- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما بين "الصحوة" و"الرؤية" ما زال النظام السعودي يغيّب شرع الله ويشقي عباد الله
الخبر:
الخطوات القادمة للشيخ القرني هي من ستحكم على الاعتذار، والتي تبدأ بإصلاح ما أفسده وجماعته من أفكار في عقول الشباب. (الشرق الأوسط 13/05/2019)
التعليق:
ما زالت الصحف السعودية تتلقف تصريح القرني كالكنز، كيف لا وهو يمثل بالنسبة لهم انتصار الليبراليين على الحصويين، حسبما يظنون..
إن الحقيقة التي يجسدها الواقع، أن النظام السعودي لم يحكم يوما بالإسلام، منذ نشأته بالتآمر على دولة الخلافة العثمانية بأوامر أسياده الإنجليز، وحتى يومنا هذا بالتآمر على المسلمين في الشام واليمن وليبيا وكل مكان، بأوامر أسياده الأمريكان، سواء تصدّر المشهد الليبراليون أم المشايخ، وسواء استمر المشايخ في تنازلاتهم أو الليبراليون في نفاقهم، أو لم يفعلوا، فكلها أوراق يلعب بها أو يتخلص منها حسب التوجه العالمي، أو "الموضة" السائدة، وحسب أوامر الأسياد في الغرب، ويبقى هو ومن ورائه أسياده هم الحاكم الحقيقي..
إن سياسة نظام آل سعود في الداخل والخارج قائمة على تمزيق جسد المسلمين بترسيخ حدود سايكس بيكو بإقليمية مقيتة وعنصرية بغيضة، والتبعية المطلقة للأسياد وتسخير الإمكانيات المادية والسياسية، والأوراق السابق ذكرها، لخدمة هؤلاء الأسياد وتنفيذ مخططاتهم. وأما في الاقتصاد فالربا والشركات المساهمة وشركات التأمين والتجارة في مقدسات المسلمين وممتلكاتهم العامة، ورغم تحريم الكثير من "شيوخ الصحوة" لأكثرها، إلا أنها قوام اقتصاد حكام آل سعود دون أن يلقي أي بال لذلك التحريم سواء في أوج تلك "الصحوة" أو في غوْرها. وفي الاجتماع؛ فالقبلية والعصبية والطبقية هي قوام الأحكام، سواء وافقت الشرع أو خالفته، فالعرف هو المحكّم، وها هم يعملون لتغيير هذا العرف، وعليه صرنا نرى تغيير هذه الأحكام بتغيّره، دون أن يأبهوا بأية فتاوى من قبل ومن بعد!
إن النظام السعودي كغيره من الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، نظام يحكم بالعلمانية الرأسمالية منذ نشأته وحتى يومنا هذا، ولا علاقة له بنظام الإسلام، فسواء فرح الليبراليون أو فرح المشايخ، وسواء أبرز في المشهد عبد العزيز آل الشيخ أو تركي آل الشيخ، فكلها أوراق لا تغير من حقيقة النظام شيئا.
وسيبقى أبناء بلاد الحرمين كغيرهم من المسلمين، يشقون في ظل هذا النظام ويصطلون بنيران تحكّم الكفار في شؤونهم، حتى يجدوا طريق خلاصهم باستئناف الحياة الإسلامية التي بدأها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنهاها حكام آل سعود وغيرهم من خونة العرب والترك بالتعاون مع أسيادهم في الغرب، وذلك لا يكون إلا بإعادة نظام الإسلام إلى واقع الحياة ممثلا بدولة على منهاج النبوة كالدولة التي أسسها رسول الله وأعلى بنيانها أصحابه الراشدون من بعده، فتنير بلادهم بنور الإسلام وتحمل ذلك النور للبشرية كافة حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا وصله بعزّ عزيز أو ذل ذليل كما بشر صلى الله عليه وسلم وبشراه حق، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين