السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

أمريكا تستمر في سياسة الاحتواء تجاه الصين

 

الخبر:

قالت البحرية الأمريكية إن حاملتي طائرات أمريكيتين تجريان تدريبات في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بالتزامن مع تدريبات عسكرية صينية هناك انتقدتها وزارة الدفاع الأمريكية والدول المجاورة.

 

التعليق:

 

إن تتبع العلاقات الأمريكية الصينية من بعد الحرب العالمية الثانية وللآن يجد أن لها عنوانا بارزا وحيدا هو سياسة الاحتواء التي تعني رسم أفكار عامة لمواجهة أخطار محدقة بالمصالح والأهداف والسيطرة عليها.

 

وقد سبق لأمريكا العمل مع الصين لاحتواء الاتحاد السوفيتي البائد (زيارة نيكسون للصين عام 1972م)، وتم إعطاء الصين مقعدا دائما في مجلس الأمن، وأدخلت ضمن قواعد اللعبة الدولية التي رسمت أمريكا ملامحها، وكانت هذه أولى الخطوات باتجاه احتواء أمريكا للصين.

 

ثم وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، عملت أمريكا مع روسيا وقوى إقليمية أخرى محيطة بالصين لاحتواء الخطر المتنامي لها كقوة اقتصادية وتكنولوجية لا يستهان بها (الجيل الخامس G5 لتكنولوجيا الاتصالات)، وكقوة عسكرية يمكن أن تهدد هيمنة أمريكا العالمية مستقبلا.

 

إن أمريكا تمتلك الكثير من الأوراق في محيط الصين لمجابهتها والضغط عليها، إلا أن الصين تسعى دائما لسحب فتيل أي نزاع؛ لإدراكها عدم مقدرتها على المجابهة العسكرية الآن، لكن ذلك لا ينفي وجود أشكال أخرى للصراع بينهما لا سيما التجاري والتكنولوجي، وما تفعله إدارة ترامب، والذي يبدو كأنه تصعيد واحتكاك عسكري، هو حقيقة استمرار لسياسة الاحتواء أولا، ثم محاولة لتحميل الصين فشل أمريكا بالتعامل مع وباء كورونا، بالإضافة لدفع الأمريكيين للالتفاف حول ترامب في الانتخابات القادمة من خلال إقناع الصين بتقديم التنازلات.

 

فأمريكا من جهة تستمر في دفع الصين نحو سباق تسلح يعمل على إرهاقها وتبديد ثروتها وقوتها الاقتصادية، والعمل على زعزعة أمنها، ومن جهة ترفع أسهم ترامب في الانتخابات القادمة.

 

إن ما يعصر القلب أن نرى هذه الدول تضع الاستراتيجيات لتحقيق مصالحها واحتواء الأخطار البعيدة قبل القريبة، وأمة الإسلام صاحبة أعظم رسالة، وصاحبة المبدأ المقنع للعقل والموافق للفطرة غائبة عن المسرح الدولي؛ لعدم وجود كيان سياسي يمثلها، بل تحكمها أنظمة عميلة خائنة لله ولرسوله.

 

وفي الوقت نفسه، نرى في هذه النزاعات رسالة إلهية لأهل القوة من أبنائنا وإخواننا في جيوش المسلمين لنبذ هؤلاء الرويبضات عبيد الغرب الكافر، واستغلال الأزمات التي تعصف بالغرب، وعدم مقدرته على إيجاد حلول لها؛ لأنها أزمات مبدأ وليست أزمات كيانية ظرفية، لقلع هذه الأنظمة وإعطاء النصرة لحزب التحرير بقيادة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة ليعلنها خلافة راشدة على منهاج النبوة، تقيم العدل لا على المسلمين فقط بل في العالم كله.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله ناصر – ولاية الأردن

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 14 تموز/يوليو 2020

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 12 تموز/يوليو 2020م 17:33 تعليق

    اللهم حكم فينا شرعك واقم فينا عدلك

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع