الخميس، 03 صَفر 1446هـ| 2024/08/08م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
دعوا الجاهلية فإنها منتنة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

دعوا الجاهلية فإنها منتنة
(مترجم)


الخبر:


انتحر طفل سوري يبلغ من العمر 9 أعوام يدعى وائل السعود، اعتاد العيش في حي كارتيبي في كوجاييلي، عن طريق شنق نفسه عند مدخل مقبرة. وتفيد التقارير بأن الطفل الصغير قد وُبخ من المعلم في اليوم نفسه، وبشكل عام تعرض للتخويف من طلاب آخرين لكونه سورياً.

 

التعليق:


إحدى عادات الجاهلية التي كانت سائدة في حياة الناس فترة بعثة النبي e، كانت العنصرية والقومية. جاء الإسلام ووضع حداً للأعمال العدائية التي نشأت عن الاختلافات العرقية في تلك الفترة "بجعل المسلمين إخوة في الدين"، ونهى عن ادعاء التفوق على أساس الهوية العرقية وحصرها في التقوى وحدها. قام الإسلام بإلغاء الخلافات العرقية في وحدة واحدة على شكل "العقيدة الإسلامية" وأرسى مفهوم الأخوة. إن إدراك مفهوم الأخوة في ظل الخلافة يسهل على المسلمين التفوق في حياة ناجحة لسنوات. وعندما أدرك الكفار أنهم لا يستطيعون هزيمة المسلمين في ساحات القتال، وضعوا مؤامراتهم الشريرة موضع التنفيذ وكانوا مقتنعين بأن الطريقة الوحيدة للانتصار على المسلمين هي تدمير دولة الخلافة، التي كانت تشكل الوحدة والقوة للمسلمين من خلال زرع بذور الفتنة وحقن سم القومية، وهكذا فعلوا. وللأسف نجحوا في تحقيق خططهم القذرة. وكانت النتيجة تفكك وحدة الأمة عن طريق تقسيم الدولة الواحدة إلى أكثر من 50 دويلة صغيرة عن طريق وضع الحدود المصطنعة لسايكس بيكو. وأعقب ذلك احتلال لبلادنا ونهب لثرواتنا، بالإضافة للمذابح الوحشية التي ارتكبوها ضدنا، وذلك بسبب أن الدرع الحامي للمسلمين قد تحطم.


إن انتحار الطفل السوري وائل السعود البالغ من العمر 9 سنوات هو في الواقع نتيجة لقصة لاجئ بدأ بالهجرة منذ تسع سنوات وانتهى به الأمر إلى الموت. اندلعت الثورة في سوريا قبل حوالي 9 سنوات. تعرض خلالها إخواننا وأخواتنا السوريون إلى مجازر كبيرة ودمرت منازلهم وممتلكاتهم والعديد من الأعمال الوحشية الأخرى، وتشتتت العديد من العائلات، وزاد عدد الأطفال اليتامى والنساء الأرامل الضعيفات. وأدت هذه المحن إلى هجرة إخواننا وأخواتنا للوصول إلى بيئة أكثر أماناً وسلاماً. وهكذا لجأ عدد منهم إلى تركيا. أُجبروا على ترك منازلهم وجثث أقاربهم، من أجل اللجوء إلينا. ومع ذلك، استمر ظلمهم واضطهادهم، ونهب منازلهم، حتى إنهم أصبحوا ضحايا للقتل، واستمرت عمليات القمع التي فروا منها إلى المرفأ الآمن الذي لجأوا إليه.


إذن من الذي يغذي الرأي العام المناهض لإخواننا وأخواتنا السوريين؟ بمعنى آخر، ما سبب العداء لهم؟ من الواضح أنها الدولة التركية وما تمارسه من سياسة قائمة على القومية تجاه اللاجئين.


نعم، لقد كشفت الانعكاسات السلبية لهذه السياسة القائمة على القومية والموقف القمعي للحكومة ووسائل الإعلام عن أنفسهم في المجتمع خلال فترة زمنية قصيرة للغاية. إن رعاية الرأي العام المناهض لسوريا قد مهدت الطريق لترحيل إخواننا وأخواتنا السوريين. إن المواقف العدائية ضد السوريين بين الشعب، والنظرات الحاقدة التي تعبر عن "ابتعد!" وسوء المعاملة قد ازدادت بشكل كبير. كما وظهرت أعمال وحشية، والتي استهدفت حتى النساء والرضع، وتم إلقاء اللوم على السوريين تحت اتهامات وتحيزات لا أساس لها، تلتها موجة من النهب لمنازلهم وإحراقها.


يعتبر انتحار الطفل وائل السعود آخر مثال على ذلك. تشير التقارير إلى أن وائل تعرض للتخويف من زملائه في المدرسة، ووبخه المعلم في يوم انتحاره. إذا كان هذا صحيحاً، فإن انتحار هذا الطفل ليس ببساطة حالة انتحار عادية، بل هو جريمة قتل مع معرفة مرتكبيها. هؤلاء الجناة، الذين قادوا طفلاً في التاسعة من عمره إلى الانتحار، هم القوميون العنصريون الذين يكرهون وجود مسلم من جنس آخر؛ والسياسيون القوميون، الذين يحرضون باستمرار على العداء والكراهية بتصريحاتهم المعادية لسوريا ومعاداة اللاجئين، وبعض المنظمات الإعلامية، التي لا تعرف حداً عندما يتعلق الأمر بمهاجمة الإسلام.


هذه خطيئة أولئك الذين يثيرون العنصرية. إنها ذنب أولئك الذين زرعوا مفاهيم العداوة بدلاً من الأخوة. إنها معصية أولئك الذين يسعون للحفاظ على روح سايكس بيكو بدلاً من روح الأمة. باختصار، هذه هي خطيئة أولئك الذين يريدون أن يغادر السوريون.


لقد حان الوقت لأن نصبح أنصار هذا القرن، أنصار مسلمي سوريا، الذين لجأوا هرباً من المعاناة والاضطهاد التي عاشوها. اليوم هو يوم أن نصبح مثل الأنصار، الذين احتضنوا رسول الله e خلال أوقاته الصعبة، والذين نصروه e ودينه بشرف وقوة.


في حديث رواه البخاري، يقول رسول الله e: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ».

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله إمام أوغلو

 

آخر تعديل علىالأحد, 13 تشرين الأول/أكتوبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع