الثلاثاء، 01 صَفر 1446هـ| 2024/08/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اللاجئون غير مرحب بهم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اللاجئون غير مرحب بهم

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أصدر مركز الهجرة والدراسات الحضرية في جامعة بهجيشهر في إسطنبول تقريراً يسلط الضوء على التحديات الإنسانية والاقتصادية الطويلة الأمد التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا.

 

كما هو الحال في العديد من البلدان التي بها عدد كبير من اللاجئين، كان هناك توتر مستمر بين المقيمين والمهاجرين لسنوات، والحياة تزداد صعوبة بالنسبة للاجئين. في هاتاي، التي التجأ إليها حوالي 439000 سوري - تقريبا ثلث إجمالي عدد سكان المدينة - تصل الموارد النادرة فيها بالفعل إلى نقطة الانهيار، مما أدى إلى ظهور المشاعر السلبية تجاه اللاجئين. (عرب نيوز)

 

التعليق:

 

عندما يهرب شخص من الحرب والدمار إلى أرض ما ويسعى لمستقبل أفضل، تكون الوطنية والقومية هي المحدد الأول لوضعه فيها، وهو الأساس الذي يقوم عليه مجرى حياته في البلاد التي هربوا إليها. ففي النظام الرأسمالي الحدود الوطنية هي الانتماء لأرض ما، ولكن الإسلام من ناحية أخرى يقدم لنا مفهوم الأمة كوحدة واحدة. وفي وقتنا الحالي حتى إذا هاجر مسلم إلى بلاد إسلامية أخرى، فإن الإطار العام المهيمن يدعم التفكير الرأسمالي في شؤون الحياة، في القضايا السياسية، والمشاكل الاقتصادية، والشؤون الخارجية ينظر إليها برأسمالية علمانية، ويحصر الإسلام في بعض الجوانب والأمور الاجتماعية والأخلاقية فقط. إذن الأمة فكرة نتمسك بها، ولكن بالمعنى العملي لا يمكننا التعامل مع الآخرين من هذا المنطلق. نحن نحبس هذه الفكرة ونطالب بها. تسمح لنا رابطة الأخوة بمساعدة الآخرين، ولكن عندما لا يتم تطبيق الإسلام ككل، فإننا نفشل في تحديد الإخفاقات المنهجية التي هي مصدر المشاكل الاقتصادية. والصعوبات الاقتصادية الناجمة هي نتيجة للنظام القائم، وبدلاً من فحص الأسباب الجذرية، من السهل إلقاء اللوم على اللاجئين أو "الغرباء".

 

الدول التي تستخدم سياسات وقوانين رأسمالية علمانية ستفشل في مراعاة جميع الناس لأن هذا النظام يميز فئة ويهمش أخرى بطبيعته. ويعاني المهاجرون في البلدان تلك التي تكون فيها فكرة الدولة القومية فكرة سائدة، وهذا يشكل رد فعل عكسي دائماً لمصالح اللاجئين عندما تكون هناك مشاكل داخلية لا تشكك بصحة النظام القائم وأضراره.

 

يلبي النظام الإسلامي للشخص الذي يعيش في الدولة ويحمل تابعيتها جميع حقوقه، بغض النظر عن المكان الذي جاء منه، فالحدود ليست ثابتة وأولئك الذين يأتون لا يعتبرون مهاجرين أو لاجئين والأحكام الإسلامية والتاريخ الإسلامي يشهدان على كيفية تحقيق الانسجام هذا عند تطبيق الإسلام.

 

اليوم لا يمكن للمسلمين أن يحصلوا على ملجأ حقيقي في بلاد إسلامية أخرى بسبب الحدود الوطنية والهوية غير الإسلامية. عندما تحتضن الدولة الأمة كفكرة كاملة وكلية تأتي من العقيدة نفسها التي يطبقها النظام الإسلامي، سنرى أنه يمكن للمسلمين العيش مع المسلمين الآخرين في وئام حقيقي، وأن مساعدة أولئك الذين يعانون من الشقاء لن تعتبر خدمة بل واجباً.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نادية رحمان

آخر تعديل علىالأربعاء, 03 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع