- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من يحمي من؟ إيران تحمي النووي أم النووي من يحمي إيران؟
الخبر:
على أطراف الصحراء في إقليم خراسان بشمال شرق إيران، يقع مجمع لإنتاج الألومنيوم هللت له الحكومة على الملأ باعتباره جزءا أساسيا في مساعيها لزيادة الإنتاج من هذا المعدن.
غير أن هذا الموقع الذي لا يبعد كثيرا عن مدينة "جاجرم"، يضم أيضا منشأة سرية أقامها الحرس الثوري الإيراني تنتج مسحوق الألومنيوم لاستخدامه في برنامج إيران الصاروخي، وفقا لما قاله مسؤول سابق في الحكومة الإيرانية وأيدته وثائق اطلعت عليها رويترز.
ويستخلص مسحوق الألومنيوم من "البوكسيت" ويعد مكونا رئيسيا في صناعة وسائل الدفع التي تعمل بالوقود الصلب لإطلاق الصواريخ.
وقال المسؤول السابق ويدعى أمير مقدم إن إيران بدأت إنتاج المسحوق للاستخدام العسكري قبل أكثر من خمس سنوات.
وكان مقدم رئيسا للعلاقات العامة ومندوب الشؤون البرلمانية في مكتب نائب الرئيس للشؤون التنفيذية، وهو المكتب الذي كان يشرف في ذلك الوقت على بعض السياسات الاقتصادية.
وقال إنه زار المنشأة غير المعروفة مرتين وإن الإنتاج كان مستمرا عندما رحل عن إيران إلى فرنسا في عام 2018. (الجزيرة نت)
التعليق:
الذي يبدو هو أن مسلسل الدجل العالمي والإيراني حول الملف النووي جارٍ على قدم وساق منذ أكثر من عقد من الزمان؛ فمرة يعظّم الأمر لدرجة أنك تظن بأن إيران تكتّل السلاح النووي فتصبح مهددة الكرة الأرضية بكاملها وخصوصا أمريكا وكيان يهود، وتارة تشعر بأن الذي يقف وراء إغلاق الملف النووي الإيراني كله هو أمريكا نفسها.
والحقيقة أن هذا الملف النووي والتخصيب قد أصبح عبئا على إيران أكثر من أن يكون مفيدا لها ولشعبها. بل قد أصبح حصان طروادة الذي عن طريقه ينفذ أي عدو متربص بإيران. حتى صار المتابع يعي بأن إيران هي من تحمي هذا المفاعل وليس العكس. ولربما أن قسماً كبيراً من سياسيي إيران يدركون أن أمريكا تستخدم الملف النووي الإيراني لتربط سياسة إيران الخارجية بإرادة أمريكا بإحكام، والذي يدل على ذلك هو انسحاب أمريكا من الاتفاق الذي تم قبل سنين مع أن إيران طبقت بنود الاتفاق بحذافيره ولكن أمريكا لا تريد لهذا الملف أن يغلق ولذا انسحبت منه.
إن حكام إيران يدركون أن إيران تسير في فلك أمريكا لدرجة أنها لا تكاد تنعتق في شيء ما في سياستها الخارجية عن أمريكا، بل يدركون أن أمريكا لا تشكر لهم هذا، وما مقتل سليماني وصحبه على يد أمريكا مؤخرا إلا إهانة بالغة للنظام الإيراني رغم استماتته ومنذ عقدين لتسهيل احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان بتصريحات رفسنجاني وغيره من قادة إيران.
إن الناظر المدقق يجد أن نظام الملالي قد ربط إيران ومصالحها بمصالح أمريكا منذ مجيء الخميني بثورته، وما العداء الإعلامي بين الطرفين إلا تضليل لما تسير عليه الأمور خلف الكواليس وفي الواقع أيضا. ومن ناحية أخرى فإن الأصل في السلاح النووي أن يكون لردع الأعداء لا أن يكون مطية لتدخلهم في شؤون البلاد والعباد!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح