إتلاف المحاصيل في تونس:

مشهد لفساد النظام وفشل القائمين عليه

 

 

 

الخبر:

 

أكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري قريش بلغيث، اليوم الخميس 23 أيار/مايو 2019، إتلاف أطنان من المشمش في سوق الجملة بالقيروان.

 

وأوضح قريش بلغيث خلال مداخلته في فقرة "الحكاية وما فيها" ببرنامج الماتينال، أن إتلاف الكميات يأتي على خلفية وفرة المنتوج "هناك كميات كبيرة جدا في السوق".

 

وتابع بلغيث أن من بين أسباب إتلاف المشمش أيضا عدم الإقبال على شراء هذا المنتوج وإغلاق باب التصدير.

 

كما أشار إلى أن القانون لا يسمح للفلاح بسحب المنتوج من السوق "الفلاح إما يبيع منتوجه أو يقع إتلافه والقانون يمنعه من إخراجه".

 

التعليق:

 

ليست هي المرة الأولى التي تنتشر فيها صور إتلاف لمحاصيل فلاحية في تونس بعد وفرة إنتاجها، فلطالما تكررت مشاهد إتلاف محاصيل الحليب والقوارص وغيرها.

 

صور يتداولها النشطاء على صفحات التواصل في شكل تذمر وغضب من سلطة لم تظهر يوما تحملا للمسؤولية أو انشغالا بأحوال الناس، فمؤشرات التدهور الاقتصادي التي أصبحت تعلنها هي من فترة إلى أخرى تحت شعار ليس بالإمكان أفضل مما كان، وتونس دولة فقيرة، لم يقابلها إجراءات أو حلول ففاقد الشيء لا يعطيه، بل كانت حكومة تنفيذ لما تمليه لجان صندوق النقد والمنظمات المالية الاستعمارية الأخرى بعيدا عن مصلحة البلاد والعباد ولكن عربونا لطلب الدعم للبقاء في الحكم أو نيل كرسي الرئاسة.

 

وعلى غرار سياسات الفشل فإن هذه الحادثة أكدت فشل كل المنظومة وفساد قوانينها في جعل إتلاف المحاصيل أمرا مقدما على توفيرها في الأسواق بأسعار مقبولة في الوقت الذي بلغت المقدرة الشرائية الحضيض في بلاد كانت تلقب بمطمور روما، في الوقت الذي يسعى الشاهد إلى مزيد تعميق الأزمة بسعيه توقيع اتفاقية التفريط فيما تبقى من البلاد تحت عنوان التبادل الحر الشامل "الأليكا".

 

إن الأزمة الحقيقية هي أزمة نظام أظهر كل مشاهد الفشل والفساد، يقوم عليه العملاء والفاشلون وما نشاهده اليوم من مآسٍ يومية هي نتاج لها، لن تنتهي إلا بإعادة البلاد إلى أهلها وتطبيق نظام الإسلام العادل الضامن لحقوق الناس وحسن رعايتهم وبالعمل الجاد الدؤوب لإعادة الأمة إلى مكانتها ورفعتها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. محمد ياسين صميدة

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس