السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الدّكاترة في تونس: تهميش وتحقير... فإلى متى؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الدّكاترة في تونس: تهميش وتحقير... فإلى متى؟

 

 

 

الخبر:

 

تناقلت وسائل إعلام كثيرة في تونس خبر اعتصام دكاترة أمام وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي فـ"بعد استنزاف سبل التفاوض مع السّلط المعنيّة دون الوصول إلى أيّ نتيجة، دخل عدد من الدّكاترة الباحثين المعطّلين عن العمل في اعتصام مفتوح بمقرّ وزارة التّعليم العالي والبحث العلميّ، وذلك للمطالبة بحقّهم في التّشغيل. وقد افترش هؤلاء الأرض في مشهد مؤسف، لم يخطر ببالهم بعد سنين طويلة من السّهر والاجتهاد في سبيل العلم". (جريدة الشروق)

 

التّعليق:

 

وفق المسح الوطنيّ حول السّكان والتّشغيل للثّلاثيّ الأوّل من سنة 2019م الذي أنجزه المعهد الوطنيّ للإحصاء، بلغ عدد العاطلين عن العمل في تونس 637700 شخص من بينهم 255400 من حاملي الشّهادات العليا. وقد لحقت البطالة صفوف الدّكاترة الذين بلغت أعدادهم آلافا (من 4000 إلى 6000 دكتورا ودكتورة) والذين قاموا بوقفة احتجاجيّة يوم الاثنين 06/29 مطالبين الحكومة بحقّهم في التّشغيل لكنّها أوصدت باب الحوار معهم وصدّت آذانها عن سماع شكواهم. وإثر تجاهلها لهم ولمطالبهم قام يوم 07/01 عدد من الدّكاترة الباحثين بافتراش الأرض في مشهد وصف بالمؤسف.

 

ملفّ آخر يفتح ليكشف هشاشة النّظام التّعليميّ في تونس. هذا النّظام الذي بات يشكو فسادا كبيرا في برامجه وفي مؤسّساته وفي ارتباطه بسوق الشّغل. نظام يخضع لإملاءات صندوق النّقد الدّولي الذي يفرض على الحكومات قوانين تتماشى ومصالحه ووفق ما يلائم ثقافته الغربيّة.

 

 تعجّ الجامعات في تونس بأساتذة التّعليم الثّانوي وتفتقر إلى ذوي الاختصاص من دكاترة وأساتذة جامعيين وباحثين وإن انتدبت بعضهم فالانتدابات وقتيّة وعرضيّة. امتهان وتحقير لمن قضى سنوات طوالاً في الدّراسة وفي تحصيل العلوم والمعارف؛ ليجد نفسه عاطلا مهمّشا وغير معترف بشهادته العلميّة. هذا هو حال الدّكاترة في تونس بدل أن يحضوا بالتّشجيع ويوظّفوا في الجامعات وفي مخابر البحث التي تفتقد إلى طاقاتهم وإلى خبراتهم يجدون أنفسهم وراء جدران باب الوزارة وقد صمّت آذان المسؤولين عن سماعهم وعن تحقيق مطالبهم!

 

تحت ضغط شروط صندوق النّقد الدّولي بعدم انتداب وتهميش هذه النّخبة وغيرها من الحاصلين على الشّهادات العليا تجاهلت الحكومات المتعاقبة طلبات الشّباب فأحبطتهم وحطّمت آمالهم وأحلامهم فقضى بعضهم منتحرا والبعض الآخر غرقا وتاهت البقيّة في بحار اليأس والقنوط.

 

إنّ ما يعانيه الشّباب اليوم من ضياع وتضييع هو نتاج منظومة سياسيّة رهنت نفسها وشعبها لإملاءات أجنبيّة لا همّ لها إلّا إحكام قبضتها على البلاد وعلى مصالحها رامية بآمال شباب يافع عرض الحائط متناسية ما لهم من دور في تغيير الواقع، هم روّاده وبأيديهم صنع غد أفضل يعطي للعلماء والمتعلّمين أدوارهم ومكانتهم الحقيقيّة، هم روّاد ينتظرون قيادة راشدة تصحّح مسارهم وتمدّهم بالحلول الجذريّة لكلّ ما يعترض سبيلهم، حلول منبثقة عن أفضل ما سُنّ للبشر من قوانين، حلول تنبثق عن شرع الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

 

نسأل الله أن يهدي شبابنا إلى ما فيه خيرهم في الدّنيا والآخرة وأن يسارعوا إلى العمل لاستئناف حياتهم بالإسلام حتى تصلح حالهم وحال أمّتهم وحتّى يعمّ الخير والهدى والرّحمة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

آخر تعديل علىالسبت, 04 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع