- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العمالة لأمريكا هي القاسم المشترك بين الرئيسين السوري والتركي
فما المانع من اللقاء بينهما؟
الخبر:
عرض رأس النظام السوري بشار الأسد على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللقاء معه، وذلك عن طريق التصريح لصحفي تركي، رغم تأكيد أردوغان مراراً رفض اللقاء واصفاً الأسد بالمجرم والجزار.
ونقل "يوفا" أمس الاثنين تصريحات للأسد قال فيها "نحن منفتحون على التعاون مع تركيا… وإذا كان ملائماً لمصالح سوريا، ولا يتعدى على سيادتها، يمكننا لقاء أردوغان".
وأضاف رأس النظام السوري أن وفداً تابعاً له التقى برئيس جهاز الاستخبارات التركي، "هاكان فيدان" في العاصمة الإيرانية طهران، بالإضافة لمقابلة أخرى جرت في معبر "كسب" الحدودي.
ومضى بالقول: "نحن لا نتفاوض مع تركيا عن طريق روسيا وإيران فقط؛ فقد تفاوض الضباط الأتراك والسوريون في عدد من النقاط". (نداء سوريا)
التعليق:
لم يكن تصريح طاغية الشام مفاجئا؛ ولم يشكل صدمة إلا عند أصحاب التفكير السطحي؛ الذين ينظرون إلى الشكل ويتغافلون عن المضمون، فبمجرد نظرة واحدة مستنيرة؛ بعيدة عن المشاعر والسطحية؛ يظهر بوضوح طبيعة الدور الذي وجب على النظام التركي أن يلعبه؛ والذي فرض عليه إظهار عدائه لطاغية الشام على الرغم من وجود القاسم المشترك بينهما وهو السير في طريق تنفيذ مصالح أمريكا؛ من أجل تحقيق سياساتها والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
فبعد أن وزعت أمريكا الأدوار على أشياعها، فكان منهم المساند علنا لطاغية الشام والداعم له؛ كإيران وحزبها في لبنان؛ والنظام الروسي الذي انخرط في قمع الثورة بناء على طلب أمريكا حسب ما أكد مسؤول أمريكي رفيع بمساهمة رئيس أمريكا السابق باراك أوباما في منع نظام الأسد من السقوط خلال فترة حكمه، مشيراً إلى أنه أجرى محادثات مع روسيا من أجل ذلك.
ومنهم من لعب دور الصديق للثورة السورية وعلى رأسهم النظام التركي الذي عمل على احتواء قيادات الفصائل المقاتلة وصادر قراراتهم وحولهم إلى قوات تأتمر بأمره وتلتزم بخطوطه الحمراء، وبعد أن اطمأنت أمريكا على عميلها طاغية الشام إثر استعادته السيطرة على معظم المناطق المحررة بدعم جوي روسي؛ دخل النظام التركي ليستكمل دوره القذر يدا بيد مع المجرم الروسي، فعقد معه مؤتمرات أستانة وسوتشي؛ وخرج منها بتفاهمات تضمن الشلل التام للثورة السورية عن طريق حصارها في آخر معاقلها؛ وفرض طوق حولها يمنعها من مجرد استهداف طاغية الشام فضلا عن إسقاطه؛ تمهيدا لإعادتها من جديد تحت حكم طاغية الشام؛ تنفيذا للحل السياسي الأمريكي.
لقد آن الأوان أن يدرك أهل الشام خطورة دور النظام التركي؛ وآن الأوان أن تتخلص الفصائل المقاتلة من هيمنته عليها؛ وتنطلق من جديد فتكسر خطوطه الحمراء وتسير في طريق تحقيق أهداف الثورة التي بُذلت في سبيلها تضحيات جسام؛ لتصل إلى إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا