الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رعاية المسنين عبء في المجتمع الرأسمالي ولكنها شرف بالنسبة للمسلمين (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رعاية المسنين عبء في المجتمع الرأسمالي ولكنها شرف بالنسبة للمسلمين

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

من المقرر على كل من تزيد أعمارهم على 40 عاماً البدء في المساهمة في تكلفة الرعاية الصحية والاجتماعية التي سيحصلون عليها في وقت لاحق من الحياة، في ظل خطط جذرية تتم دراستها من وزراء بريطانيا لإنهاء أزمة الرعاية الاجتماعية، كما تكشف الجارديان.

 

وبموجب الخطة، سيتعين على من هم أكثر من 40 عاماً دفع المزيد في الضرائب أو التأمين الوطني، أو إجبارهم على تأمين أنفسهم لسد الفواتير الضخمة للرعاية عندما يكبرون. وسيتم استخدام الأموال التي تم جمعها بعد ذلك لدفع تكاليف المساعدة التي يحتاجها كبار السن الضعفاء، مثل النظافة وتوفير الملابس وغيرها من الأنشطة، في حال وجودهم في المنزل، أو لتغطية إقامتهم في دار الرعاية.

 

يتم فحص الخطط من جانب فرقة العمل الجديدة للرعاية الصحية والاجتماعية، بقيادة رئيس الوزارء بوريس جونسون مع وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية. وهم يحصلون على الدعم كإجابة للحكومة على السؤال المحفوف بالمخاطر سياسياً عمن ينبغي أن يدفع تكاليف هذه الرعاية.

 

والنظام الذي يفكر فيه المسئولون هو نسخة معدلة من كيفية تمويل اليابان وألمانيا للرعاية الاجتماعية، وكلاهما يحظى بالإعجاب على نطاق واسع لأنه خلق طريقة مستدامة لتمويل الرعاية الاجتماعية للتعامل مع الاحتياجات المتزايدة التي يجلبها السكان كبار السن.

 

ومن شأن اعتماد نهج مماثل أن يسمح لجونسون بأن يقول إنه أنهى الوضع الذي بموجبه يعتبر بعض أصحاب المعاشات، الذين يعتبرون أثرياء جداً لدرجة أنهم غير مؤهلين للحصول على رعاية ممولة من المجلس المحلي لبيع منازلهم، لدفع تكاليف منزل الرعاية، والتي يمكن أن تتجاوز 1400 جنيه إسترليني في الأسبوع.

 

وقالت كارولين أبراهامز، مديرة المؤسسة الخيرية في Age UK: "قد ينظر بعض كبار السن في الأمر إلى فكرة دفع أكثر من 40 عاماً فقط لتمويل نظام رعاية وطني جديد. ومع ذلك، إذا كان هذا هو ما تفكر حكومتنا في احتضانه هنا مما قد يكون صفقة جيدة، لأن هذا النظام يقدم مستوى من الاطمئنان والطمأنينة يمكننا فقط أن نحلم به هنا في الوقت الحالي... يمكن القول إنه عمل ملائم من التكفير الوطني بعد الخسارة الكارثية في الأرواح التي شهدناها في دور الرعاية أثناء الوباء". (صحيفة الجاريان)

 

التعليق:

 

بالنسبة لمجتمع رأسمالي حيث يعتقد الكثير من الناس أن تلبية حاجاتهم الشخصية تأتي فوق كل الاعتبارات الأخرى، فإن العناية بالضعفاء والمسنين تعتبر عبئاً وليست مسؤولية وشرفاً. ويتوقع في كثير من الأحيان أن يعيش الأقارب المسنون بمفردهم في دور الرعاية، بدلا من البقاء في منزل الأسرة. وقد اعترف وزير الصحة البريطاني في عام 2013 بأن المجتمعات الآسيوية لديها نظام أفضل يمكن لبريطانيا أن تتعلمه منهم؛ "في تلك البلدان، عندما لا يعود العيش وحيدا ممكناً، فإن دور الرعاية هي خيار أخير وليست خياراً أول. والعقد الاجتماعي أقوى لأنه عندما يرى الأطفال كيف يتم الاعتناء بأجدادهم، فإنهم يطورون توقعات أعلى حول كيفية معاملتهم أيضاً عندما يشيخون".

 

ومع ذلك، فبينما تهيمن القيم العلمانية الأنانية، وينظر إلى جميع المشاكل على أنها اقتصادية بطبيعتها، فإن رعاية الآخرين ستتدهور حتماً وسيظل اعتبار المسنين عبئاً؛ سواء من حيث الإنفاق عليهم أو الوقت.

 

لقد عالج الإسلام هذه المشكلة الإنسانية بشكل مختلف، قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

 

يذكّر القرآن البشرية بأنهم مدينون بامتنانهم أولاً لله، ثم لوالديهم الذين قدموا الكثير من التضحيات من أجلهم عندما كانوا صغاراً. وحتى لو رفضوا الإسلام وحاولوا أن يتبعهم أولادهم في ذلك، فإن على المسلم أن يبقى صبوراً معهم وأن يستمر في مصاحبتهم بالعطف.

 

وروي أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ».

 

ومن هنا، فإن المجتمع الذي يطبق الإسلام في الحياة سيطور احترام المسنين والعمل معاً، صغاراً وكباراً، لإرضاء الله، ولا ينظر إلى أي منهما على أنه عبء على الآخر. إن الشريعة الإسلامية تجعل الأسرة مسؤولة في المقام الأول عن رعاية كل شخص فيها، في حين إن دور الدولة هو ضمان حصول ذلك، أو التدخل عندما يكون ذلك غير ممكن. يقول الله تعالى: ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 29 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع