الخميس، 03 صَفر 1446هـ| 2024/08/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية

 

 

الخبر:

 

الصين تقلص من حيازتها لأذون وسندات الخزانة الأمريكية في الأشهر الأخيرة، وفي المقابل تقوم دول عربية بزيادة استثماراتها في هذه السندات.

 

التعليق:

 

تملك البنوك الأجنبية وصناديق الاستثمار قيما كبيرة جدا من سندات الخزينة الأمريكية، واعتُبرت الصين أهم مالك أجنبي لهذه السندات وبالتالي أكبر ممول للإنفاق العام في أمريكا، حيث وصلت حيازتها من تلك السندات في فترة ما إلى مستوى 1.130 تريليون دولار والاحتياط النقدي لها بالدولار بما يزيد عن 3 تريليون دولار.

 

بالعودة إلى الوراء إلى عام 2008م وحصول الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي كان سببها المديونية وارتفاع اليورو وكذلك العجز في الميزان التجاري وميزان المدفوعات - الذي أفقد المستثمرين الثقة في الاقتصاد الأمريكي، مما أدى إلى هبوط الدولار - لكن أمريكا التي ترى نفسها هي سيدة العالم لم تعالج الوضع بل استغلته سياسيا لتزيد من ابتزاز الدول التي لديها احتياطي من الدولار كبير، مثل بعض الدول الأوروبية والهند والصين وغيرها، وذلك بجعلها تقوم بتعويم بعض عملاتها وشراء الدولار بشكل متزايد محاولة منها للتقليل من انخفاضه.

 

ورغم كل ما قدمته الصين إلا أن أمريكا هاجمتها في قمة العشرين عام 2010م واتهمتها بأنها السبب في الاختلالات التجارية لأنها تبقي عملتها منخفضة.

 

مع أن الاقتصاد الصيني لا يولي أهمية للاستهلاك الداخلي في بلاده، بل يعتمد في تجارته إلى حد كبير على التصدير وبالدرجة الأولى للأسواق الأمريكية، وأيضا الاستثمارات المتبادلة معها، فالصين تابعة للسياسات الاقتصادية الأمريكية وسرعان ما تنفذ قراراتها الاقتصادية.

 

حافظت الصين على استقلاليتها كدولة كبرى إقليمية تعزز من نفوذها في منطقتها بالحفاظ على قوتها العسكرية والاقتصادية، إلا أنه بدأ يظهر عليها العمل السياسي الدولي ولو بنظرة اقتصادية، وهذا ما جعل أمريكا بعنجهيتها وغرورها وخاصة في زمن ترامب الذي لا يترك وسيلة مالية للابتزاز ولإهانة من يتعامل معهم إلا ويتخذها، فقد اتخذ أسلوب الحرب التجارية مع العديد من الدول ومنها الصين، فحظر استيراد العديد من الصناعات ورفع التعرفة الجمركية على صناعات ومواد أخرى، وبالمقابل صارت الصين تبادل أمريكا الأسلوب نفسه، ويبدو أن الصين مع تصاعد وتيرة الحرب التجارية، أرادت أن تعطي أمريكا درسا فبدأت تقلص من حيازتها لتلك السندات الأمريكية، لكن ترامب سرعان ما التفت إلى الدول العربية بحكامها العملاء الذين فتحوا البلاد وثرواتها أمامه ليأخذ منها ما يريد دون حساب ولا عتاب منهم، وإنما بتبجح وسوء أدب منه تجاههم وهم لا يملكون إلا السمع والطاعة له بذل وهوان حفاظا على كراسيهم المعوجة قوائمها.

 

وحسب ما جاء في تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية فقد بلغت استثمارات السعودية في السندات الأمريكية في أيار الماضي 179 مليار دولار، بزيادة قدرها 12 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر، أما الكويت فقد رفعت استثماراتها في تلك السندات إلى 41.3 مليار دولار، فحسبنا الله ونعم الوكيل، يسرقون أموال المسلمين ويقدمونها هدية لأكبر دولة عدوة للإسلام والأمة الإسلامية!

 

نسأل الله تعالى أن يكحل أعيننا برؤية دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وهي تقتص للمسلمين من هؤلاء الخونة العبيد للكفار.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله

آخر تعديل علىالثلاثاء, 23 تموز/يوليو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع