- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قمة مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية: حديث جديد عن العمل في أفريقيا
(مترجم)
الخبر:
تعقد القمة الاعتيادية التاسعة والثلاثون لرؤساء دول وحكومات مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، وقد عقدت اجتماعات ما قبل القمة في دار السلام، تنزانيا. بدأت الاجتماعات التي تسبق القمة منذ الخامس من آب/أغسطس وسيعقد اجتماع رؤساء الدول في الفترة من 17 إلى 18 آب/أغسطس 2019.
التعليق:
تشكلت مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية في عام 1980 كمؤتمر جنوب أفريقيا للتنسيق التنموي ثم تحول إلى مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية في عام 1992. وكان الهدف منها أن تكون بمثابة كتلة إقليمية للتكامل والقضاء على الفقر من خلال التنمية الاقتصادية وضمان السلام والأمن، لكن أيا من هذه الأهداف لم يتحقق.
تواجه بلدان مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية على الرغم من مرور سنوات عديدة على وجودها. تم تخفيض معظم نمو اقتصادات البلدان الأعضاء من البنك الدولي إلى 2.3 في المائة لعام 2018، مخفضة من 2.5 في المائة في عام 2017، و2.8 في المائة في عام 2019، لذلك ما بقي كان أقل من ثلاثة في المائة.
على كلٍّ فإن هذا النمو المنخفض يعكس الشك الاقتصادي المستمر، والذي يأتي بشكل متزايد من عدم استقرار الاقتصاد الكلي المحلي والدولي، بما في ذلك الديون، والتضخم، والعجز، والشك التنظيمي والهشاشة التي لها آثار سلبية واضحة على اقتصاداتها.
على الرغم من وجود هذه الموارد الوفيرة، فإن هذه البلدان لا تزال تحت الاستعمار الجديد للرأسماليين الغربيين وبخاصة أمريكا والصين. لذلك، لن يكون لديهم اقتصاد مستقر في ظل الرأسمالية.
كان الفقر هو التحدي الأكبر لجنوب الصحراء الأفريقية الكبرى التي توجد فيها معظم بلدان مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية. وتشير التقارير إلى أن الفقراء الذين يقطنون جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى من المتوقع أن يصلوا إلى حوالي 87 في المائة، وأن حوالي ثلاثة أرباع البلدان الـ 43 التي تزيد معدلات الفقر فيها عن 18 في المائة هم من جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، حيث يبلغ متوسط المعدلات 41 في المائة.
فشلت المجموعة في تحقيق الاستقرار الأمني في الدول الأعضاء والمنطقة ككل. إن عصابات الجريمة المنظمة والحروب الأهلية التي تغذيها في الغالب مصلحة الدول الرأسمالية قد أثرت على اقتصاداتها وعلى التماسك المجتمعي كذلك وألحقت الضرر بها. ومن خلال بروباغاندا الحرب على (الإرهاب)، تعرضت هذه الدول للتدخل العميق من المستعمرين وأجبروا على تعذيب وقتل رعاياهم من أجل الحصول على فساد قذر باسم الحرب على (الإرهاب).
كان الفشل حليفهم في تحقيق التنمية المستدامة، وبدلاً من ذلك، كان وجود أنظمة التعريفة، التي تحد من القومية والبنية التحتية السيئة للطرق، من بين أهم الركائز التي تعترض سبيل التنمية.
لقد أثبتت هذه المجموعة، شأنها شأن العديد من المجموعات الأخرى، فشلها، وتشارك الدول الأعضاء في خطط التعاون الاقتصادي الإقليمية الأخرى وخطط التعاون السياسي والأمني الإقليمية، فعلى سبيل المثال، انضمت كل من جنوب أفريقيا وبوتسوانا إلى الاتحاد الجمركي لأفريقيا الجنوبية، وتعد زامبيا جزءاً من سوق شرق وجنوب أفريقيا، وتنزانيا عضو في مجتمع شرق أفريقيا.
وفي الختام، فإن مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، شأنها شأن أي مجموعة إقليمية أخرى في القارة، لن تجلب تنمية حقيقية ولن تنقذ شعبها من الفقر المدقع، لأنها ليست سوى أدوات استعمارية جديدة للاستغلال.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد بيتوموا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا