الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لبنان والتحركات الشعبية، إلى أين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لبنان والتحركات الشعبية، إلى أين؟

 

 

 

الخبر:

 

أعلن جبران باسيل أن حزبه لن يشارك في الحكومة الجديدة، وكذلك أعلن نصر الله اليوم ترجيح حكومة وحدة وطنية تشمل الحريري والتيار. والحريري مُصرّ على أن تكون الحكومة من خارج الطبقة السياسية الحاكمة سواء أكان هو على رأسها أم لا. فما الذي يحصل يا ترى؟

 

التعليق:

 

إن من يتابع الأحداث في لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019م حيث بدأت التحركات الشعبية ومتابعة ردات فعل الأحزاب السياسية الحاكمة والتي كانت مضطربة في البداية، لأنها كانت قوية ومفاجئة ومهددة لهم في مصالحهم وسياساتهم وكراسيهم التي شعروا باهتزازها من تحتهم كما لم يحصل مثله من قبل، مما جعلهم يصمتون بمعظمهم ويتخبط البعض في تقييم الأوضاع معتبرا ما حصل لا يعدو كونه مظاهرة حاشدة ولكن يمكن السيطرة عليها لاحتوائها، ولذلك وجدنا عدة محاولات فاشلة لإيقاف التحركات الشعبية هذه، تارة بالتهديد والوعيد، وتارة أخرى بالتلويح باستعمال بعض القوة المسموح بها، وتارة بالتلويح بالحرب الأهلية أو المذهبية المقيتة والتي يعرفون قبل غيرهم أن أسيادهم في أمريكا وأوروبا لا يريدون ذلك ولا يسمحون به.

 

وقد ظهر الاضطراب جليا عندما تكلم نصر الله بعد يومين من التحركات الشعبية معلنا اللاءات الثلاث: "لا لاستقالة الحكومة، ولا لاستقالة الرئيس، ولا لحل المجلس النيابي". وهذا دليل واضح على الإرباك والخوف، سرعان ما تترجم في كسر اللاء الأولى عندما استقال رئيس الحكومة سعد الحريري فزاد الأمر تعقيدا على من كان يظن أن الأمر ممسوك به، ويغلب على الظن أن استقالة الحريري وتمسكه بالشروط التي وضعها كانت بطلب من أمريكا وفرنسا للوصول عن طريقه في تهيئة الظروف لتغيير بعض الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة واستبدال طبقة جديدة غير معروفة الفساد بها بعد أن أصبحت غير مقبولة من الناس.

 

أما ما كان لافتا للانتباه منذ بداية التحركات الشعبية من وقوف الجيش بشكل واضح لحماية الشعب المتحرك رغم طلب معظم الحكام منه التدخل لقمع المتظاهرين ما عدا الحريري، فإنه يدل على علمه أن أمريكا هي صاحبة الشأن الأول في قرار الجيش. كذلك وجدنا أن الآخرين استوعبوا الأمر متأخرين عندما حاولوا التصدي للمتظاهرين بالقوة فوقف الجيش مانعا إياهم وأبلغهم أنه سيحمي الناس المتظاهرين ولن يسمح بالتعرض لهم، عندها وعندها فقط عرف الحزب والحركة والرئيس عون أن أمريكا هي التي أمرت الجيش.

 

والآن وبعد ما يقرب من الشهرين على التحركات الشعبية نجد أن الأمور تتجه نحو حكومة من غير الوجوه السياسية الحاكمة الفاسدة والمعروفة سواء أكانت برئاسة الحريري أم بدونه، وهذا يبدو واضحا من خلال طلبات بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، أو من الدول الداعمة للبنان والتي أعربت صراحة عن ذلك منذ يومين في فرنسا.

 

أما عن الأزمة المالية والاقتصادية فالظن هو أن أمريكا هي التي تتحكم بها وتريدها من أجل فرض سياستها على الطبقة السياسية وعلى الشعب المنتفض على السواء.

 

أمام كل هذا الواقع الفاسد المؤلم لا بد من طرح سؤال على الجميع: كيف تقبلون بأن تفرض عليكم أمريكا ما يجب عمله في لبنان؟! وإذا قبل بذلك الحكام، فكيف يرضى الشعب المنتفض؟!

 

والجواب واضح لكل واع مخلص... لا أمل من الحكام المحكومين من الغرب، بل الأمل بالناس المنتفضة باعتبارها جزءا من تحركات الأمة التي بدأت منذ 2011 ضد الحكام والأنظمة تتلمس مبدأها ليقودها في الحياة، وهذا بالذات هو الذي يخيف الغرب وعلى رأسه أمريكا ولذلك تحاول فعل كل شيء لتأخيره، ولكن الله بالغ أمره ولو كره الكافرون، نسأله تعالى أن يجعلنا من جنوده في تحقيق أمره عاجلا بإذن الله. ولكن هذا يحتاج إلى همة الرجال الرجال من المخلصين الواعين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جابر

رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالأحد, 15 كانون الأول/ديسمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع