الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تهديدات وزير الخارجية الفرنسي للدولة اللبنانية إصلاحات حقيقية ملموسة أم الهاوية؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تهديدات وزير الخارجية الفرنسي للدولة اللبنانية

إصلاحات حقيقية ملموسة أم الهاوية؟!

 

 

 

الخبر:

 

صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة 24/7/2020 في ختام زيارة استمرت يومين إلى بيروت بأن "هذا البلد بات على حافة الهاوية" في حال لم تسارع السلطات إلى اتخاذ إجراءات لإنقاذه. وشدد على "ضرورة عدم المماطلة"، والإسراع في إجراء إصلاحات ضرورية لحصول لبنان على دعم مالي خارجي. وبدا لودريان حاسما في تصريحاته. وأضاف أن "الجميع يعرف المسار الذي يجب اتخاذه، وهناك وسائل للإنعاش. وفرنسا جاهزة لمرافقتهم بشرط أن تتخذ السلطات السياسية القرارات" للسير في طريق الإصلاحات. وأكد "هذه طلبات فرنسا، وأعتقد أنها سُمِعت". ولم يُخفِ الوزير الفرنسي خيبة أمله قائلاً "أكثر ما يذهلنا هو عدم استجابة سلطات هذا البلد للأزمة الراهنة"، مشدداً على الحاجة "لأفعال ملموسة طال انتظارها". وكان المجتمع الدولي وعلى رأسه فرنسا، قد اشترط على لبنان تنفيذ إصلاحات جدية لتقديم أي مساعدة له. ويطمح لبنان إلى الحصول على دعم خارجي يفوق 20 مليار دولار، بينها 11 مليار أقرها مؤتمر سيدر الذي انعقد في 2018 مشترطاً إصلاحات.

 

التعليق:

 

أول ما يلفت النظر في هذه التصريحات لهجة الأمر والحسم والتهديد، ثم وضوح دلالاتها. أما اللهجة: فـ"البلد على حافة الهاوية"، "يحتاج لإنعاش"، "يجب أن يقوم بالإصلاحات المحددة"، "لن ينال أي مساعدة ما لم يفعل ذلك"، و"أن هذه طلبات المجتمع الدولي وليست طلبات فرنسا وحدها". وهذه الأقوال واضحة الدلالة أولاً على أنكم - يا حكومة لبنان - بيدكم أن تقوموا بالإصلاحات، فإما أن تقوموا بها وإما الهاوية. ومما تدل عليه هذه التصريحات أيضاً أن هناك قناعة فرنسية ودولية بأن لبنان بسلطته الرسمية يمتنع عن القيام بهذه الإصلاحات، أي عن الامتثال للطلبات أو الأوامر الدولية، مع أنه بحاجة لمليارات الدولارات، والمجتمع الدولي مستعد للمساعدة والإنعاش، وفرنسا جاهزة، والوزير الفرنسي مذهول من عدم قيام لبنان بخطوات عملية لإنقاذ نفسه من الهاوية. وهذا يعني أن هناك أعمالاً، يسمونها إصلاحات، يجب على لبنان أن يقوم بها كي يتلقى المساعدات التي يحتاجها والتي هو يسعى للحصول عليها. والدلالة هنا هي أن لبنان يتعنت أو لا يستطيع تنفيذ الأعمال التي يفرضها عليه المجتمع وصندوق النقد الدوليان. وإذا ربطنا هذه الدلالات لتصريحات وزير الخارجية الفرنسي، بتصريحات البطرك بطرس الراعي الصريحة وغير الدبلوماسية ضد حزب إيران في لبنان، وكذلك بتصريحات كثيرة وفاقعة لوزير الخارجية الأمريكي بومبيو ضد إيران وحزبها، وكذلك بزيارة الجنرال الأمريكي كينيث ماكينزي إلى لبنان قبل زيارة الوزير الفرنسي بحوالي أسبوعين، والإشكالات التي كانت من تداعياتها ضد حزب إيران، ولقاءاته بكل رموز السلطة اللبنانية الرسمية وبقيادة الجيش، وتصريحاته السلبية بعد ذلك بشأن مصداقية لبنان وتصديقه الأقوال بالأفعال، نستنتج أن هذه التهديدات للبنان جادة، وأن لبنان بالفعل يماطل، وأن سبب هذه المماطلة هو حزب إيران اللبناني ونفوذه السياسي والشعبي الطائفي، وغَلَبَته على السلطات الثلاث في لبنان، إضافةً إلى قوته العسكرية. ويتأكد هذا الوصف لما يجري في لبنان ولموقف أمريكا، من أن هذه التصريحات الفرنسية ما كانت لتكون بهذه القوة والحسم لولا إدراك فرنسا أن هذا هو موقف أمريكا أيضاً.

 

وهل هذا يعني أن هناك إجراءات أمريكية ودولية قد تُتخذ ضد لبنان؟ الجواب هو أن الإجراءات في المنظور القريب تقتصر على الضغوط السياسية والاقتصادية، ويمكن أن تزداد بما يفاقم من سوء أوضاع الناس المعيشية، ومن زيادة هبوط قيمة العملة اللبنانية. وحل هذه المشكلة مستعصٍ الآن، وغير منظور، لأنه غير مقرر أو معروف لأي جهة أصلاً، أي أن الاحتمالات فيه مفتوحة. والعملية ترجع كلها إلى أن أمريكا قد قررت منذ مجيء ترامب للرئاسة تحجيم نفوذ إيران الذي تعاظم في المنطقة، وبخاصة في العراق ولبنان وسوريا. وهذا ما شكل انعطافةً كبيرة تجاه إيران التي انزعجت من ذلك كثيراً، وهي تماطل في هذا الأمر وتتعنت، وترى الأمر ضرراً كبيراً عليها. وتنطبق تداعيات هذا الأمر على حزبها في لبنان. وهي تراهن - والله أعلم - على تغير موقف أمريكا منها بعد الانتخابات الأمريكية القادمة، وبخاصة أن أزمات أمريكا تزداد داخلياً وخارجيا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود عبد الهادي

آخر تعديل علىالأحد, 26 تموز/يوليو 2020

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 28 تموز/يوليو 2020م 23:15 تعليق

    اللهم فرج قريب ونصر مكين متين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع