- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الجوع والفاقة هما نتيجة حتمية لتطبيق النظام الرأسمالي
الخبر:
تقرير أممي 820 مليون شخص جائع في العالم. (وكالة الأناضول 15/7/2019).
التعليق:
إن منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها عندما تنشر مثل هذه التقارير فليس القصد منها معالجة مشكلة الفقر والجوع في العالم، وإنما قصدها جني الأموال من المتبرعين لها لتنفقها بتنفيذ مخططات الدول الكبرى وعلى رأس هذه الدول أمريكا، فقد رأينا عياناً ما تفعله اليوم هذه المنظمات في اليمن وهذه الأعمال أكبر دليل على تنفيذ مخططات أمريكا الاستعمارية، فهذا هو القصد من نشر تقارير الأمم المتحدة وفروعها في هذا الجانب، والصحيح في هذه المشكلة أي مشكلة الفقر والجوع أن تبحث في النظام الذي يسوس العالم اليوم وكيفية توزيع الثروة على الناس، ولتوضيح ذلك نقول:
لم يدّع واضعو النظام الرأسمالي يوما أنهم سيعالجون مشكلة الفقر أو الجوع أو أي مشكلة إنسانية أساسية، وذلك أنهم عند بحثهم في المشكلة لم يبحثوا في سد حاجات الناس فردا فردا لإشباعها بنظام يكفل ذلك، وإنما بحثوا في السلع والخدمات بالنسبة للحاجات وقالوا هي المشكلة عند الإنسان، أي عدم كفاية السلع والخدمات لحاجات الإنسان المتجددة واللامحدودة هي المشكلة الاقتصادية للمجتمع، فكانت المشكلة عندهم هي الندرة النسبية بالنسبة للحاجات، والنتيجة الحتمية هي عدم إشباع الإنسان لحاجاته أو إشباعها إشباعا جزئيا فقط، ومن هنا رأوا معالجة المشكلة بزيادة الإنتاج فقط. وتوزيع الموارد على الحاجات الموجودة في البلد، لا على حاجات الناس فردا فردا لإشباعها، فلم يعيروا اهتماما للإنسان ولا لمشكلته ومعاناته فعمدوا إلى ما يسمى بزيادة الدخل الأهلي. وبعدها يبقى الناس دون رعاية أو عناية في اعتمادهم الخاطئ (زيادة الدخل الأهلي) الذي جعلوه مقياساً لفقر الناس أو غناهم، وبعدها تُركت الحرية للإنسان في التملك والعمل ليرفع مستوى الإنتاج والحيازة للثروة كل بحسب ما يملك من عوامل إنتاجها، سواء حصل الإشباع لجميع الناس فردا فردا أم لم يحصل، وهو خطأ وظلم أوقعهم في نتيجة حتمية وهي الفقر والجوع والمرض.
إن النظام الرأسمالي فاسد في عقيدته فصل الدين عن الحياة، أي فاسد في الأساس الذي قام عليه فما بالك في النظام نفسه الذي يسوس العالم اليوم، وما يعنينا في هذا التعليق هو أن النظام الرأسمالي يفتقد الكيفية في توزيع الثروة على الناس فردا فردا وترتب على ذلك أن جعلوا الثمن هو المنظم لتوزيع الثروة، أي أن من سنحت له الفرصة بعوامل إنتاج الثروة وحصل على ثمن حصل على ثروة ومنها إلى إشباع حاجاته، ومن لا يحصل على ثمن لا يحصل على ثروة، وبذلك كان الفقر والجوع والبطالة هو نتيجة حتمية للنظام الرأسمالي الذي يسوس العالم اليوم بقيادة أمريكا، ولا غرابة في ذلك فالواضع لهذا النظام هي عقول البشر وهي عاجزة ناقصة ومحتاجة. وهو آيل للسقوط في أي لحظة كما سقط النظام الشيوعي من قبله، ومن جراء تطبيقه سيبقى العالم في شقاء وتعاسة ما دام هذا النظام جاثماً على صدر البشرية، ولن يخرج العالم من شقائه وفساده إلا بنظام إلهي لأنه من خالق البشر فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى﴾ فهو الكفيل لأن يرعى العالم رعاية تضمن إشباع الحاجات الأساسية للناس فرداً فرداً ثم تمكينه من إشباع الحاجات الكمالية، ولن يتأتى لنا ذلك إلا بنظام الإسلام المنبثق من عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهو نظام الخلافة الذي ساس العالم أكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان، والذي يعمل له حزب التحرير، وقد تبنى في ذلك مشروعاً إسلاميا يخرج الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء من ضنك العيش وسوء الحال ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ: خالد الجندي – ولاية اليمن