- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إيران دمية أمريكية
الخبر:
نقلت وكالة أنباء فارس أمس الأربعاء عن الميجر جنرال حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني قوله إن إيران "على شفا مواجهة شاملة مع العدو". وأضاف سلامي الذي تولى قيادة الحرس الشهر الماضي "هذه المرحلة من التاريخ، التي دخل فيها العدو ميدان المواجهة معنا بكل القدرات الممكنة، هي أكثر الأوقات حسما في تاريخ الثورة الإسلامية".
التعليق:
أولا: إن الخيار العسكري الذي يروج له الإعلام خيار غير وارد نهائيا حسب قراءة المعطيات الحالية وأهمية إيران للسياسة الأمريكية وإنما هي جعجعة كلامية وظاهرة صوتية، والدليل على هذا أن كلا الطرفين استبعد الحرب.
(استبعد المرشد الإيراني، علي خامنئي، إمكانية قيام حرب بين بلاده وأمريكا، وفقا للتلفزيون الرسمي الإيراني).
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء، إن بلاده لا تسعى لحرب مع إيران... وأضاف بومبيو: "لا نرى احتمالا لنشوب حرب مع إيران ونريدها أن تتصرف كدولة طبيعية".
وقال مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق الجنرال مارك كيميت إن أمريكا ليست بصدد إعلان حرب ضد إيران، والهدف من التعزيزات الأمريكية في الخليج هو الردع.
ثانيا: إذا تم استبعاد الخيار العسكري فلماذا هذه الحشود والتوترات في المنطقة ومع إيران؟
إن أهداف أمريكا من هذه العمليات هو إعادة صياغة اتفاق جديد مع إيران بعد إلغاء الاتفاق السابق الذي وجد لظروف وأسباب وبعد تغيرها اقتضت السياسة الأمريكية تغيره وإعطاء أدوار سياسية لعملاء جدد لها خدمة للسياسة الأمريكية وإعادة تموضع إيران وتوزيع الأدوار، فترامب لا يريد حرباً مع إيران، وإنَّ استراتيجيته في ممارسة أقصى ضغط (التهديد بسياسة الهاوية) تهدف لإجبار إيران على التفاوض بالشروط التي حدَّدها وزير الخارجية مايك بومبيو في قائمته الطويلة من المطالب.
ومن جانب آخر إخراج كل الشركات الأوروبية التي استحوذت على نصيب كبير في السوق الإيرانية بعد الاتفاق السابق على حساب الشركات الأمريكية التي لم تحظ بنصيب جيد لذا هددت إدارة ترامب جميع الشركات العاملة في السوق الإيرانية وأخرجتها تحت وطأة العقوبات الأمريكية.
وبحسب تقدير عتريسي فإن "ترامب رفض الاتفاق النووي مع إيران لأن أمريكا لم يكن لها حصة في فتح الأسواق الإيرانية، والتي استفادتها منها بشكل كبير أوروبا"، منوها إلى أن "وضع ترامب الداخلي يدفعه لهذا التصعيد، ليظهر أمام الأمريكيين أنه متشدد ويحمي المصالح الأمريكية و(الإسرائيلية) ويحمي دول الخليج وحلفاءه".
وثالثا: دفع الدول العربية وخاصة دول الخليج لزيادة التطبيع والعلاقة مع يهود وإيجاد المبرر لهم بالتعاون والتطبيع والتنسيق مع كيان يهود بحجة أنها عدو لإيران تحت شعار "عدو عدوي صديقي".
ومنها ابتزاز دول الخليج بمزيد من الدفعات لترامب بحجة الحماية وشراء الأسلحة الأمريكية وعقد الاتفاقيات.
وأخيرا إعطاء شعبية لحكام إيران في الداخل الإيراني. صحيح أن إجراءات أمريكا انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي الداخلي وهذا مطلوب لإقناع الشارع الإيراني بخطورة الأمر والتنازل الذي أُخرج لأسباب عقائدية وليس من السهل عودته لتحل محله دول أخرى تعتبر معادية حسب الخطاب الطائفي الذي مارسه العملاء بجدارة، لكنه في الوقت نفسه حقق فائدة كبيرة للنظام بحيث استفاد من سياسة التشدد الأمريكي واستغل بخطابات مقابلة شعبوية.
هذه أبرز الأهداف التي تريد أمريكا تحقيقها من هذه العملية بعيدا عن الحرب الكلامية واستعراض العضلات.
يقول أفراسيابي: "كما هو متوقع، أثار عرض ترامب لإجراء محادثاتٍ مع إيران يوم 8 أيار/مايو الماضي جدلاً حيوياً في إيران"، وهذا الجدل مطلوب في الظروف الحالية من أجل إيجاد مناخ لتهيئة الظروف السياسية لعقد اتفاق جديد.
وخاتمة القول ما ورد في جواب سؤال أصدره أمير حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله (إن الدور الإيراني في المنطقة هو سياسة أمريكية مدروسة بشكل محكم، وأن هذا الدور يتوسع ويتقلص وفق متطلبات السياسة الأمريكية ووفق الظروف. ومنذ سنة 1979 ظلت أمريكا محتفظة بإيران كتهديد "ثوري بغطاء إسلامي" ضد دول المنطقة، ثم توسع ذلك إلى "تهديد طائفي شديد" بعد تولي المحافظين الجدد الحكم في أمريكا، ثم صار "دوراً إقليمياً محورياً" له ثقله في ظروف الربيع العربي، ولكن عندما عادت العافية لبعض عملاء أمريكا الآخرين مثل مصر، أو عاد الحكم في يدها كما في السعودية، أو صار ممكناً استخدامها كتركيا، فإن أمريكا تقوم بإيجاد أدوار أخرى بجانب الدور الإيراني ودون أن تستغني عنه...).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان – ولاية الأردن