الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
فرنسا تشتاط غضباً من التدخل التركي في ليبيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فرنسا تشتاط غضباً من التدخل التركي في ليبيا

 

 

 

الخبر:

 

رويترز 2020/6/29 - اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا يوم الاثنين بتوريد الجهاديين إلى ليبيا بكثافة واصفا تدخل أنقرة بأنه "إجرامي" في تصعيد كبير لحدة التوتر بين البلدين بسبب الأزمة الليبية.

 

التعليق:

 

في الوقت الذي تخف فيه بشكل متزايد قيمة البلدان الإسلامية على الساحة الدولية لأن هذه البلدان يحكمها حكام عملاء أو تابعون لأمريكا تارةً ولبعض البلدان الأوروبية تارةً أخرى فإن الدول الكافرة الكبرى تستأسد ضد أي تدخل لبلد إسلامي حتى في المنطقة الإسلامية.

 

وبخصوص ليبيا فإن الساحة الليبية كانت منقسمة بين عملاء أوروبا الذين تمثلهم حكومة السراج والبعض في برلمان طبرق وبين عملاء أمريكا الذين كان يمثلهم حفتر المدعوم من عميل أمريكا السيسي، فكانت أوروبا تقدم مساعداتها الحقيقية لحكومة طرابلس فيما يتظاهر البعض كفرنسا بدعم حفتر ذراً للرماد في العيون. لكن التدخل التركي في السنة الأخيرة في الأزمة الليبية والذي جر معه تدخلاً روسيا غير معلن رسمياً وتمثله مجموعة "فاغنر" الروسية قد زاد في تعقيد الأزمة الليبية، وهدد بتحويل المسرح الليبي إلى مسرح شبيه بالساحة السورية الذي اقتسمته روسيا وتركيا، فكان لأمريكا ما أرادت من احتواء تركيا للثوار السوريين وحفاظ روسيا على حكومة بشار من السقوط.

 

واليوم ومع زيادة التنسيق الروسي التركي بخصوص ليبيا فإن فرنسا ومعها الدول الأوروبية تتخوف بقوة من أن تفقد تأثيرها في ليبيا لصالح أمريكا عن طريق لعبة الدعم التركي للسراج والدعم الروسي لحفتر، لذلك فإن فرنسا تشتاط غضباً من تدخل الرئيس التركي أردوغان مع علمها الكامل بأن هذا التدخل إنما يعمل في نهاية المطاف لصالح النفوذ الأمريكي ضد النفوذ الأوروبي.

 

وعلى الرغم من هذه الصورة للتدخل التركي إلا أن الدول الاستعمارية لا تطيق سماع صوت تركيا في المسرح السياسي الإقليمي، فالانتقادات الفرنسية لتركيا كانت بلهجة تجريم تركيا، بينما كانت مخففة بخصوص التدخل الروسي، مع أن مسرح التدخل هو بلد إسلامي ليبيا وليس في قلب القارة الأوروبية.

 

وفرنسا التي تتدخل بجيوشها في الساحل الأفريقي وتفرض سياستها عبر عملائها وعبر قوتها العسكرية فإنها لا تسمح بأي تقدم لبلد إسلامي للتدخل الإقليمي، اللهم إلا إذا كان مدفوعاً منها لخدمة مصالحها، وهي وإن كانت تعلم بأن تركيا إنما تعمل لصالح أمريكا وليس لصالح تركيا ولكنها ربما تتخوف من نمو متواصل للدور التركي في ظل زيادة تركيز أمريكا جهودها وجيوشها حول الصين.

 

ولنا أن نتخيل عظم الدور الذي يمكن لتركيا أن تلعبه لصالحها ولصالح المسلمين بما تمثله من ثقل لو كان حكامها مخلصين لدينهم وأمتهم، ولكنهم بدلاً من ذلك يحولون هذه الطاقة الكبيرة إلى سند لأمريكا، فها هو التدخل التركي في سوريا إنما انتهى بمنع الثوار بالقوة من إطلاق النار على قوات بشار تحت ذريعة الاتفاقيات التركية الروسية، أي أنه انتهى إلى تأمين حكم بشار بانتظار الحل السياسي الأمريكي للأزمة السورية، وكأن حكام تركيا لا يجدون في أنفسهم ثقةً ليعملوا لصالح بلادهم وينتابهم خوف شديد من أن تقف ضدهم دول الكفر الكبرى خاصة أمريكا، بل ولعل التبعية التي غرستها أمريكا في نفوسهم جعلتهم مكبلين عن أي تفكير خارج دائرة التبعية، فتجدهم يعظمون مصالح أمريكا وأوروبا فيما هم يحتقرون مصالح بلادهم ولا يقيمون لها وزناً.

 

كل ذلك رغم كافة أسباب القوة التي تمتلكها البلاد الإسلامية وقدرتها بجدارة على الوقوف في وجه الأطماع الاستعمارية لأمريكا ولأوروبا، ونحن إذ نطالب الحكام بذلك من باب الأحكام الشرعية التي توجب عليهم خدمة دينهم وأمتهم إلا أننا نعلم أن أسباب القوة تلك لن يتمكن من استخدامها لصالح الدين والأمة إلا رجال نذروا أنفسهم لخدمة دينهم وأمتهم واستعدوا جيداً لضرب مصالح دول الكفر في مسيرتهم لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، والتي تتعزز يوماً بعد يوم الظروف المحلية والدولية لإقامتها مع أن مسألة إقامتها هي قرار محلي من أهل القوة والمنعة بنصرة دين الله ومن يمثله بغض النظر عن أي ظروف دولية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال التميمي

آخر تعديل علىالخميس, 02 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع