- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أهل مصر مسلمون بالفطرة ومشاعرهم إسلامية
ومصلحتهم الوحيدة عيشهم في دولة يحكمها الإسلام خلافة على منهاج النبوة
الخبر:
نقل موقع مصراوي الاثنين 2019/5/13م، قول النائب صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية، إن الشعب المصري وطني بالفطرة، وخير دليل على ذلك مشاركة المصريين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، متابعاً: "المصريون أعطوا للجميع أروع الدروس في الوطنية"، وأشار حسب الله، خلال كلمته اليوم بحفل الإفطار السنوي الذي نظمه الحزب، إلى أن المصريين خرجوا عن بكرة أبيهم للمشاركة في الاستفتاء بشكل غير متوقع في صورة أبهرت العالم ورسالة للجميع بالداخل والخارج وأن المصريين ماضون في بناء وطنهم، كما استطرد قائلا: الحزب يعمل لمصلحة الدولة المصرية وأنهم خلف مؤسسات الدولة من أجل المصلحة العامة متجردين لمصلحة الوطن، متابعا أن الحزب يعمل لمصلحة الدولة ومنحازون في كل قراراتهم لمصلحة الوطن.
التعليق:
هذه هي نوعية النخب السياسية التي يسمح لها بممارسة العمل السياسي الحزبي في ظل الأنظمة العميلة وخاصة تلك التي تمارس قمع وقهر رعاياها، فلم يعد يعلو صوت لمعارض ولا حتى لمؤيد لا يسير على الخط المرسوم له من النظام، وقد رأينا ما حل ببعض أركان النظام ممن رفضوا تعديلات الدستور وصرحوا بذلك علنا، فلا يعلو في أرض الكنانة الآن إلا صوت المضبوعين بثقافة الغرب وصنف واحد منهم هم من يسيرون على خطا النظام أو من هم جزء منه على الحقيقة.
يتكلم النائب عن وطنية أهل مصر ويدلل عليها بأنهم خرجوا في الاستفتاء الأخير عن بكرة أبيهم كما يزعم ونسي أن الهيئة العليا للانتخابات قدرت نسبة المشاركين في الاستفتاء بـ44,33% من إجمالي 61 مليوناً لهم حق التصويت، صوت منهم بنعم 88,83% وصوت بلا 12.17% مما يعني أن نسبة الرافضين لشخص الرئيس ونظامه الرأسمالي تفوق الـ70% ممن لهم حق التصويت. فمجرد الامتناع عن الخروج رغم كم الإغراءات والترغيب والترهيب لمن يذهب فقط للاستفتاء ولو صوت بلا حتى وصل الأمر لإجبار موظفي المصالح الحكومية على التصويت وإجبار عمال المصانع والشركات على الذهاب للاستفتاء والتصويت بنعم، ورغم هذا كله لم يخرج أهل مصر عن بكرة أبيهم كما ادعى النائب، بينما في استحقاقات انتخابية أخرى سابقة، وإن كنا لا نؤيدها لأنها في واقعها لم تكن على أساس الإسلام، إلا أنه لما رفع فيها من البعض شعار الإسلام وخداع النظام للناس بواسطة بعض الشيوخ بدعوى الحفاظ على المادة الثانية والتي ذكرت الشريعة رغم أنها مادة لا وزن لها في الدستور أصلا، إلا أن كل هذه الاستحقاقات أثبتت أن أهل مصر مسلمون بالفطرة وبينت مكانة الإسلام في قلوبهم على الحقيقة، حتى عندما تم خداعهم والالتفاف حول مطالبهم كان هذا باستغلال مشاعرهم الإسلامية، ثم يأتي بعض المضبوعين ويقولون إنهم وطنيون بالفطرة، دون أن يحدثنا عن هذا الوطن وحدوده ومن رسمها وخطها بيده ومن جعلها مقدسة! ودون أن يذكرنا بعمر هذا الوطن الذي يحدده بتلك الحدود، ودون أن يذكر المعالجات التي انبثقت عن فكرته الوطنية لعلاج مشكلات الناس وحل قضاياهم والتعامل مع ما يمر بهم من أزمات!!
إن الوطنية فكرة خبيثة وضعها الغرب بيننا ليفرق جماعتنا ويمزق أمتنا التي كانت أمة واحدة من مشرق الأرض لمغربها من حدود الصين لبلاد المغرب، بلاد ملكها أجدادنا العظام فدانت لهم الدنيا وحكموها بعدل الإسلام الذي ليس فوقه عدل وكانت مصر جزءا من هذه الدولة ودرعها ودرة تاجها منذ دخلها فاتحا عمرو بن العاص رضي الله عنه، وقد كانت مستعمرة رومانية (مجرد مزرعة لدولة الروم يعيش فيها أهلها مزارعين يعملون في حقولهم لصالح الروم لقاء لقمة العيش)، فحررهم الإسلام من بطش الروم النصارى المخالفين لهم في المذهب، وأعاد لهم حقوقهم وملكهم أرضهم التي سلبها الروم منهم ومكنهم من ممارسة عبادتهم وشعائرهم التي منعوا منها من قبل، وما أشبه الليلة بالبارحة، فعندما غابت دولة الإسلام التي أسقطها الغرب ومزق أوصالها إلى ما يزيد على خمسين كياناً كلها مناطق نفوذ ومستعمرات أو فلنقل مزارع للغرب ينهب خيراتها وثرواتها ووضع على كل منها ناطورا يرعى مصالحه فيها، وأصبحنا نعيش في بلادنا حياة العبيد نعمل ونزرع وننتج من ثروتنا ما تنهبه شركات الغرب مباشرة أو بشكل غير مباشر عن طريق قروض البنك الدولي وخدمتها التي تلتهم كل دخول الناس وميزانية الدول، فصار أهل مصر كما كانوا زمن الروم يعيشون فيها ويعملون مقابل لقمة العيش بل أسوأ؛ مقابل أن يتركوا أحياء في ظل نظام يمعن في خدمة أسياده في الغرب وتلبية مطالبهم وتنفيذ قراراتهم ولو أكل الناس الحجارة!!
يا سادة! إن مصلحة مصر الوحيدة هي أن تصبح دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة أو جزءا منها كما كانت، فهكذا صلح حالها وحال أهلها وعادت لهم الكرامة والعزة التي لا نجدها الآن في ظل الأنظمة التي تدعي الوطنية بينما تجعل من البلاد مزارع خلفية للكافر المستعمر يغبّ من خيراتها كيف يشاء، بينما يضمن الإسلام ودولته حقوق الناس وأداءها لهم بل وينفق عليهم في حال عجزهم وعجز مواردهم عن رعايتهم، فالإسلام ودولته لرعاية الناس وحفظ حقوقهم... وهكذا كان وكانت مصر في ظل دولته ولا ينكر هذا إلا جاحد.
يا أهل مصر الكنانة! إنكم أهل الإسلام وخاصته ودرعه ودرع دولته ومشاعركم الإسلامية لا تحتاج إلا لوعي صحيح على كيفية تطبيق الإسلام فيكم وبكم، وهذا يوفره لكم حزب التحرير بما يحمله من أفكار تمكنكم من نصرة دينكم وإقامة دولته التي تطبق الإسلام بكم وفيكم فيعم الخير كل الأمة بل والعالم حتى يفيض خيرها وعدلها على البشر والشجر والحجر وطير السماء.
يا أهل الكنانة! إن ما تمر به بلادكم يؤذن بثورة قادمة لا محالة ستأكل كل من يقف في طريقها، وحتى لا يعتليها المضبوعون والمتلونون يجب أن تكون لها قيادة سياسية واعية كحزب التحرير تحتضنها جموعكم، وينصرها المخلصون في جيش الكنانة، قيادة واعية على كيفية حمل الإسلام وتطبيقه تطبيقا عمليا في واقع الحياة على الفور ومن أول يوم. هذه هي المصلحة الوحيدة لمصر وأهلها والضامن لعزهم وكرامتهم ورغد عيشهم أن تكون مصر في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، اللهم عاجلا غير آجل.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر