمسلمين، وجعل أعداءه يرتجفون خوفا لمجرد التفكير في مواجهة قواته، والذي ظهر بكلمات النبي ﷺ: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

ومع ذلك، اليوم، في غياب هذه القيادة الإسلامية الحقيقية، دولة الخلافة القائمة على منهاج النبوة، فإن الأمة الإسلامية هي ضحية لأجندات الأمم الأجنبية المجرمة، وعزل إزاء الهجمات التي يتعرضون لها والاحتلال والاضطهاد والقمع.

 

لذلك فإن شهر رمضان الفضيل أتى ونحن نشهد كل تلك المشاهد المفجعة للمعاناة التي لا يمكن تصورها لإخوتنا وأخواتنا التي تتزايد كل عام، وينبغي أن ندرك بالتأكيد ان إعطاء الصدقة أو الدعاء وحده لن ينهي كابوسهم ومعاناتهم، ما يحتاجونه هو الدولة التي تعتبر أن دماءهم مصونة يحميها الإسلام، وأنها ستكون الوصي عليهم والحامي لهم، هذا هي الخلافة - ظل الله سبحانه وتعالى للمضطهدين على هذه الأرض.

 

وبما أننا نتلو القرآن خلال هذه الأيام المباركة، فبالتأكيد ينبغي على الصلاة والآيات التي نتلوها أن تنشط رغبتنا في تحقيق الحياة، من خلال العمل على إقامة نظام ربنا سبحانه وتعالى، الذي من خلاله سيتم تنفيذ كل أوامره. بالتالي نحن لسنا ممن وصفهم الرسول ﷺ. روى أبو سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ»، قِيلَ: مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: «سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ». نسأل الله أن لا نكون من هذا الصنف، اللهم آمين.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتورة نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 15 أيار/مايو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع