الأربعاء، 18 محرّم 1446هـ| 2024/07/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لبنان... أزمة حكم وحكام ونظام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لبنان... أزمة حكم وحكام ونظام

 


الخبر:


انتفض أهل لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019م حتى تاريخه في كل المناطق اللبنانية متجاوزين أحزابهم وطوائفهم وقياداتهم بشكل كبير أدهش القريب والبعيد.


التعليق:


هل المطالب المعيشية كانت هي السبب، أم الحكام الفاسدون الناهبون للبلد، أم نظام الحكم الطائفي العلماني، أم أن السبب يكمن في ذلك كله وفي هيمنة الغرب المستعمر قبل ذلك وبعده؟


إن الذي يحصل في لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019م من انتفاضة قوية في وجه جميع الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة من كل الأحزاب، وبخاصة الحاكمة منها، إنما يعبر عن مزيد من التراكمات التي حصلت منذ ما يسمى باتفاق الطائف عام 1989م والذي أرغمت فيه أمريكا جميع الفرقاء المتقاتلين على القبول به بالترغيب والترهيب مستعينة بحكام آل سعود لدفع الرشا، وبحافظ الأسد لتنفيذ هذا الاتفاق بكل الأشكال في لبنان، حيث قامت بدورها بإعطاء أمراء الحرب الأهلية مناصب وزارية ونيابية لتضمن إمساك البلد بواسطتهم، وهنا بدأ الفساد والسرقة للأموال العامة من هؤلاء الوزراء والرؤساء والنواب وغيرهم بالتعاون مع ضباط المخابرات السورية وبتغطية من الأسد الأب نفسه وحاشيته، وبغض نظرٍ من السيد الأمريكي الذي لم يكترث لما يحصل من نهب وسرقة للمال العام وللظلم والقهر والتوجيه والإذلال طالما أن هؤلاء الحكام يقومون بتنفيذ سياسة أمريكا ويمسكون بالشارع عن طريق أحزابهم التي خرجت من الحرب بشعارات عامة ومذهبية مقيتة وتحريض ممنهج حسب الحاجة والطلب. لقد تغاضت أمريكا عن كل هذا الظلم والفساد طالما أن هؤلاء الحكام العملاء كانوا يمسكون بالشارع ويسوقونه حيث تريد.


أما اليوم، وبعد أن انتفضت شعوب المنطقة بمعظمها في سوريا ومصر وليبيا واليمن وتونس والجزائر والسودان والعراق... وصلت الانتفاضة إلى أهل لبنان فوجدوا الفرصة مناسبة لمواجهة حكام طوائفهم الفاسدين وزال الخوف عنهم وزاد الوعي لديهم فكانت مناسبة صغيرة قصمت ظهر البعير لتكون انتفاضة 17 تشرين الأول حركة جارفة مزلزلة تعبر عن رفض أهل لبنان لكل السياسات منذ الطائف حتى الآن.


صحيح أن البعد الحياتي المطلبي كان هو الطاغي على مطالب الناس، ولكن لا يمكن فصل ذلك كله عن النظام الرأسمالي العلماني الطائفي العفن والذي كان أساس المشكلة في لبنان، والذي تحاول أمريكا أن توجهه بخبثها المعهود ليظن الناس بأن المشكلة هي في الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة فقط أو في النظام الطائفي فقط لأنها تستطيع إيجاد البدائل لعملائها الذين انتهت صلاحيتهم بالنسبة لها، ولكنها لا يمكن أن تقبل ببديل عن النظام الرأسمالي العلماني لسبب جوهري، ألا وهو كونه السد المنيع في وجه نظام الحكم في الإسلام.


لذلك ستبدأ بالترقيع والتجميل لنظامها الرأسمالي العلماني العفن للضحك على أهل لبنان كما حاولت من قبل في معظم البلدان المنتفضة لاستمرار سيطرتهم على الوضع في لبنان كما يظنون.


أمام هذه الحقائق نخاطب أهلنا في لبنان، مسلمين وغير مسلمين، أن الحل الجذري الوحيد للبنان هو الحل نفسه لكل المنطقة التي لا زالت تنتفض وتثور لتكون مرفوعة الرأس عزيزة كريمة، وهذا لن يكون إلا إذا عادت المنطقة إلى سابق عهدها، دولة واحدة جامعة تزيل الحدود وتطبق شرع الله على جميع الرعايا بعدل وإنصاف حافظة لهم دماءهم وأموالهم وأعراضهم وحقوقهم... ويحاسبون حكامها إن قصروا أو أساؤوا دون أن يكون لهم أية حصانة من المحاكمة والمحاسبة مهما علا شأنهم...


قد لا يصغي معظم أهلي في لبنان لما أقدمه لهم اليوم بكل صدق ومسؤولية، ولكن الواجب علي أن أنصح... وسيذكرونه بعد حين...

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2019م 23:44 تعليق

    اللهم خلافة راشدة تلم شعث المسلمين وتنشر العدل

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع