- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عصابة المراهقين الإيطاليين الذين قتلوا عجوزا هو أمر شائع في الديمقراطيات الليبرالية
(مترجم)
الخبر:
في 30 نيسان/أبريل، أفادت وكالة بي بي سي عن الوفاة المروعة لأحد المتقاعدين الإيطاليين المعاقين عقليا، السيد ستانيوس، الذي استهدف بشكل مخطط له من عصابة محلية من الشباب، على مدى أشهر عدة أساءوا معاملته مرارا وتكرارا، من ضرب وسرقة الرجل العاجز البالغ من العمر 65 سنة الذي كان عاجزا حتى عن الدفاع عن نفسه، حتى إنهم شاركوا في هجومهم على وسائل الإعلام الإلكترونية، ويقال إنه عاش في خوف دائم، ولقد وجدته الشرطة بعد السرقة الأخيرة وكان "يعيش في فقر مدقع" يعاني من سوء التغذية والجفاف لأنه ترك بمفرده بدون مساعدة، وتوفي لاحقا في المستشفى من الإصابات الداخلية المشتبه فيها والإهمال، وتقول التقارير إنه تعرض للكمات وركل وضرب بالعصي مرارا وتكرارا في الشوارع التي تؤدي لمنزله.
التعليق:
هذه القصة الصادمة من الممكن أن تصل وتصيب الملايين من المسنين. إن القيم الليبرالية للفردية والمصلحة الذاتية قد بذرت ازدراء عميقاً لجيل المسنين، وإن ثقافة الشباب هي واحدة من هذه القيم، حيث يتم العثور على الترفيه من خلال السخرية بالآخرين الذين هم أضعف، كما ويعد العنف في كثير من الأحيان شكلا من أشكال تمييز نفسك بين زملائك. إن القوانين لا تفعل شيئا لحماية المسنين الذين يشعرون بالخوف من مغادرة منازلهم لأن الهجوم يجب أن يصل إلى مستويات الخطر الشديد قبل أن تتدخل السلطات، وهذا يسمح بالإساءة اللفظية، والإرهاب، ورداءة نوعية الحياة لتصبح القاعدة للكثير من كبار السن. وفي 4 نيسان/أبريل 2019، أفادت شبكة سي إن إن بزيادة الاعتداءات على الرجال المسنين بنسبة 75%، وعلى وجه التحديد، حدثت زيادة 75.4 في الهجمات غير العنيفة على الرجال بعمر 60 سنة وما فوقها بين 2002 و2016. أما بالنسبة للمرأة، فتزداد الزيادة تدميرا، حيث ترتفع بنسبة 35.4% بين 2007 و2016، ويبدو أن الحكومات في حيرة من أمرها بكيفية إدارة هذه النتائج القاتمة بالفعل، ووفقا للمركز الأمريكي للوقاية من الأمراض ومكافحتها "للأسف، فقد تم تقييم الاستراتيجيات الجديدة بدقة، وتشير البيانات إلى أن هذه المجموعة (المسنين) قد تكون عرضة بشكل خاص للعنف". وقال الدكتور شينتشي دونغ أستاذ ومدير معهد الصحة والرعاية الصحية والبحوث لكبار السن إن هذه التقارير "تسلط الضوء على القضية المهمة المتعلقة بسلامة كبار السن في أمريكا". وأبرز أيضا دور أفراد الأسرة في إساءة معاملة المسنين باعتبار أن الإهمال والاستغلال من المسائل الرئيسية التي تثير القلق، وتعكس هذه الإحصاءات اتجاها قائما في الديمقراطيات الليبرالية على الصعيد العالمي، مع الزيادة في دور رعاية المسنين حيث يتم التخلص من الآباء مثل القمامة! حتى عندما يكون الأطفال الأثرياء قادرين على الاعتناء بهم. أما في الإسلام، فلا يمكن التهاون بمثل هذه القصص المروعة لأنه يوجد نظام بأكمله لمنع فكرة تجريد المسنين من إنسانيتهم، وبدلا من ذلك، يصبح الأشخاص الناضجون في المجتمع أكثر احتراما مع التقدم في السن، كما ربط الله نيل الجنة والنجاح بتكريم الآباء، والآيات في القرآن واضحة حول هذا في سورة الإسراء ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
ولا توجد هذه القيم بأي شكل من الأشكال في القوانين الديمقراطية الليبرالية للأمم العالمية، حيث إن حرية الفرد والمنفعة الاقتصادية تطغى على القيم الأخلاقية في الأمم الرأسمالية. إن كبار السن في العالم بحاجة إلى الخلافة للعودة لمعاملتهم والحصول على حقوقهم كبشر ولمحاسبة أولئك الذين ينتهكون المحتاجين في هذا العالم، ندعو جميع المسلمين إلى العمل لإقامة الخلافة على منهاج النبوة لأن هذه مسألة ملحة للغاية ونبتهل إلى الله أن نكون شاهدين على عودتها وعلى حلولها منقطعة النظير قبل أن يدخل عصرنا القديم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد