- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أزمة مبدأ وليست أزمة اقتصادية
الخبر:
يقول تقرير بوكالة بلومبيرغ الأمريكية إن بعض الدول استفادت من الأزمة بين الولايات المتحدة والصين، ويتساءل: ماذا لو كانت هناك هدنة للحرب التجارية بين الطرفين؟ ويوضح الكاتب أن الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين لا يزال قاسيا، وأن العلاقات التجارية التي استمرت لعقود بين الطرفين آخذة في التمزق، مما ينعكس على تباطؤ الاقتصاد العالمي واهتزاز مواقف الشركات والمستثمرين. (الجزيرة نت)
التعليق:
إن هذا الصراع هو نتاج طبيعي لما تراكم ونتج عن سيطرة أمريكا على الاقتصاد العالمي، والتحكم في مفرزاته، وسيطرة الدولار بأدوات حكومية دولية، فقد بدأت هذه الحرب التجارية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 آذار/ مارس 2018 عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة العام 1974.
وحتى اليوم نجد أمريكا المتجهة إلى التصعيد في العديد من الملفات الدولية والإقليمية تلجأ على المستوى الاقتصادي والتجاري إلى سياسة "عليّ وعلى أعدائي"، فيما الدول الملتزمة بهذا الاقتصاد الرأسمالي العولمي قد تكون أكبر الضحايا، وكما قال وزير التجارة في الصين تشوفغ شان: إنه لا يوجد فائزون في الحرب التجارية بين أمريكا والصين، ولكنها سوف تجلب كارثة للصين ولأمريكا والعالم بأسره.
يا أيها الناس! إن التدافع بين الحق والباطل هو سنة كونية، وقد تكون هذه الأزمة الاقتصادية التي أصلها ناجم من تطبيق النظام الرأسمالي الجشع القائم على الربا والاستغلال وهذا لإخفاق المبدأ الرأسمالي وكما نعلم أنه ترتب على هذا الإخفاق أزمات كأزمة 2008، ولكن الأزمة القادمة يقال إنها أزمة كبيرة جدا، يعني لا تقارن أزمة الـ2008 بها، وطبعا هذا بناء على معطيات، وليس بناء على تنبؤ.
هذا الربا الذي قال الله عز وجل فيه: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾.
وقد رأينا كيف محق الله عز وجل هذا الربا، ونتيجة هذه الإخفاقات والأزمات بدأ الخلاف يدب بين الشركاء، وإن هذه التراكمات سوف تدفع إلى انهيار اقتصادي عالمي يطال الجميع، وهذا بقدر ظاهره شر لكن لا بد منه حتى يرى العالم نتاج هذا الظلم... فالمبدأ الرأسمالي الذي يطبقه العالم وعلى رأسه أمريكا، عاجز أن يحل مشكلات البشر، لأنه مبدأ ونظام وضعي من وضع البشر، ولأن فكر الإنسان محدود وعاجز وناقص، وإن الحل البديل والوحيد لهذا العالم هو المنهج الرباني المتمثل في النظام الاقتصادي الإسلامي، وهذا النظام ينتج حلولاً لكل المشاكل الاقتصادية في الدولة ضمن المنظومة الإسلامية الكاملة في الحكم والسياسة الخارجية ونظام التعليم والنظام الاجتماعي ومن ثم النظام الاقتصادي، ذلك أن النظام الإسلامي بنية متكاملة الأركان، وليست بنية ترقيعية من كل واد عصا! ولهذا يمكننا القول إن الأزمة الاقتصادية الراهنة في العالم هي أزمة نظام، نعم هي أزمة نظام أثبت فشلا منقطع النظير، فيجب لفظه لفظ النواة ووضع الإسلام موضع التطبيق بشكل فوري انقلابي شامل. أفلا يكفينا قول المولى تبارك وتعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾؟!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي