- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا يصنع الكافرُ المستعمر من السفهاءِ والعملاءِ أبطالاً!
الخبر:
(تناقلت العديد من وسائل الإعلام خبر الانتصارات التي يحققها الحوثي ضد التحالف وعلى رأس التحالف السعودية. فقد أكد رئيس وفد حكومة صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، أن "استمرار العدوان أدى إلى نتائج على نحو عملية "نصر من الله"، وأنه لا خيار للعدو إلا وقف الحرب ورفع الحصار". وأوضح عبد السلام، في مداخلة هاتفية مع قناة "الميادين"، مساء أمس الأحد، أن "عملية نصر من الله جاءت بعد جهد كبير ومثلت صورة من نتائج الصمود الشعبي" (وفاق برس - الأخبار. 2019/09/30م)، وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين: أسرنا أكثر من 2000 من جنود العدو في المرحلة الأولى فقط كان من بينهم لواء بكامل عتاده وسلاحه. (الجزيرة مباشر، 2019/09/29م)
التعليق:
هكذا هو دأب الكافر المستعمر منذ حوالي قرن من الزمان عندما يريد تنصيب حكام على المسلمين يقوم بصناعتهم، فعلى سبيل المثال الإنجليز عندما أرادوا أن يصنعوا من المجرم مصطفى كمال بطلاً جعلوا المسلمين يصفقون له ويشبهونه بخالد بن الوليد، كان ذلك عبر معركة أنافورطه التي خاضها ضد الإنجليز عام 1915م وبعد أن استمرت المعركة عدة أشهر فجأة انسحبت القوات والسفن البحرية التابعة للإنجليز، وأخلوا المكان الذي احتلوه، وبهذا الانسحاب انتهت المعركة، وبعدها قدم مصطفى كمال تقريره عن المعركة فلمع نجمه وذاع صيته عند المسلمين وبذلك صارت له شهرة عظيمة في الجيش العثماني، وأحيطت هذه المعركة بدعاية واسعة واعتبرت انتصاراً باهراً على الإنجليز، وكان الإنجليز وراء نشر هذه الدعاية، ولما استتب له الأمر وأصبح محل ثقة الناس انقض على الإسلام وقطع رأسه بالقضاء على الخلافة وبعدها أصبحت الأمة شذر مذر.
واليوم وبعد صراع وحرب منذ 2015/03/26م بين أدوات الكافر المستعمر بريطانيا وأمريكا في اليمن، بدأت ملامح الحل السياسي تلوح خلف الكواليس، فكان لا بد لأمريكا أن تظهر عميلها الحوثي بأنه بطل وشجاع أمام أهل اليمن من أجل أن يلتفوا حوله، بحيث تظهره قويا يوازي قوات السعودية التي لم تستطع رد صواريخه المدعوم بها من إيران، والحقيقة التي لا تغيب أن هؤلاء الثلاثة إيران والسعودية والحوثي هم أدوات بيد أمريكا تحركهم متى شاءت وكيف شاءت، وقد بين حزب التحرير الرائد الذي لا ولن يكذب أهله في اليوم الثاني من انطلاقة عاصفة الحزم المشؤومة في 2015/03/27م في نشرته (وأخيراً تحركت طائرات الحكام العملاء... ولكن إلى أين؟ إلى قتل المسلمين لا إلى قتال الأعداء!)، بين فيها حقيقة الصراع وغاية هذه العاصفة.
إن حقيقة العملية التي يقوم بها الحوثيون، ما تسمى بعملية (نصر من الله)، ما هي إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وهذا هو عمل الكافر المستعمر مع أهل اليمن ما ظلوا يتبعونه، فأمريكا اليوم في اليمن تريد صناعة الحوثيين كما عملت بريطانيا على صناعة عملائها السابقين سواء علي صالح أو عبد ربه منصور هادي وأشياعهم وقد صنعتهم بطرق عديدة، وصدق الله العظيم: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾.
يا أهلنا في اليمن! إن الخير كل الخير في منهج الله سبحانه وتحكيم شرعه بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فدوسوا العملاء بأقدامكم فهم رأس الحربة للغرب الكافر، فلذلك ندعوكم، ففيها الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة ويكون للنصر حلاوة وأمان لا خوف وجوع وأزمات وحرمان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان المهاجري – ولاية اليمن