السبت، 30 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/11/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل سيستفيد الإسلاميون المعتدلون من التجربة المُرّة القاسية في مصر؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل سيستفيد الإسلاميون المعتدلون من التجربة المُرّة القاسية في مصر؟

 

 

الخبر:

وكالات: وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي.

 

 

التعليق:

 

مقتل الدكتور محمد مرسي رحمه الله، المعتقل منذ الانقلاب عليه في زنازين سجون طغاة مصر، يثير من جديد مجموعة من الحقائق التي يجب أن تبقى حاضرة في أذهان المسلمين، كما ويثير عدداً من التساؤلات لقضايا كبيرة وعظيمة:

 

الحقيقة الأولى: إن الدولة التي لا تكون فيها السيادة لشرع الله وحده ولا يكون فيها السلطان للأمة من المؤكد أنها دولة ظلم وظلام وإن كثرت فيها المساجد وحفظة القرآن الكريم وعلا فيها صوت الآذان وصلى رئيسها بالناس في كل صلاة، فكيف بمصر وقد انخرط طغاتها علنا في الحرب على الإسلام وأهله، فمن المتوقع جدا أن يجتمع فيها الحاكم مع القاضي والسجان والطبيب الشرعي والإعلام والوسط السياسي على ظلم أي إنسان يكون تحت سلطانهم سواء أكان منافسا أم كان محاسبا حقيقيا لهم على أفعالهم وجرائمهم أم كان غيورا على دينه وأمته وبلاده أم كان عقبة تعيق السير في مخططاتهم...

 

الحقيقة الثانية: إن قوى الكفر والطغيان في الغرب والشرق وأذنابهم في بلادنا هم الذين يقفون في وجه ثورات الشعوب الإسلامية في البلاد العربية ويصرون على قتل تطلعاتهم وطموحاتهم في التغيير والنهضة والانعتاق من التبعية واستعادة السلطان، حتى لو أدى بهم ذلك إلى سفك الدماء وإزهاق الكثير من الأرواح من العوام والسياسيين وتدمير المدن والقرى فوق رؤوس أهلها، فهذه القوى التي أيدت الانقلاب في مصر على الرئيس مرسي وتعاملت مع منفذي الانقلاب علنا أو من تحت الطاولة هي نفسها التي تلغ في دماء المسلمين في سوريا للقضاء على ثورة أهل الشام وتثبت الطغاة فيها، وهي نفسها التي تغذي الاقتتال في اليمن وليبيا والسودان، وهي التي تخطط للاقتتال في الجزائر وغيرها...

 

الحقيقة الثالثة: إن الخطأ القاتل بل الخطيئة المؤذية هي ممارسة العمل السياسي في أي مكان وفق القواعد الديمقراطية العفنة أو وفق عقيدة ومفاهيم الرأسمالية الكافرة العقيمة التي يستثمرها المستعمر لإحكام سيطرته على العالم وفي رسم الواقع والمشهد السياسي في بلاد المسلمين بما يتناسب وخدمة مصالحه وأجنداته وأفكاره.

 

الحقيقة الرابعة: إن مسايرة الغرب الكافر والتشارك والتحالف والتعاون مع عملائه والعلمانيين جريمة، وجريمة أكبر عندما يكون ذلك على حساب العقيدة الإسلامية وما ينبثق عنها من أحكام شرعية في الحكم وغيره ولن تعود على الأمة الإسلامية إلا بالمصائب والويلات ومزيد من الشقاء وضنك العيش، ولن يقطف من قام بذلك ثمارا إلا غضباً من الله ومزيدا من التوهان والضياع وتسارعا في السقوط.

 

أما التساؤلات التي يثيرها مقتل (رأس هرم الإسلاميين المعتدلين) الرئيس مرسي أثناء محاكمته بعد ست سنوات من التعذيب والقهر على يد جلاوزة طغاة مصر وتعمُّد عدم رعايته صحيا وتركه لأكثر من عشرين دقيقة ملقى على الأرض في المحكمة فهي:

 

التساؤل الأول: الذي يجب أن يجيب عليه المسلمون في العالم وفي مصر خاصة: مسلسل إجرام طغاة مصر ونظامهم في حق المسلمين في مصر إلى أين سيصل ومتى وكيف يتوقف؟

 

التساؤل الثاني: هل أدرك (الإسلاميون المعتدلون) وأيقنوا أن التعاون والتحالف والتشارك السياسي مع أهل الغدر والخيانة العلمانيين وعملاء الغرب الكافر تحت ذريعة تحقيق المصالح لن يجنوا منه إلا الويلات والمصائب ومزيدا من الغدر ولن يدفعهم إلا لمزيد من التنازلات في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد؟

 

التساؤل الثالث: هل سيستفيد من أطلق عليهم مسمى الإسلاميين المعتدلين من التجربة المُرّة القاسية في مصر ويتخلون عن الأفكار والشعارات مثل فكرة أن الإسلام لم يحدد شكلا للدولة وطريقة في الحكم، أو مثل شعار الدولة المدنية بمرجعية إسلامية والمناداة بالديمقراطية أو القبول بعلمانية الدولة دون علمانية الأفراد، هذه الأفكار والشعارات التي تحرف الأمة الإسلامية عن العمل لمشروع نهضتها الحقيقي والشرعي والمتمثل بدولة الخلافة وفق الطريقة الشرعية التي سار عليها محمد صلى الله عليه وسلم والتي أيضا ثبت عقلا أنها الطريقة الناجعة الموصلة إلى الهدف وينحازوا إلى هذا الطريق؟ أم أنهم سيتجاهلونها ويذهبون إلى مزيد من التنسيق والتعاون والتحالف والتشارك مع العلمانيين وعملاء الغرب من أنظمة حكم وسياسيين في بلاد المسلمين تحت ذريعة تحقيق المصالح كما هو حاصل في المغرب وتونس وفي جانب من الثورة في سوريا؟ هل سيتخلون عن العقلية المصلحية التي تكسر كل القواعد الشرعية في العمل السياسي؟

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ممدوح أبو سوا قطيشات

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع