الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا تخلط الحق بالباطل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا تخلط الحق بالباطل

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في الحفل الذي أقيم بمناسبة يوم 15 تموز/يوليو للديمقراطية والوحدة الوطنية، متحدثاً للبرلمان التركي أمام نصب 15 تموز/يوليو، أكد أردوغان أن 15 تموز/يوليو لم يكن محاولة انقلاب عادية، وقال أردوغان: "إنني أتحدث بصراحة، ما حدث في ملاذ كرد حدث أيضاً في 15 تموز/يوليو. ما حدث في كوسوفا، في نيبولو حدث أيضاً في 15 تموز/يوليو. ما حدث في غزو إسطنبول حدث أيضاً في 15 تموز/يوليو. ما حدث في حرب الاستقلال في معركة جاناكالي حدث أيضا في 15 تموز/يوليو. وما حدث في الحرب ضد الإرهاب التي كنا نطرحها تقريباً دون انقطاع طوال تاريخ الجمهورية حدث أيضاً في 15 تموز/يوليو".

 

التعليق:

 

إنه واحد من الخداع الواضح لسياسيي اليوم، من خلال التمثيل الزائف، لتفسير المفاهيم والأحداث مع حساباتهم القذرة ووفقاً لمصالحهم. فمن ناحية، تشويه المفاهيم والأحداث، ومن ناحية أخرى، خلط الخير بالشر والحق مع الباطل أصبح مرضاً من أمراض الحكام. مؤخرا، أظهر الرئيس أردوغان كيف مزج الحق مع الباطل، والخير والشر في البيان الذي أدلى به بمناسبة 15 تموز/يوليو.

 

كما ترى... فأنت تعلن 15 تموز/يوليو يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية، ثم تقوم بهذه المعادلة المجنونة بمقارنته بفتح إسطنبول، ومعارك ملاذ كرد، وكوسوفو، ونيكوبوليس! كما ذُكر في البداية؛ إذا تم النظر إلى الأحداث من منظور الحقيقة، وليس من الحسابات القذرة، فلن ينتهي بك الأمر إلى خداع الناس من خلال هذه الحسابات السخيفة.

 

فتح ​​إسطنبول كان صراعا بين الحق والباطل، بين الجيش الذي انطلق لتحقيق بشرى رسول الله ﷺ، وجيش الكفار الذين كانوا في قبر الشرك والاضطهاد. وبالمثل، في الحروب الأخرى المذكورة، كان أطراف معركة الحق والباطل، هم المسلمون والصليبيون. فالمسألة كما نعلم جميعاً، ليست مجرد مكافحة الباطل بل لها معنى أعمق، فقد تم فتح إسطنبول، وتغلب الحق على الباطل، وتم تدمير جميع أنظمة الكفر وهيمنت أحكام الإسلام على كل مجال من مجالات الحياة. وينطبق هذا أيضاً على الحروب الأخرى، فقد دُمرت الجيوش الصليبية بسلطان الإسلام وقوته. ومع ذلك، ونتيجة لإحدى هذه الحروب والمعارك، فإن النظام الذي انبثق من عقيدة الكفار لم يكتسب مكاناً بين المسلمين، فقد انتصرنا أيضا على الكفار في معركة جاناكالي.

 

ومع ذلك، أولئك الذين انضبعت عقولهم بأفكار الكفار، الذين ارتبطت إرادتهم بالغرب، الذين حصلوا على الخيانة كمهنة، وضعوا نظام الكفار بيننا بالخداع ولم يهتموا بدماء الأمة وقيمها. وما زالوا يستمرون في محاولة الترويج والاحتفال به للمسلمين على أنه انتصار وخلاص.

 

أولئك الذين قاموا بمحاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو فعلوا ذلك باسم الديمقراطية والعلمانية. والغريب أن حكامنا استطاعوا تصوير هزيمة هذا الانقلاب بمثابة انتصار للديمقراطية. ذهب الناس إلى الساحات مع التكبيرات والصلاة، واستخدموا أرواحهم كدرع لدينهم وكرامتهم ضد متآمري الانقلاب. في الواقع، أولئك الذين يصفون الناس، الذين خرجوا متوضئين وقتلوا، كشهداء للديمقراطية، الذين سموا الجسور والساحات بعد الديمقراطية، الذين يؤكدون على الديمقراطية في كل منبر، أولئك هم الرويبضات الذين يمزجون الحق مع الباطل.

 

وعليه، فإنها إهانة للحقيقة أن يقال إن ما حدث في فتح إسطنبول حدث أيضاً في 15 تموز/يوليو، من جانب أولئك الذين يواصلون علاقاتهم مع الدول الغربية التي يزعمون أنها دعمت الانقلاب، ويتصرفون معها في جميع أنواع المواثيق السياسية والعسكرية، وما زالوا يمارسون الديمقراطية النتنة بين المسلمين. تماماً كما فتحت في هذه الأيام، آيا صوفيا للعبادة في شكل المسجد والكنيسة، وكما تصر على اتفاقية إسطنبول التي تفسد الأسرة والأجيال والمجتمع وتتجاهل حق الله في الحكم، ومثلما تضفي الشرعية على جميع أنواع الحرام وتتستر بشعار الإسلام لذنوبك.

 

فنحذركم بهذه الآية من الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالجمعة, 24 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع