الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مؤتمر المانحين في السعودية، فشل أم تآمر وخذلان؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مؤتمر المانحين في السعودية، فشل أم تآمر وخذلان؟!

 

 

 

الخبر:

 

حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي - في تصريح للجزيرة - من أن العد التنازلي بدأ لوقف العديد من برامج الأمم المتحدة في اليمن، بعد فشل مؤتمر المانحين الذي نظمته السعودية ورعته الأمم المتحدة وبمشاركة أكثر من 130 دولة ومؤسسة دولية مانحة، في جمع التمويل المطلوب لتلبية احتياجات اليمن الإنسانية خلال الأشهر المقبلة. وتعهدت السعودية بأن تدفع 500 مليون دولار، وهي أكبر مساهمة تم التعهد بها، في حين إن الإمارات لم تعلن عن أي مساهمة من جانبها.

 

وأكّد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن المملكة حريصة على دعم الجهود كافة التي تبذلها الأمم المتحدة للوصول إلى الحل السياسي المستدام للأزمة اليمنية، وناشد ابن فرحان المجتمع الدولي لممارسة الضغوط كافة على المليشيات الحوثية للسماح لموظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بالوصول لموقع خزان النفط العائم (صافر) الذي به أكثر من مليون برميل، والمهدد بالانفجار منذ سيطرتهم على ميناء الحديدة في 2015. (الخليج أونلاين + الجزيرة)

 

التعليق:

 

إن فشل ما يزيد على 130 جهة شاركت في هذا المؤتمر، منها 66 دولة، في توفير 2.41 مليار دولار لتغطية المساعدات الأساسية للشعب المسلم في اليمن الذي يعاني ما يعانيه من أزمات وكوارث، دليل على عدم اكتراث هذه الجهات بمعاناة أهل الإيمان والحكمة ولا تريد الخير لهم، فهذه الجهات المانحة ليست فاعل خير كما تدعى بل هي نفسها سبب الصراع الرئيس والنزاع في اليمن، هانت عليها دماء المسلمين، وهي أدوات بيد الغرب الكافر تنفذ مخططاته وتسير وفق سياساته. فها هي السعودية تتاجر بمعاناة أهل اليمن بشيء من الفتات وتسوق للحل السياسي الذي يكرس الاستعمار في اليمن وتدعو إلى تسخير خزائن النفط فيها للأمم المتحدة المجرمة لتنهب منها ما تشاء. ولو كان للنظام السعودي أدنى قدر من الحرص على قضايا المسلمين لما أهدر مئات المليارات من أموال المسلمين في صفقات ومشاريع مشبوهة لا تخدم سوى الكافر المستعمر، بل والأعظم من ذلك لَما أنفق تلك الأموال الطائلة في الحرب الطاحنة التي أدت إلى سفك دماء الأبرياء وغرق اليمن في مستنقع الفقر وتفشي الأوبئة والأمراض والكوارث الاقتصادية خدمة للصراع الأنجلو أمريكي في اليمن.

 

إن تحذيرات الأمم المتحدة من توقف برامجها الإنسانية في اليمن وتهديد الناس بالمجاعة والهلاك وتفشي الأوبئة والأمراض، في حال لم يتوفر التمويل المطلوب لمجابهة الأزمات التي يمر بها هذا البلد، ليس من باب الحرص على أهل اليمن المسلمين، فالأمم المتحدة ذات تاريخ إجرامي حافل بالحقد الدفين ضد الإسلام والمسلمين لا تهمها الأرواح التي تزهق ولا أن يصاب أهل اليمن جميعهم بالأمراض والأوبئة أو يفتك بهم الجوع، فهي تتآمر على أهل اليمن وتقتات من معاناتهم ولا يهمها إلا تحقيق مصالح الدول الاستعمارية الكبرى وخاصة أمريكا وبريطانيا وترسيخ وجودها في بلاد المسلمين لنهب ثرواتها ومقدراتها.

 

فهذه ليست المرة الأولى التي تُعقد فيها المؤتمرات الدولية المانحة لليمن، فقد عقدت مؤتمرات مماثلة سابقة قبل وبعد اندلاع الصراع الأنجلو أمريكي في اليمن الذي تعمل لخدمته كل من الإمارات والسعودية وأدواتهما المحلية، ذلك الصراع الذي أهلك الحرث والنسل ولم يجن الناس منه إلا الهلاك والجوع والنزوح. ورغم تكرار هذه المؤتمرات وتقديم الدول "المانحة" التعهدات بتقديم المال والمساعدات فإن أهل اليمن لا يصل إليهم من تلك المساعدات إلا الفتات ولا يلمسون من تلك المؤتمرات سوى المزيد من أزمات وكوارث في جميع المستويات.

 

فإلى المانحين المشاركين في هذا المؤتمر: أوقفوا الحرب التي أشعلتموها في اليمن والتي وقودها الآلاف من أبناء اليمن المسلمين الذين لا ذنب لهم ولا جرم، وكفوا أيديكم عن ثرواتها، واحتفظوا بفتات أموالكم المسمومة، فإن انتشال اليمن من الواقع السيئ الذي يعيشه لا يكون عبر مؤتمرات مانحين هم أعداء لها وما ترميه لهم من فتات خدمة لمخططات الدول الاستعمارية الغربية، بل يكون بحل جذري يقطع يد الغرب الكافر وأدواته وبقيادة إسلامية حقيقية ترعى شؤون الناس بأحكام الإسلام.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع