الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إذا كنتم تقولون إن النسوية لا تتوافق مع الإسلام،  فلا بد أن تقولوا أيضا إن الديمقراطية لا تتوافق مع الإسلام  (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إذا كنتم تقولون إن النسوية لا تتوافق مع الإسلام،

فلا بد أن تقولوا أيضا إن الديمقراطية لا تتوافق مع الإسلام

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

إن أعداد المفكرين والكتاب الإسلاميين الذين يعترضون بوضوح على التطورات التي أدت إلى الفساد في البلاد الإسلامية، زادت بشكل واضح. حيث ردوا من خلال مقالاتهم تحت عناوين مثل "هل يمكن للمسلم أن يكون نسويا؟" و"النسوية ليست طريقا لنيل الحقوق بل أيديولوجية لنشر الفساد" و"ابنتك تصبح نسوية، ابنك يصبح علمانيا.." و"لا يمكنك أن تكون نسويا ومسلما"...

 

التعليق:

 

حقا إن الأمة الإسلامية بحاجة ماسّة إلى مفكرين وكتّاب ونشطاء مسلمين ذوي قيمة. والحمد لله، فإن أعداد ردود الفعل مثل هذه تزداد يوما بعد يوم. فعلا إنه من المؤلم رؤية كيف أن النساء المسلمات بوعي أو دون وعي يقعن في شرك النسوية. إلا أن المرأة المؤمنة التي ترتب فكرها وميولها من خلال الإسلام عليها أن لا تترك مكانا لهذا التطور الغربي في حياتها. فحتى وإن كان فكر الشخص حسب الإسلام، فإنه طالما أن ميوله تحكمها أفكار غير إسلامية، فإن التناقض في مصادر التفكير والميول سيؤدي إلى حدوث التباس وصدام في حياة الإنسان. وقد أوجد الله سبحانه وتعالى فينا الغرائز والحاجات العضوية عندما خلقنا. وهذه الغرائز والحاجات العضوية هي التي تحث الإنسان على التفكير؛ وهي حاضرة في كل وجوه الحياة. لهذا؛ ألزمنا الله سبحانه وتعالى بأحكام الشريعة بهدف تنظيم تلك الغرائز والحاجات بشكل يحقق انسجاما ونجاحا في الحياة. وفي اللحظة التي يتجاوز فيها الإنسان حدود نظام الله عز وجل، فإنه يبدأ بإظهار تصرفات غير إسلامية. فلو تخلى الإنسان عن تلك الأحكام الشرعية وسار حسب أهواء النظام الرأسمالي الغربي، فحينها سيدمر حياته في هذه الدنيا وفي الآخرة أيضا.

 

إن العدد المتزايد للنساء المسلمات اللواتي يقعن في شرك النسوية، والشباب الذين يتأثرون باللادينية، والمستويات المهولة من كل أنواع الجرائم في مجتمعاتنا، إن هذا كله لهو أكبر دليل على أننا نواجه تطورا لا يمكن أن ندعي ببساطة أنه مشكلة فساد فردية. بل على العكس تماما؛ إن النظر إلى عموم الصورة يكشف أن هذا كله نتيجة تآكل مجتمعي. فالمجتمع أكثر من أناس بغرائز وحاجات عضوية. فالمجتمع عبارة عن مجموعة من البشر والعلاقات التي تربط بينهم والأنظمة التي تنظم هذه العلاقات. ويوما تلو الآخر نشهد كيف أن المزيد والمزيد من المسلمين يفشلون، وكيف أن العلاقات بينهم تتآكل وحتى إنها تصل إلى حالة مؤذية. إن هذا يعني أن كل المشاكل تأتي من فساد الأنظمة التي تشكل إطار عمل للحياة البشرية والتي تحكم العلاقات بين البشر. ولا يوجد من يعترض حقيقة أن النسوية تأتي من الغرب وليس الإسلام. وفي الحقيقة، فإن المسلمين وغير المسلمين متفقون حول هذه القضية. وعندما يقوم مفكرونا وعلماؤنا ونشطاؤنا برفض النسوية فهم فقط يصفون سطح المشكلة. إلا أن الدراسة المتعمقة للحقيقة تكشف أن المشاكل تأتي من الأنظمة الغربية التي تطبق على البلاد الإسلامية. وبعد رؤية هذا، يصبح من الواجب التكلم بوضوح بأن هذه الأنظمة المسماة بالديمقراطية والعلمانية والاتفاقيات الدولية التي فرضتها دول الكفر، لا تتفق مع الإسلام. إن هذا يقود الأمة الإسلامية بإخلاص. كما تجدر الإشارة إلى أن الأمة تقول وبكل وضوح أن الأخطاء في شخصيات المسلمين لا يمكن حلها إلا باستبدال النظام الإسلامي بالنظم الغربية. فقط حينها سيكون ممكنا الكشف أن المسلمين وغير المسلمين ليسوا بنفس العقلية. عندها ستتوق النساء المسلمات والرجال المسلمون والشباب المسلم إلى تمييز أنفسهم عن نموذج الإنسان الغربي. وستكون هذه النقطة التي يبدأ عندها الصراع الفكري. إن نتيجة هذا الصراع ستكون إيقاظ وتحفيز المسلمين لتحسين أنفسهم بهدف إرضاء الله رب العالمين. وإن هذا هو منظور القيادة التي يجب أن توحد مفكري وعلماء ومعلمي وكتاب ونشطاء المسلمين، الذين يهتمون بكل إخلاص بسعادة المرأة المسلمة على وجه الخصوص وبالأمة الإسلامية على وجه العموم.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أينور يازار

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع