- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
المسلمون كغثاء السيل بغياب الخليفة الراشد، ولا عزة لهم إلا بكيان ودولة
الخبر:
أفادت إحصاءات رسمية بأن الإسلام هو أسرع الأديان انتشارا في إنجلترا، وذلك من خلال تزايد عدد المسلمين مقابل التراجع في أعداد المسيحيين. ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية الجمعة، عن مكتب الإحصاء الوطني (حكومي)، أن عدد المسلمين تجاوز ثلاثة ملايين شخص للمرة الأولى. (الجزيرة)
التعليق:
لقد ميّز الله سبحانه وتعالى رسالةَ الإسلام بأن جعلها عامّة للعالم أجمع، وميّز الأمّةَ الإسلاميّة بأن جعلها ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، تعيش وفق عقيدةٍ واحدة وتحت رايةٍ واحدةٍ وحاكمٍ واحدٍ وتحمل رسالةَ الإسلام للشعوب الأخرى لتصهرها في بوتقة العقيدة الإسلامية. وقد سار الصحابة الكرام والمسلمون من بعدهم على هذا النهج الذي علمهم إياه رسولهم الكريم r فحملوا رسالة الإسلام إلى الدنيا بأجمعِها عن طريق الدعوة والجهاد، حتى مكّن الله لهم في الأرض، وأصبحوا سادة الدنيا، شهداء على الناس، قوّامين عليهم. وبقي حال الأمة ثلاثة عشر قرناً في عزة وتمكين، تحتل مركز الصدارة بين الأمم في ظل دولة الخلافة، تنشر الإسلام وتطبقه عقيدةً ونظاماً حتى وصل الإسلام إلى أرمينيا وتخوم الصين والهند والسند وسمرقند وفتحت #القسطنطينية "إسطنبول" وتحقُّقت بشرى رسول الله r بفتحها وحوصرت فينا عاصمة إمبراطورية النمسا والمجر، ودخل الناس في دين الله أفواجا وكان الإسلام بحق رحمةً ونوراً للعالمين.
إن ازدياد عدد المسلمين اليوم في العالم وفي أوروبا بوجه خاص يحدث في وقت يواصل فيه الغرب الكافر شن هجوم لا هوادة فيه ضد الإسلام والمسلمين، وباتت العديد من دول أوروبا تمارس التمييز ضد المسلمين وتمنع الممارسات الإسلامية خاصة لبس الخمار والأذان وختان الأولاد وتقديم وجبات الطعام الحلال في المدارس، مما يؤكد أن العقيدة الإسلامية التي تتفق مع عقل الإنسان وفطرته في كل زمان ومكان هي عقيدة حية لا يمكن أن تهزمها الرأسمالية الشريرة التي تقود العالم إلى الهاوية بعقيدتها النفعية العلمانية وقيمها البهيمية الفاسدة. إلا أنّ كثرة العدد بدون كيان ودولة لا تغني عن المسلمين شيئا ولا تخرج الأمة من وضع التفكك والتشرذم والضعف الذي هي فيه بعد هدم خلافتها وغياب إمامها الجنة الذي يتقى به. فالهند مثلا رغم أنها الدولة الأولى في العالم من حيث أعداد المسلمين حيث يبلغ عدد المسلمين فيها وحدها من 400 مليون إلى 500 مليون وفقا لإحصائيات غير رسمية، يواجه المسلمون هناك اضطهادا شرسا، وهناك الآن قانون جنسية جديد يميز ضد المسلمين ويجرد الملايين منهم من جنسيتهم مما سيعرضهم للتهجير والطرد كما يحدث لمسلمي الروهينجا في ميانمار.
وحال المسلمين اليوم في بقية أنحاء العالم لا تخفى على أحد؛ قتلٌ وتشريدٌ وحروبٌ لا تنتهي، ونهبٌ لخيرات الأمة واستباحة لبيضتها وتدنيسٌ لمقدساتها وانتهاكٌ لأعراضها، وذلٌ واستعبادٌ وخضوعٌ لنفوذ الغرب الكافر.
إننا رغم كل هذه الأحوال السيئة التي تعيشها الأمة إلا أننا على يقين من أن الأمة على أعتاب استعادة وضعها الطبيعي وتحقيق بشرى رسولنا الكريم r بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تنفذ أفكار الإسلام وتطبق نظامه في واقع الحياة ليعيش المسلمون حياة إسلامية ويُدفعُ عنهم الظلم الذي لحق بهم نتيجة غيابها. وستعود الأمة بإذن ربها عزيزة قوية لا يستهان بها، فتحقق بشارات رسول الله r بتحرير قدسها من دنس يهود، وتدك حصون الغرب الكافر، فتفتح روما مصداقاً لبشرى رسول الله r بفتحها كما فتحت أختها #القسطنطينية من قبل، ويومئذ تَدخل شعوب أوروبا في دين الله أفواجا لا أفرادا، وتُنقل البشرية جمعاء من حالة الشقاء وظلمات العلمانية إلى نور الإسلام والسعادة في الدارين.
﴿هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَى وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد
#فتح_القسطنطينية