- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى المنتفضين في لبنان! احذروا من أن يُلجِئوكم إلى حمل السلاح ليقضوا على انتفاضتكم!
الخبر:
ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن "حزب الله وحركة أمل بدأت تطلق النار على المنتفضين وتشتبك معهم بالسلاح في وقت متأخر من يوم الاثنين 2019/11/25". وهذا يحدث لليلة الثانية. ونشرت محطة تلفزيون "إل بي سي آي" اللبنانية فيديو يظهر فيه إطلاق نار كثيف في محيط جسر الكولا ببيروت. وذكرت وسائل إعلام لبنانية أخرى قيام أنصار حزب الله وحركة أمل بإشعال النيران في خيم المعتصمين. كما تجوب بيروت دراجات نارية عليها أعلام حزب الله وحركة أمل.
التعليق:
إن كل ذلك ينذر بتحويل المظاهرات السلمية إلى اشتباكات مسلحة. وهذا ما يخطط له أتباع إيران وقرناء بشار أسد وداعموه وحلفاء أمريكا السريون إن لم تسكت الانتفاضة ويقف الحراك. بل هو ما تريده أمريكا وإيران، فتأمران هذه الأدوات بالقيام بهذه المهمة القذرة. إن هؤلاء الأتباع لا يخافون الله ولا يتقونه، فهم متعصبون مجرمون، وقد فعلوا الأفاعيل في سوريا، وها هم أمثالهم في العراق يفعلون مثل ذلك. إن أمريكا الشيطان الأكبر لا تسمح بسقوط النظام في لبنان كما لا تسمح بسقوطه في العراق. وأتباعها يتحكمون في البلدين وينفذون أوامرها مباشرة وعن طريق إيران. ولهذا يتحرك المسؤولون الأمريكيون فيزورون المنطقة. فقد قام نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس يوم 2019/11/23 بزيارة القاعدة الأمريكية في عين الأسد بالعراق لطمأنة الجنود الأمريكيين المرعوبين من الانتفاضة. حيث إن لدى الأمريكان عقدة الخوف بسبب الخسائر التي وقعت في صفوفهم من المقاومة في العراق منذ عدوانهم حتى إعلان خروجهم من العراق عام 2008 وما بعد ذلك، والناس في العراق رافضون لوجودهم.
إن أمريكا لم تسمح بسقوط النظام في سوريا فقام عميلها بشار أسد بإطلاق النار على المنتفضين والتعدي على حرماتهم وأعراضهم وأموالهم وسجن وتعذيب أبنائهم وبناتهم، حتى يستفزهم ويجبرهم على حمل السلاح والتصدي له ولأتباعه. وقد حمته بمختلف الوسائل. فتمكن العميل من تحويل الانتفاضة السلمية إلى حرب مسلحة على الشعب.
فالنظام السوري رأى أن الانتفاضة ستسقطه عندما يتعاطف معها الناس في الداخل والخارج ويصبح لها رأي عام لأن طابعها سلمي. ولهذا لجأ إلى جر الناس إلى استعمال السلاح للتصدي لجرائمه. وهذا ما يحصل في العراق، وحتى الآن لم يحمل الناس السلاح رغم سقوط المئات من الضحايا على أيدٍ تتبع أمريكا وإيران ولا تخاف الله، وكل همها استمرار الفساد الذي جاءت به أمريكا بعد احتلالها للعراق حتى تبقى تنهب وتسرق ثروات البلاد وهم يحرمون الناس من أبسط مقومات الحياة والعيش الكريم. وهذا ما يحدث في لبنان حيث إن أتباع إيران كل همهم استمرار الفساد الذي جلبته أمريكا بصياغتها لاتفاق الطائف وجعل الفرقاء يوقعون عليه.
ولا ننسى أن الانتفاضة هي ضد ميشيل عون رئيس الجمهورية وهو من أتباع إيران ويتبعه صهره، وهما من مؤيدي النظام السوري، وهم عملاء لأمريكا فمن مصلحتهم إسكات الانتفاضة السلمية بأي شكل من الأشكال، لأن هذه الانتفاضة تستهدفهم كما تستهدف كافة السياسيين والنظام السياسي الطائفي.
ويجب على الناس أن لا ينخدعوا بالحريري فهو ضمن منظومة الفساد ومنتفع منها وهو يسير مع الخط الثاني لأمريكا خط السعودية. فقام وأعلن الاستقالة ليعيد الثقة به حيث اهتزت، عندما أصبح تحت هيمنة أتباع إيران وتحت ضغوط السعودية التي أذلته. ويريد أن يعزز موقفه وموقعه أمام هذه الأطراف. فهو يستغل الانتفاضة من أجل ذلك.
وعلى ذلك، يجب أن يحذر الناس من أن يُجرّوا إلى استعمال السلاح، وأن يحافظوا على سلمية الانتفاضة، وأن يبحثوا عن قيادة سياسية واعية مخلصة تخاف الله، وتعمل لصالحهم، ولا تفرق بين أبناء الشعب على مختلف أعراقهم ومذاهبهم وأديانهم، ولديها الحلول من رب العالمين، وغير مرتبطة بأية قوة دولية أو إقليمية، فتلك القيادة هي حزب التحرير وهي منهم وبينهم فليثقوا بها ويلتفوا حولها، والله ناصرهم ومعينهم.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور