- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخليج الأمريكي!
الخبر:
أخبار التهديدات الأمريكية والإيرانية المتبادلة، والهجوم على ناقلات النفط في الخليج. 15 آيار 2019
التعليق:
سبق تعرض ناقلات النفط السعودية والإماراتية والنرويجية للهجوم في الخليج أزمة إعلامية بين أمريكا وإيران، جلبت أمريكا على أثرها حاملة طائرات وقطعاً عسكرية إضافية إلى الخليج، وبعد وصول هذه القوة مباشرة قامت إيران بالتعرض للسفن.
وبناءً على أن إيران دولة تخدم أمريكا في المنطقة وتتبادل معها الأدوار لتمكينها من زيادة نفوذها في المنطقة، فإن هذا العمل يصب في السياق نفسه؛ ألا وهو الضغط على دول الخليج لطلب الحماية الأمريكية لناقلات النفط والسفن التجارية لتخرج وتدخل عبر مضيق هرمز تحت الحماية الأمريكية، خاصةً وإن تكررت حوادث الاعتداء على الناقلات. أما شجب إيران للعمل وطلبها التحقيق، فهو لإيجاد مبرر لأمريكا كي لا ترد عليها عسكرياً.
وكما لا يخفى، فإن لهذا العمل أثراً كبيراً على دول الخليج والدول المستوردة للنفط من المنطقة. وهو عمل من سلسلة طويلة من الأعمال التي تقوم بها إيران خدمة لأمريكا منذ أربعين عاماً. ولم تفعل دول الخليج شيئاً إزاءها، سوى المزيد من الخضوع لأمريكا!
هذا الاضطراب الذي تعيشه منطقة الخليج هو نتيجة حتمية للوضع الشاذ الذي بُني على يد الاستعمار الإنجليزي قُبيل وبعد هدم آخر دولة خلافة للمسلمين. وهو تقسيم المنطقة إلى دويلات ضعيفة بمخزون نفطي هائل تعتمد في وجودها على حماية خارجية؛ وهي الحماية الإنجليزية. واستمر الحال كذلك حتى الثورة الإيرانية وحرب الخليج، التي مهدت الطريق لدخول النفوذ الأمريكي والحماية الأمريكية. ومنذ ذلك الحين ودول الخليج تتعرض للابتزاز الأمريكي النهم، الذي يبدو أنه يريد الهيمنة التامة؛ فلا يخرج النفط من الخليج إلا تحت الحماية الأمريكية مدفوعة الأجر أضعافاً مضاعفة بطبيعة الحال! مما يعني أن عصب الحياة لشعوب المنطقة سيكون بيد أمريكا.
إن هذا الوضع الشاذ لا يمكن أن يُطاق ولا يمكن أن يرضى به مسلم يؤمن أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. ولا يمكن التخلص من هذا الوضع إلا بالتخلص من الحماية الأمريكية والأجنبية بشكل عام، وإقامة خلافة على منهاج النبوة تحكم بما أنزل الله وتوحد المسلمين تحت راية الإسلام، وتنتج الثروات لمصلحة الأمة وتنشئ الصناعات لمصلحة الأمة وتعد ما تستطيع من قوة لحماية الأمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت