- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جرائم الحرب الأمريكية تستدعي ضرورة القيام بتغيير رشيد
(مترجم)
الخبر:
على مر العامين الماضيين، زاد عدد المصابين المدنيين بشكل دراماتيكي نتيجة الغارات الليلية في أفغانستان. ومثل هذه الغارات تشنها الوحدة 01، والوحدة 02، والوحدة و03، والوحدة 04 و"قوة خوست للحماية ــ كاي بي إف"، والتي يظهر أنها تعمل تحت سلطة المديرية الوطنية الأفغانية للأمن (إن دي إس)، لكنها في الحقيقة تم تشكيلها، وتدريبها، وتسليحها، ومراقبتها من ال سي آي إيه، والتي قامت بتنفيذ أحكام إعدام دون أي أمر قضائي، إضافة إلى الإخفاء القسري وجرائم الحرب في مختلف أنحاء أفغانستان. وفي تقريرها الأخير ذي الخمسين صفحة، اتهمت منظمة حقوق الإنسان الوحدات التي تدعمها الـ سي آي إيه بارتكاب ممارسات غير إنسانية ووحشية، بما في ذلك قتل المدنيين خلال الغارات الليلية. ودعت منظمة حقوق الإنسان أمريكا والحكومة الأفغانية إلى تفكيك ونزع السلاح من تلك التي تدعى وحدات شبه عسكرية فورا، والتي تعمل خارج إطار قوات الأمن الأفغانية، وكما دعت الإدارة الأمريكية إلى التعاون مع التحقيقات المستقلة بخصوص تلك الادعاءات، بما في ذلك جرائم الحرب واضطهاد حقوق الإنسان.
التعليق:
أولا، إن جرائم الحرب التي ارتكبتها أمريكا والناتو وقواتهم شبه العسكرية في حق الشعب الأفغاني لم يتم تسجيلها والاهتمام بها من منظمات حقوق الإنسان لما يزيد عن الـ18 عاما الماضية. وذلك لأن معظم مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات العالمية خاضعة لسيطرة أمريكا والناتو وسياساتهم الخارجية، ويعملون كجزء من آلتهم الحربية. حيث إن الهدف هو أن يعملوا ككيانات خادعة ضد جرائم الحرب الأمريكية وحلفائها في معظم البلاد الإسلامية بهدف تبريد عواطف الشعوب من خلال نشر التقارير وانتقاد خطط الحرب والسياسة الأمريكية.
ثانيا، إن تاريخ الغرب، وخصوصا التاريخ الأمريكي، قائم بأكمله على مختلف الجرائم، في الوقت الذي يبدو وكأن الجرائم التي مارستها الدول الرأسمالية في أفغانستان أكثر أهمية في نظرهم من الجرائم التي ارتكبت في تاريخهم. لهذا كانوا دوما يركزون على استمرارية وتكثيف الحرب ضد الشعب. حتى وإن كان تحت مسمى جميل كالسلام، فقد مارسوا حربهم وخططهم المروّعة في بلادنا بأبشع صور ممكنة.
ثالثا، إن جرائم الغرب وخصوصا تلك التي تمارسها أمريكا لا يمكن اختصارها بمصطلح جرائم حرب فقط! فمنذ الرأسماليين والأيدولوجية الخبيثة للرأسمالية، فإن النظام الديمقراطي المتعطش للدماء بدأ بحكم العالم، والبشرية بأكملها، بما في ذلك الأمة الإسلامية، حيث تعرضت للاضطهاد والفقر والمجاعة والعقوبات والحروب والتهجير.
رابعا، لقد كنا واعين تماما للروايات المؤلمة عن الممارسات الإرهابية التي قامت بها أمريكا وقواتها الهمجية في كل جزء من أفغانستان، وكيف تمكنوا من إدخال السياسيين الأفغان وأتباعهم في ألعاب تافهة كالانتخابات، وعملية السلام، والصراع الإثني والطبقي والديني، كل هذا بهدف تضليل الرأي العام عن جرائمهم، ونهب ثروات البلاد.
إن تقرير منظمة حقوق الإنسان أضاف فعلا إلى قائمة الجرائم التي مارستها أمريكا وحلفاؤها وأذيالها؛ في الوقت الذي لا يرى فيه العالم المتحضر أي تغيير في مصير البشرية غير التسجيل وكتابة التقارير بأعداد الإصابات. فهؤلاء الذين دعوا أنفسهم بالأمم المتحضرة والمتطورة عليهم أن يخجلوا من أعمالهم الشنيعة لأن كل مضطهد وكل ضحية من ضحايا جرائمهم هي نفس بشرية، طفل وامرأة! وهم أنفسهم يدركون لماذا يُقتل المسلمون، وينفون ويهجّرون في بلادهم! لماذا لا يخاطبون أساس المشكلة، في الوقت الذي يجعلون دوما من الأسباب وبشكل مربك معقدة ولا يقومون سوى بإصدار التقارير والتوصيات؟ إنهم لا يملكون الإيمان، لهذا فإن وعيهم يصحو فقط عندما يتعلق الأمر بتهديد أفرادهم ومصالح أمتهم. إن هذا كله بسبب فُجور الرأسماليين ومكر المحتلين.
فهل علينا أن نقصر شكوانا لله سبحانه وتعالى من الجرائم التي يقترفها أعداء الإسلام؟ أم علينا أن نشكو أيضا تقصير حكام المسلمين في حماية الأمة الإسلامية، في الوقت الذي يساعدون فيه المحتلين الغربيين في تحقيق أهدافهم؟ أليس علينا حقا أن نستشعر الدور القوي للأمة الإسلامية في مثل هذه الحالات؟! أين هو ذلك القائد المسلم الذي عليه أن يتصرف بحزم ضد الممارسات الوحشية التي يمارسها أعداء الإسلام؟ هل كل حكام المسلمين في مكاتبهم لتأمين تحقيق الأجندة الأمريكية في الاغتيال والإرهاب والتلاعب بالأمة، أم أنهم هناك لحماية حكمهم بثمن دماء وثروة وكرامة المسلمين؟!
لهذا ليس من الكافي لوم أمريكا وحلفائها وأذيالهم من الحكام على استمرار هذا السيناريو من الإرهاب، بل أيضا أولئك الذين يملكون قلوبا وعقولا واعية عليهم أن يرفضوا بشكل كامل خطط الكفار، والتوقف عن التعاون معهم. في الحقيقة، عليهم أن يدركوا أيضا أن قضيتهم المصيرية، وصراعهم من أجل تحقيقها، وتطبيق حكم الله سبحانه هو من خلال إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فحينها فقط ستتعلم أمريكا وحلفاؤها وأذنابها من الحكام درسا تاريخيا حيا ينسيهم وساوس إبليس. وحينها ستكون الخلافة درعا حاميا للمسلمين في أفغانستان وغيرها من البلاد الإسلامية. «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (رواه مسلم)
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان