- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كيفية حظر السلطة الفلسطينية أنشطة مجموعة المثليين في فلسطين
(مترجم)
الخبر:
خلال هذا الشهر (آب/أغسطس)، منعت السلطة الفلسطينية أي نشاط لتجمع المثليين الجنسيين المسمى "قوس"، ودعت للتواصل مع الشرطة والإبلاغ عن أي شخص له علاقة بهذا التجمع مع ضمان سرية المعلومات التي سيقدمها. (رام الله الإخباري).
ووفقا للمتحدث باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، فإن مثل هذه النشاطات تعتبر ضربا ومساسا في المثل والقيم العليا للمجتمع الفلسطيني.
وجاء في إعلان للقوس عن مخيم ليلي في نهاية الشهر الجاري أنه سيتيح مساحة لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما لاستكشاف التعددية الجنسية والجنسانية، وهو متاح للناس "من جميع أنحاء فلسطين"، بما في ذلك (إسرائيل)، دون الإشارة إلى المكان الذي سيقام فيه. (نيويورك تايمز).
التعليق:
كما يقول المثل "الخبر السيئ هو ترويج جيد"، إن النقاش العنيف الذي يحيط بالسلطة الفلسطينية حول جماعة القوس في فلسطين والسرية في التبليغ عن هؤلاء الأفراد والمؤيدين من أجل حماية "الثقافة والقيم الفلسطينية" آخذة في التسارع بشكل خاص في هذا الشهر آب/أغسطس على الرغم من بعض الادعاءات على وجود (القوس) منذ عام 2001. وتتم تغطية دولية من الصحف الأجنبية لهذا الموضوع، وتقوم وكالات أنباء عربية عدة بمتابعة وتحديث هذا الإعلان ببعض الفترات في التغطية الإخبارية التلفزيونية.
غالبية هذه الوكالات غاضبة ولكن ليس من هذه المجموعة بل من البيان العام الذي أصدرته السلطة الفلسطينية بحظر أي أنشطة لمجموعة القوس، مشيرة إلى القيود والهجمات على المثليين في العيش وفقا لأساليبهم في تعزيز حقوق الإنسان الخاصة بهم، وانقاد النقاش في ذلك أنه في فلسطين الحديثة يجب أن يكون هذا النوع من نمط الحياة مقبولا ونجرؤ على أن نقول ستكون محمية.
لكي تقدم السلطة الفلسطينية بياناً عاماً مع علمها الكامل بأن هذا سيسلط الضوء على مجموعة المثليين وسيتسبب في معرفة المزيد من الناس في فلسطين بها، وفعلهم هذا سيكون بعكس إعلانهم.
إن إظهار وكالات الأنباء لجماعة القوس في ضوء متعاطف ومظلوم لكي تتمكن من العزف على أوتار الحريات الليبرالية والحماية وهو بالضبط ما يتم دفعه، ويرجع ذلك إلى أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع أن تعترف فجأة وعلى الفور بهؤلاء الفاسقين وممارساتهم دون أن تعاني من ضجة عامة، لا سيما من جانب الوكالات الدولية، لذلك يجب أن تكون التصريحات والحملات القمعية مقدمة لتطبيع مجتمع الشعب الفلسطيني المحافظ إسلامياً ببطء لقبول ضغوط دعوات المجتمع الدولي للإصلاح في المجتمع الفلسطيني حيث يقوم علناً بقبول جميع أنواع القيم الليبرالية الغريبة عن الثقافة والمثل الإسلامية في أرض فلسطين المباركة، ويتعين على السلطة الفلسطينية أن تقوم بتدخل جريء من أجل "الامتثال للضغوط العامة" من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية، وقد يأتي ذلك في شكل ربط المعونة النقدية كنقطة ضغط، في حين إن القوانين ستقر على الشعب بشكل ملتو وتطبق عليهم، ويمكن استخلاص مثال من القانون السابق الذي يحظر بيع الأراضي لليهود والعقاب الشديد على بيع أي أرض من أراضي فلسطين لهم؛ وقد اعتُبر عملاً من أعمال الخيانة ويعاقب بقسوة ووصمة عار يواجهها المجتمع ليس فقط من جانب الفرد بل من جانب الأسرة ككل. لكن اليوم لم تعد السلطة الفلسطينية تعتبر يهود أعداء بل كجيران وبالتالي بيع أراضي فلسطين الثمينة لا يعاقب عليه قانوناً ولكن لا تزال وصمة العار باقية، وتحاول السلطة الفلسطينية ألا تتواجه مع هؤلاء الناس والحوادث لتجنب أن توصف بالخيانة والعمالة (مع أنها كذلك).
وهكذا بمثل هذه الضجة يأتي الفرض البطيء لـ"مجتمع المثليين" على أرض فلسطين المباركة مضيفاً المزيد من الرذيلة والحرام إلى الأراضي الإسلامية وخاصة في مركزها، ونرى التعتيم الإعلامي أو التغطية على أكثر الفعاليات المفيدة مثلا في فضح ممارسات وسياسات النظام وفي الأحداث في جميع أنحاء البلاد خاصة عندما يتعلق الأمر بتعتيم وسائل الإعلام على الاحتجاجات والمؤتمرات والمواقع لأنها ترفض الوضع الراهن، إن كل هذا مفهوم تماماً من الأنظمة التي تجعل وسائل الإعلام تُستخدم كقوة لينة للسيطرة على الجماهير واسترضاء الجماهير بشأن بعض القضايا التي تهدد وجود الأنظمة الحالية. أما فيما يتعلق بالفساد مثل المثلية الجنسية، فيتم دفعها إلى الجمهور للقراءة والاستفسار، ولا يتم إغلاق مواقعهم الإلكترونية كما هو الحال مع العديد من المواقع الإسلامية الأخرى وصفحات مواقع التواصل والمواقع الرسمية لحزب التحرير.
وقد يأتي مع الغضب العام الفضول، وتأتي المحرمات ببطء؛ يسلط الضوء، ويبدأ التسامح ومن ثم الاعتراف والقبول في نهاية المطاف، وليس مستبعدا أن تتضمن المناهج التعليمية مواضيع مثل هذه المواضيع كما نرى في البلدان الغربية التي تتضمن مثل هذه المواضيع الجنسية في مثل هذه السن المبكرة التي تجبر على الحضور ومعرفة مثل هذه المواضيع البذيئة، ويجري بالفعل تعميم الإعلانات من أجل التجمعات السرية والرحلات الليلية لمناقشة ونشر أعمالهم الفاسدة. حقا إننا في زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر