- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يتم بناء دولة المدينة من خلال دعم الأعداء الكفار للإسلام والمسلمين
الخبر:
أكّد رئيس الوزراء، عمران خان، يوم الجمعة 14 من حزيران/يونيو 2019، أكّد "على أهمية منظمة شنغهاي للتعاون ( SCO ) ، في عالم متعدد الأقطاب" وجاء هذا التأكيد في كلمة له ألقاها أمام قادة العالم في القمة. وقال رئيس مجلس الدولة في كلمته أمام الجلسة الرسمية للاجتماع التاسع عشر لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون في بيشكيك "إن العالم يقف على مفترق طرق يشهد فيه ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب".
التعليق:
بعد زوال الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتي، تفردت أمريكا في الموقف الدولي، وأصبحت دولة رائدة بلا منازع. وتبنت القيادة السياسية والعسكرية في باكستان موقفاً استسلاميا لهذا العالم "أحادي القطب" واستسلمت لمطالب أمريكا تماماً. ومع ذلك، يقولون الآن إن الصين أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وروسيا تنغمس في بعض الشؤون العالمية، وبالتالي فإن الأمور تتحرك نحو عالم "متعدد الأقطاب" مرة أخرى. يزعمون أنه خلال التحدي الذي واجهته أمريكا من الاتحاد السوفييتي، لم تكن أمريكا متعجرفة كثيرا، وكانت تصغي لاهتماماتنا ومتطلباتنا، لأن العالم لم يكن "أحادي القطب". لذلك تتظاهر القيادة السياسية والعسكرية اليوم بأنها تعيد تنظيم باكستان، وتأخذها بعيدا عن المدار الأمريكي. ومن أجل إقناعنا بهذا يستشهدون بمشروعات CPEC وJF-17 مع الصين وزيادة العلاقات العسكرية مع روسيا. ويستخدمون أيضا منظمة شنغهاي للتعاون للتأكيد على هذا التوجه.
ومع ذلك، يتضح من تصرفات القيادة السياسية والعسكرية في باكستان أنّ ما يسمى بإعادة التجميع هو فقط لتغطية التبعية لأمريكا وخيانة المسلمين في باكستان. والحقيقة هي أن أيّ تقارب مع روسيا والصين يحصل بموافقة أمريكا. وحتى إذا أخذنا هذا الأمر في ظاهره، فبإمكاننا القول إن ترك موالاة دولة استعمارية كافرة واللجوء إلى موالاة دولة مستعمرة أخرى، فإن ذلك لن يجعل باكستان قوية، وسيُبقي باكستان دولة عميلة تضحي بقدراتها ومواردها من أجل ضمان مصالح القوى الكبرى. إن تاريخ باكستان يؤكد على أنّ التحالف مع الكفار هو ضرر كبير، وحتى إن كانت هناك دولة رائدة بلا منازع لها. وفي زمن عالم "متعدد الأقطاب"، تحالفت باكستان ووالت دولتين، وفي ظل عالم "أحادي القطب"، تخلت باكستان عن أفغانستان وكشمير المحتلة لمصالح أمريكا.
إنّ القيادة السياسية والعسكرية الحالية لباكستان تنغمس في خطايا الحكام السابقين نفسها، حتى في الوقت الذي تدّعي فيه تبني نموذج دولة المدينة. وهم ملتزمون بشكل قوي بتحالفاتهم مع الكفار بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى حرّم علينا التحالف مع الأعداء الكفار، وهم يضطهدون الإسلام والمسلمين، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾، كما أن دولة المدينة لم تقم أبداً بتحالفات عسكرية مع القوى الكافرة الرئيسية في عصرها، الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، لمواجهة كفار مكة، بل تحدت القوى الكبرى، وطلبت العون من الله q فقط، وحملت القيادة الفكرية للإسلام إلى العالم بأسره بالدعوة والجهاد، دون مخالفة حكم واحد من الإسلام. إنّ التحالف مع روسيا والصين، اللتين تُعدّان أعداءً للإسلام والمسلمين، لن يجعل باكستان دولة قوية مثل المدينة المنورة. وإذا كانت القيادة السياسية والعسكرية الحالية لباكستان تريد حقاً أن تتبع نموذج دولة المدينة، فليس عليها أكثر من اتباع شرع الله سبحانه وتعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان