- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا حكام آل سعود... علاجكم بالصدمة لن يفلح في ثني المسلمين عن مسجدهم الأقصى
الخبر:
دانت حكومة كيان يهود بشدة تعرض شبان فلسطينيين للناشط السعودي، محمد سعود، وطردهم إياه من باحات المسجد الأقصى خلال زيارته للقدس بدعوة من كيان يهود ولقائه أعضاء في الكنيست. (روسيا اليوم 2019/7/23م بتصرف)
التعليق:
لن نعلق هنا عن كون هذا "الناشط الإعلامي" يمثل جهة رسمية في السعودية أم لا، فسكوت الحكومة السعودية عنه وعن أمثاله وخصوصا في الفترة الأخيرة يضع الجميع أمام حقيقة لا شك فيها، وهي أن الحكومة السعودية تؤيد هذا التوجه وتسارع من خطواتها نحو التطبيع.
كما أننا لن نعلق على طريقة المقدسيين في التعامل مع مثل هذه المواقف، فهذا هو المعهود منهم ومن غيرتهم على المسجد الأقصى.
ولن نعلق على موقف حكومة الكيان الغاصب، فتعليقهم أقل من أن يؤثر أو يذكر في مثل هذا المشهد.
غير أن ما يستحق التعليق فعلا هو المحاولات المستميتة التي تنتهجها السعودية في ترسيخ هذه التوجهات في عقول المجتمع في بلاد الحرمين، محاولين بذلك رسم صورة نمطية جديدة لعلها تزيل من أذهان الناس الصورة الأصلية المحافظة والمتمسكة بحقوق المسلمين ومقدساتهم.
إن مواقف هذا "الناشط الإعلامي" أو "الاجتماعي" أو "الصحفي" أو "الحقوقي"، تكررت عدة مرات وعلى فترات متباعدة، وطبعا فإن الحكومة تجاه ذلك تصم أذنيها وتعمي عينيها وتخرس حتى عن التعليق، فلا استنكار من خارجية أو نفي من داخلية أو حتى توضيح من إعلام أو أي صوت من أي جهة رسمية أو حتى غير رسمية، في حين إنها وبكل أجهزتها تعتقل وتسجن وتحاكم وتحرم وتستنكر على كل من رفع شيئا من صوته في اتجاه غير اتجاهها والأدلة على ذلك كثيرة والتعليق عليها يطول، وهذا وكما ذكرنا سابقا ليس مستغربا.
لقد بدأت هذه الأصوات تخرج في الآونة الأخيرة عبر المنابر هنا وهناك، محاولة بكل مكر وخديعة أن تنتحل صوت الرأي العام وتمثيله زورا وبهتانا، فتحدث بذلك شرخا وسط هذا الرأي المتوحد، وذلك عبر صدمات متتالية بالسرعة ومتتابعة بالقوة، وهو ما يسميه البعض "العلاج بالصدمة" حتى ينقسم الرأي العام، فتوجد الحكومة لها بذلك قاعدة شعبية تعتمد عليها في تمرير مخططات التطبيع والاعتراف بكيان يهود.
إن الحكومة تحاول بذلك، تجاوز عشرات المحاولات الفاشلة السابقة، والتي كانت عبر عشرات السنين من التصريحات الخفية واللقاءت السرية وغير الرسمية لمسؤولين سعوديين رسميين وشخصيات سعودية اعتبارية وبالونات اختبار فارغة، والتي لم تعد عليهم بأي نتيجة، فما كان منهم إلا أن يستعملوا أساليب خبيثة جديدة، وذلك عبر تفعيل "النشطاء الاجتماعيين" من هنا وهناك، لعلهم بذلك يوجدون رأيا جديدا يساندهم أمام الناس.
إن الحكومة في هذه الأساليب الجديدة، قد غفلت عن حقائق راسخة في نفوس الناس وعقولهم، تلك الحقائق التي لا يمكن تجاوزها مهما حدث، وهي أن الأقصى حق للمسلمين، وأنه أخذ كما أخذ غيره من بلاد المسلمين بالقوة والاحتلال، وأن استعادة ذلك لا يكون إلا بالقوة وتجهيز الجيوش وتحريكها نحو هذه الكيانات الغاصبة.
إن السعودية في محاولاتها هذه كمن يمشي في حقل ألغام، فهي تضع نفسها أمام غضبة المسلمين ونارهم، فتكون بذلك كمن يمشي نحو نحره وهو يحسب أنه يحسن صنعا، وهو لا يدري متى يستفيق الناس عليه، أفلا يعلم هؤلاء الحكام أن الشعوب قد لفظتهم، بعد أن يئست منهم، وأنها توشك أن تبصق في وجوههم بعد أن تقتلعهم وتقتلع معهم كل نفوذ الاستعمار قديمه وحديثه، وتقيم حكم الإسلام مكانهم؟
إن الناس في بلاد الحرمين مثلهم مثل غيرهم من المسلمين في مختلف بقاع الأرض، يعرفون الحقيقة وليس من السهل خداعهم وتمرير المؤامرات عليهم، خصوصا وأنهم بدؤوا يدركون شيئا فشيئا أن مصيبتهم في حكامهم، وأن حل مشاكلهم لا يكون إلا عبر توحدهم واجتماع كلمتهم، وهو الأمر الذي لا يكون إلا عبر اقتلاع هؤلاء الحكام المتجبرين، واستبدال نظام الإسلام وحكمه بهم وبحكمهم، في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين